شبكة ذي قار
عـاجـل










الرؤية الأمريكية للإسلاميين والنظام العالمي الجديد –  الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

العودة إلى الدبلوماسية والسياسة الأميركية في الشرق الأوسط منذ هجمات الحادي عشر من أيلول 2011  تجسد ذلك في غزو واحتلال العراق 2003 واسقاط الشرعية الدستورية للنظام الوطني العراقي  وإقامة نظام مكوناتي طائفي ولائه خارج الحدود وبالتحديد لإيران الصفوية الجديدة وهنا انكشف الزيف والكذب والخداع الأمريكي والغربي ،  والمقوم الثاني الرئيسي كان محاولة إعادة صياغة طبيعة النظم العربية الحاكمة من الداخل فيما يتعلق بمسألة ما يسمى بنشر الديمقراطية والإصلاح السياسي والحرية حقوق الإنسان تحت عنوان الربيع العربي ، وبعده طرح موضوع الديانة الإبراهيمية وصفقة القرن التي تبنتها إدارة ترامب لانطلاق مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني فساره أبناء زايد وملك البحرين  وحكام السودان الذين تسلطوا على الشعب السوداني بعد الإطاحة بنظام البشير وملك المغرب عراب التصهين العربي بالإضافة الى التطبيع الاقتصادي من قبل قطر وعمان ، وقبلها اتفاقيات الهزيمة  والذل فيما بين مصر والأردن والعدو الصهيوني ،  والدور الخفي لحكام السعودية  لدفع حكام مجلس التعاون الخليجي  بالاعتراف بالكيان الصهيوني في فلسطين المغتصبة ومساومتها الكبرى مع إيران  ،  لإيران أوراق استراتيجية كثيرة من العراق  ،  للملف نووي إلى حزب الله في لبنان ولكن أمريكا تسعى للضغط عليها وليس عزل النظام الإيراني واسقاطه بالرغم من رفعه شعار -  الشيطان الأكبر والموت لأمريكا وإسرائيل  -   تحقيق الهيمنة الكاملة على المنطقة ونزع الصفة العربية  وجعل هذه الأنظمة مرتبطة تماما بالرضى الأميركي وليس بأي مصدر شرعي وطني محلي ، إن كان له مصدر شرعية ديمقراطي وإن كان له مصدر شرعية متعلق بالمقاومة   وهنا مصدر الشرعية يجب أن يكون الرضى الأميركي و(( الإسرائيلي ))  وضمن هذه الأجواء التي مهدت لها أمريكا راعية الإرهاب الدولي صعد ت إيران وتوظيف التشيع السياسي ما بعد المتغير المعد مسبقا مخابراتيا وتحت عنوان الثورة الإسلامية 1979 والعمل على تطبيق نموذج -  الولي الفقيه -  في عموم المنطقة    والذي ورد نصا واضحا في الدستور الإيراني ، واستراتيجيات الأيديولوجية الخمينية تقسيم المجتمعات على أسس مذهبية ، بمطالب وغايات سياسية بحتة ربما يكون التشيع السياسي مرادفا للشيعية السياسية أو أوسع منها قليلا ، فالأخيرة هي التجسيد الواقعي والعملي  للأولى بتمثيلاتها في التكتلات والكيانات والقوى الموالية لنظام ولي الفقيه - الثورة الإسلامية الإيرانية - ، وتتوجه بتوجهاته في بلدانها ودولها وأوطانها وتقدم انتماءها المذهبي له على انتماءها لهذه الأوطان والدول من جانب آخر ، والتشيع السياسي باختصار أنه المرجعية والأيديولوجية الفكرية التي تدعو للارتباط والولاء لنظام الولي الفقيه وتوجهاته وأذرعه ومواقفه كما ويتسع التشيع السياسي ومعه الشيعية السياسية ، لأطياف وألوان من غير الشيعة الأمامية - الاثني عشرية -  حيث تدعم حكومة الولي الفقيه بجميع أشكال الدعم المجموعات الأكثر تطرفا نظريا وعمليا داخل المذهب الشيعي ، مثل فئات من الحوثية  والنزارية  والدروز والمهدويين وغيرها ، كما يخترق المذهب السني في بعض جماعاته المتشددة ، مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وصولا إلى القاعدة وما خرج منها وصولا الى الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق -  داعش - ، كما قد تتسع دائرته أو تضيق عبر تلاقي المصالح والمقاصد وتطابق تصورات الولاء والعداء  ، وهو ما يتم عبر استراتيجيات متعددة ومختلفة للدعم والاحتواء  مادية وثقافية وسياسية  ، لا يوجد مصطلح حدي للتشيع السياسي ربما لحداثة ظاهرته ، وارتباطه بإطار الدولة الحديث ، كفضاء لاشتغاله ، وليس فضاء الأمة ومن أولى اجندته تقديمه رابطته المذهبية على مقولة الوطن أو الدولة الوطنية ، والشراكة فيهما ابتداء

 

يتبع بالحلقة الرابعة

 






الجمعة ٢٢ صفر ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة