شبكة ذي قار
عـاجـل










علاقة النظام العربي الرسمي  ب(( إسرائيل )) من السرية إلى الإشهار

 

زامل عبد

 

أبدأ مقالتي هذه  بقول الجليل الأعلى  * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا * (  نوح 27 ) وجاء قول الخالق على اثر قول سيدنا نوح عليه السلام  في دعائه إياه على قومه ( إنك يا ربّ إن تذر الكافرين أحياء على الأرض ، ولم تهلكهم بعذاب من عندك ( يُضِلُّوا عِبَادَكَ ) الذين قد آمنوا بك ، فيصدوهم عن سبيلك ، ( وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا ) في دينك ( كَفَّارًا ) لنعمتك وذُكر أن قيل نوح هذا القول ودعاءه هذا الدعاء، كان بعد أن أوحى إليه ربه * أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ *  ،  وقوله تعالى *  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *  (  المائدة 51 ) ، فالواقع العربي المؤلم اليوم يتكرر بأفعال مجموعه ولدتهم الشجرة الخبيثة التي زرعها نصارى يهود دعاة الصليبية ليكونوا حكاما على أبناء واحفاد الرجال الرجال الذين حملوا لواء الإسلام بقيمه الانسانية ليحرروا الشعوب من العبودية  ، وانكشاف حقيقة ارتباط النظام العربي الرسمي وعلاقته ب (( إسرائيل )) وحسب بل بوصول الشعب العربي إلى مرحلة من ضياع الهوية ومن ضياع الهدف  بفعل هؤلاء الحكام ، ويجب أن نعترف أن الحقيقة الكبرى فيما وصلنا إليه كشعب عربي كان جذره الأهم يكمن في بنية عهر النظام العربي الرسمي ، وما كرسه من كبوة متعاقبة او انكفاء داخل بنية المجتمع العربي ونخبه السياسية والثقافية والاقتصادية وما أنتجه من طغيان ديني والعسكري على الفعل والسلوك السياسي ، ولا تكمن مشكلتنا في وجود (( إسرائيل )) كآخر وجود استعماري غربي - نصارى يهود -  مباشر واحتلاله لأرض فلسطين وتشريدها شعبها بل تكمن في الركيزة الأساس لبناء هذا الوجود واستمراريته ، والتي نظر لها وكرسها مخططو استراتيجية هذا الوجود ، بأنه لا يمكن لـ(( إسرائيل )) أن تكون إلا عبر تفوقها هذا التفوق الذي يتطلب تدمير إمكانات الامة العربية وخاصة الأقطار المحيطة بالكيان الصهيوني ومنعها من امتلاك أدوات تطورها وتقرير مصيرها ، ومن هنا عملت (( إسرائيل )) ومن يقف خلفها على جعل الوطن العربي  وخلال السبعة عقود او اكثر داخل صيغ سياسية لا تتيح للشعب العربي وقواه الوطنية القومية أن تؤسس لمستقبل أفضل وامتلاك مقومات الاقتدار على التصدي لكل المخططات والاجندة التي يعمل بموجبها الأعداء بقديمهم وجديدهم  ، والقول إن ((  إسرائيل )) ما كانت لتكون كما هو عليه الحال الآن  لولا عهر النظام الرسمي العربي  الذي كان بمجمله – ما عدى  تجربة البعث الخالد في العراق 1968 – 2003  والتي تعرضت الى كل أنواع العدوان والتشويه وصولا الى الاجتثاث  -  قائماً على استبداد بمختلف انواعه واشكاله ويستبعد الشعب وقواه كل في قطره ومساحة تأثيره لهو قول الحق والوصف الدقيق الذي يؤمن به كل عربي شريف ادرك الحقيقة ونفذت بصيرته وتعبيراتها عن صنع القرار وبنفس الدرجة من الوثوق ،  ويمكننا القول أيضاً إن عهر النظام العربي الرسمي ما كان ليكون على هذه الدرجة من الاستبداد وتغييب الشعوب لولا وجود (( إسرائيل )) ، وباختصار لقد وعت (( إسرائيل )) ومعها العاهر النظام العربي أن وجودهما معا ضرورة لكليهما ، وإن انهيار أي منهما سيشكل انهيار الآخر أو التأسيس لانهياره وهذه الحقيقة اظهرتها للعيان تداعيات عملية طوفان الأقصى والصمت المطبق والانزواء وراء عار الخيانة والنذالة وشعب يذبح بأبشع الجرائم ومساجد تهدم بتعمد وإصرار على اذلال المسلمين من قبل بني صهيون وانصارهم الخرف بايدن ومن انتصر للكيان الصهيوني – بريطانيا وفرنسا وكندا  وغيرهم  - بل المبكي ان أبناء زايد يساهمون بالمباشر بالجريمة عسكريا وماديا  ، وبعد أن انكشفت هشاشة وتفاهة وتبعية النظام العربي الرسمي كله ، وبعد أن دُفعت المنطقة لمخاض رتب له ، بحيث يصعب على هذه المجتمعات أن تقرر مصيرها ، وبعد أن برزت ثلاث قوى إقليمية أساسية باحثة عن مصالحها ضمن مشروع هيمنة وتقاسم جديد في المنطقة ، هي (( إسرائيل وتركيا وإيران الصفوية )) فإن الكيانات العربية المتهالكة ستهرع للاصطفاف ضمن الترتيب الجديد كل الى ما يتلائم مع حقيقتها واصولها اللاعربية ، وكعادتها ستواصل نهجها القديم بتهميش شعب ومحاصرته والالتحاق بأسرع ما يمكن ضمن المحاور المتشكلة إقليمياً فسارع أولاد زايد وملك المغرب والبحرين وحكام السودان ما بعد الإطاحة بنظام البشير وقسم من المتسلطين على الشعب الليبي مهرولين نحو (( اسرائيل )) المرتبطة بمحور الصليبية الجديدة المتمثلة بالإدارة الامريكية  المتفردة عالميا ، بالمقابل كان لإيران الصفوية الدور المؤذي للقضية العربية بفصائلها المليشياوية  والشعوبية  ومن المؤسف ان قوى إسلامية كالجهاد وحماس  تتجه لإيران بحجة فقدان الدعم والاسناد العربي ، ومن يتتبع مسار القضية الفلسطينية منذ الإعلان عن بدء الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال (( الإسرائيلي )) في أوائل عام 1965م وصولاً إلى السلطة الفلسطينية الحالية المتمثلة بخائن القضية محمود عباس يمكنه أن يفهم جيداً كيف حمى النظام العربي الرسمي (( إسرائيل )) عبر تدجين الثورة  الفلسطينية وإيصالها إلى كل البؤس والهوان والتشرذم الذي تعيشه اليوم ، ويمكنه أيضاً أن يعرف لماذا تضافرت جهود المجتمع الدولي مع النظام العربي الرسمي لمنع الجماهير العربية من امتلاك مقدرات الامه  والانتقال الى التصدي الفعلي وافشال كل المخططات  ، اكرر القول ان كل ما يحدث الآن هو نتيجة حتمية لتغييب الشعب عن قرار مصيره ، واستفراد الطغاة المرتهنين للخارج بالقرار، فهل ستتمكن الامة العربية من تكريس صيغة جديدة لعلاقتها بمصيرها ومستقبلها ؟ وهل بالإمكان التأسيس لفعل يتجاوز ما استطاع المصريون والأردنيون فعله عبر مقاطعتهم ورفضهم للتطبيع الذي فرضته عليهم حكوماتهم ؟ والذي جعل من كل اتفاقات التطبيع مجرد اتفاق يحدد علاقة الجهة الحاكمة العربية بـ (( إسرائيل ))  ولم يتمكنا من اجبار الحاكم من الغاء الاتفاقات والتعهدات مع العدو الصهيوني  استثمارا للعدوان على غزة والجرائم التي ترتكب يوميا ، إلى فعل جديد يضع حداً لتحكم الطغاة بمصيرهم ومصير أوطانهم ومستقبلهم أم أن الشرط اختلف الآن ؟ وما تعمدت الأنظمة العربية من فعله بشعوبها ، من إفقار وإذلال ، وتهميش وتجويع ، سوف يدفع هذه الشعوب للقبول بما كانت تعتبره سابقاً خيانة لهويتها  ؟ سؤالا مهما اضعه امام اهلي واخوتي اينما يكونون

تحيا فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر

 

الخزي والعار لعهر النظام العربي الرسمي

 






السبت ٢٧ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة