شبكة ذي قار
عـاجـل










غزة ، وحدها تحارب .. وأمريكا تشارك في الحرب

د. أبا الحكم

 

لماذا تشارك امريكا في الحرب على غزة ؟ ولماذا ينصب كل ثقلها  على قطاع صغير في فلسطين المحتلة وعلى جزء صغير من الشعب الفلسطيني، وهي الدولة العظمى التي تعلن انها تقود العالم وتهيمن على مقدراته ؟ ثم ، ما هو وضع الكيان الصهيوني في ظل هذه الحرب القذرة وامريكا باتت بقوتها الضاربة تشارك في الحرب ؟ واخيراً ماذا يعني ان ترمي دولة عظمى بثقلها العسكري والسياسي والاقتصادي والاعلامي والدبلوماسي إلى جانب (دويلة إسرائيل التي لا تقهر) ؟!

نستنتج من الواقع الراهن للحرب، ان الكيان الصهيوني هزيل ولا يقوى على المقاومة وان قواه مصطنعه ولا يقاوم لأكثر من أيام بدون دعم خارجي ، فيما تؤكد حقائق الجغرافيا أن لا مستقبل لكيان غازي لا ينتمي للأرض العربية ولا مستقبل لكيان ليس له تاريخ، وتاريخه يؤكد انه مصطنع من قوميات متعددة قادمة من مناطق متعددة وتحكمها حكومات متعددة، وتربطها ديانة واحدة هي الديانة اليهودية التي تضم قوميات متعددة لا تصنع وطن واحد .

الكيان الصهيوني يستقوي بأمريكا وامريكا ترعى هذا الكيان لأغراض سياساتها في المنطقة والعالم .. ولولا وجود الكيان الصهيوني ومشروعه الخيالي الذي لن يتحقق، لقطعت اقطارنا العربية اشواطاً على طريق التقدم والتنمية القومية، ووحدتها باتت عسيرة جداً أمام أي تقارب بين وحداتها السياسية من اجل  التكامل والحماية ، والمشتركات بينهما كثيرة ، ودور النظام الايراني فاعلاً في منحى هذه السياسة .

فأمريكا تحارب القومية العربية و تريدها ان تستمر في غيبوبتها ولا  تصحو، والكيان الصهيوني يريد ان يلغيها من الوجود بمشروع بيريز الاقتصادي، وإيران تريد أن تمحو العروبة من أذهان العرب بوسائل الإذلال والتركيع وفرض خيار المذهبية الفارسية التشيعية .. وأمام هذه الحقائق تبرز طبيعة المشتركات القائمة بين هذه الاطراف المعادية للعرب، وهي تعمل على التوسع والقمع والقتل والتهجير القسري وتغيير ديمغرافيا المجتمعات العربية وتغيير الأرض العربية وإعادة تشكيلها من أقوام اخرى دخيلة على المنطقة العربية وعلى أمة العرب .

أمريكا تعلم والكيان الصهيوني يعلم أيضاً ، أن النظام الفارسي في طهران لن يطلق على مصالحهما رصاصة واحدة او صاروخ او قذيفة مدفع ، لأنهما يدركان مدى قيمة مشتركات التعامل والتعاون بينهما في المنطقة، ومتفاهمتان على شرذمتها وتقسيمها وبناء نظام اقليمي فيها دون أن يكون للعرب موقع أو مكانة .

حشدت امريكا وفرنسا وبريطانيا بوارجها وحاملات طائراتها الحربية امام غزة على البحر المتوسط .. كل هذه الاساطيل المحتشدة لمجابهة فصيل فلسطيني مسلح واحد تحيطه جيوش عربية مسلحة مكبلة وعالم اسلامي عقد مؤتمره الاخير، تمخض عن مقررات الشجب والاستنكار والإدانة والتهدئة والهدنة وتمرير المساعدات الانسانية والبكاء على الأطلال ، فيما يغط فيلق القدس في نوم عميق وترسانة الجنوب اللبناني والشمال اليمني وحشود الشرق تستعرض المواقف بالكاميرات .

أمريكا والكيان الصهيوني وتابعهما في طهران يدركون الذي يحيط بغزة وبفلسطين، كما ويعلمون ان لا قانون يحمي الشعوب ولا قانون يحمي اسرى الحرب ولا قانون يحمي المدنيين .. لقد عطلوه ولم يعد في هذا العالم قانون ... والذي تبقى قانون القوة ، قانون الغاب .!!

 

 

 

 






الاثنين ٣٠ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة