شبكة ذي قار
عـاجـل










العرس الفلسطيني والعرش اليهودي

الدكتور شاكر عبدالقهار الكبيسي

 

لم يكن صباحنا اليوم كبقية الصباحات بل كانت أخباره سعيدة وممتعة ومدهشة ونحن نرى قوات الثورة الفلسطينية وطلائعها الكفاحية المؤمنة والمخلصة لقضية فلسطين وهي تدخل بأسلحة ومعدات بسيطة داخل المستوطنات الصهيونية فتقهر وتؤذي وتصدم أكبر قوة عسكرية ظالمة في التأريخ وأشدها دلالا على المجتمع الدولي الظالم وإعلامه الذي تسيطر عليه المؤسسات الاعلامية اليهودية في جميع انحاءالعالم ، وعندما نتابع أخبار هذه العمليات المباركة يمكننا ان نضع المؤشرات الآتية :

١.شكلت هذا العملية العسكرية المباركة تحقيق مبدأ المباغته وهو من أهم ركائز النصر على أي جيش في العالم حيث أحدثت صدمة شديدة ومروعة للكيان الصهيوني بعد إن استطاع المقاتلون الأبطال من تطهير المناطق الفلسطينية القريبة من محيط غزة والتسلل الى داخل العمق الأسرائيلي وتمكنوا من إطلاق أكثر من ٥٠٠٠ صاروخ ميداني موجهة لعدد من المواقع الصهيوني وصل بعضها الى تل أبيب وعسقلان لتعلن أن الحق العربي لا يضيع مهما تقادم عليه الزمن .

٢ . إن إختيار وقت الشروع للتنفيذ كان مهما لتحقيق اسباب النصر في هذه المعركة حيث تم اختيار يوم عيد العرش اليهودي والذي رافق إحتفال الصهاينة في هذا العيد إقدامهم على القيام بأفعال إستفزازية واعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية ثم قضاء هذه الليلة بالغناء واللهو والسكر والعربدة في الحرم الإبراهيمي دون أن تضع حساب للمقدسات أو للحقوق المغتصبة ولم تشعر انها قوات غازية ومطلوبة للحق بعد إن لمست ضعف العرب وتشرذم قوتهم وتسابقهم لنيل رضا الكيان الصهيوني ومناصريه من القوى العظمى .

٣ . بالرغم من الإتهام الذي توجهه اسرائيل لإيران بأنها ستكون طرفا مهما في الصراع.وتحذير الكيان الصهيوني لها من مغبة دعمها لحماس وتمويلها بالمال وإسنادها بالأسلحة المتنوعة فربما جاء ذلك لتحسين صورة ايران أمام العرب والمسلمين بأنها تدعم القضية الفلسطينية ولو كان ذلك صحيحا فلماذا لا يقدم حزب الله المقاوم بالتدخل في هذه المعركة لتخفيف الضغط عن المقاتلين الفلسطينية وعدم تركهم لقمة سائغة بين أنياب القوات الصهيونية .

٤.سيطرة المجاهدين على أكثر من ٢١ موقعا عسكريا صهيونيا وإحداث خسائر كبيرة في البنية التحتية الصهيونية وقتل اكثر من ١٠٠ صهيوني وجرح أكثر من ٨٠٠ ما ببن عسكري أو مستوطن صهيوني كما تم أسر أكثر من ٣٥ أسير صهيوني وبالامكان استغلال هذا العدد للإفراج بصفقة تبادل اسرى عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين .

٥.سير العمليات العسكرية الدفاعية لحماس أكدت الآتي :

أ. قدرة المقاتل العربي على إمتلاك زمام المبادرة وإختيار الزمن والارض التعبوية التي يتم تنفيذ العمليات الجهادية فيها وتحقيق النصر على قوات العدو الصهيوني .

ب. موقف الغرب الداعم لإسرائيلي والدفاع عنها في جميع المظالم التي تنتهكها ضد الفلسطينيين وضد العرب في دولهم دون إهتمام للسلام والامن الدوليين ودون مراعاة لأحكام القانون الدولي والمساواة في تنفيذ بنوده .

ت.موقف العرب المخزي وعدم إهتمامهم بما يحري على الارض الفلسطينية وكان بإمكانهم تحذير الكيان الصهيوني من التمادي في تدمير البنى التحتية للفلسطين وحصر عملياتها على القوات العسكرية الفلسطينية وليس الانتقام من المدنيين من خلال قصف الدور والمستشفيات والعمارات السكنية للسكان المدنيين .

ث.تمتلك أغلب الدول العربية علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني فكان بالإمكان استدعاء هؤلاء السفراء لإيصال رسالة للمسؤولين الصهاينة بأن حماس ليس لوحدها بل كل العرب معها في المعركة والتركيز على ضرورة اعطاء الشعب الفلسطيني حقه المشروع في اقامة دولته المستقلة والتي تدعمها قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي .

٦.تذكرنا هذه المعركة بالإنتصار الذي حققه العرب على القوات الاسرائيلية ومن يدعمها من الغرب في حرب أكتوبر في نفس اليوم والشهر من عام ١٩٧٣م رغم ما أعقبه من فشل في إستغلال هذا النصر وحسمه لصالح العرب فلقد فقد الجيش الاسرائيلي اليوم السيطرة على العمليات الحربية في هذه المعركة مما يعيد الى الاذهان أيصا المفاجئة الكبرى التي تحققت بالأمس وما أشبه اليوم بالأمس .

٧.سيؤثر هذا النصر الفلسطيني على حكومة نتنياهو العنصرية ويعرضها لنقمة شعبية صهيونية بسبب البطولة التي أبداها مقاتلي حماس وتمكنهم من إجتياز الدفاعات الاسرائيلية ومواقع الانذار المبكر والقبة الحديدية فقد تتعالى الأصوات من أجل الدفع بإتجاه

هجوم إسرائيلي شامل على غزة او اسقاط الحكومة الحالية بقيادة نتنياهو

بسبب الهبوط المعنوي الكبير لدى الاسرائيليين بشكل عام وأفراد الجيش والامن الاسرائيلي بشكل خاص

خاصة بعد إن اعلن الكيان الصهيوني عن إقامة جدار أمني اسرائيلي وانفقو ا عليه ملايين الدولات واستقدم عند إفتتاحه كل وسائل الاعلام لتقول اسرائيل لشعبها وللعالم أننا في أمان ومع ذلك استطاعت وسائل المقاومة الفلسطينية البسيطة من الوصول الى أهدافها بسرعة قياسية .

٨.سيكون لدى الصهاينة عدة حلول يمكن اختصارها وفق الآتي :

أ. اللجوء للأمم المتحدة لإظهار أن حماس هي المعتدية وبالتالي تنال عطف المجتمع الدولي الذي غالبا ما يكيل بمكيالين في قضايانا المصيرية ويقف بجانب الكيان الصهبوني رغم كل قرارات الامم المتحدة التي تتيح لمن تحتل أرضه الدفاع عنها وعن حقوقه المشروعة .

ب. القيام بعملية اسرائيلية عسكرية كبيرة تستخدم فيها كل ما تمتلكه من قوة وآلية عسكرية ودبلوماسية لإثبات حقها بالرد وبكل الوسائل على هجوم حماس وربما يتعدى ذلك لطرد حماس من غزة .

ت.القيام بعمليات أغتيال نوعية اسرائيلية تستهدف عدد من قيادات حماس والجهاد الاسلامي ومن يتعاون معهم من الفصلئل الفلسطينية المقاتلة .

ث. قد يقوم المستوطنين الصهاينة بعمليات انتقامية تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وطول كرم ونابلس وفي مناطق فلسطينية اخرى .

ان الواجب الشرعي والقومي والانساني يدعو العرب والمسلمين وجميع الشعوب المحبة للسلام ان تنتفض اليوم وتجبر المجتمع الدولي على إجبار الكيان الصهيوني بالرضوخ لمنطق الحق والعدل والاعتراف بأن الاحتلال هو السبب الرئيسي في انفجار الاوضاع في المنطقة وفي العالم أجمع .

قلوبنا ودعواتنا لله ان ينصر مقاتلي الحق الفلسطيني حتى يتحقق قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس العربية ويعم الخير والرفاه في أرجاء المعمورة .






السبت ٢٢ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور شاكر عبدالقهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة