شبكة ذي قار
عـاجـل










من المستفيد من زج العراق في معركة يراد منها لي الذراع  ؟  - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

لا غبار ولا مغالاة على الموقف القومي الوطني للعراق عبر تاريخه الحديث وتحديدا منذ معاهدة لوزان { اتفاق سلام تم توقيعه في مدينة لوزان السويسرية في الرابع والعشرين من شهر يوليو عام 1923 بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى ، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا ، من جانب وحكومة الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا ، من جانب آخر } ولحين الغزو والاحتلالين سنة 2003 والذي فقد العراق فيه السيادة والاستقلال وهيبة الدولة بكل معناه ودلالاته  ، فسفر التأريخ يوثق البطولات والصولات  في فلسطين العربية وسيناء والجولان وكيف حما دمشق من الاحتلال الصهيوني في معركة سعسع 1967 التي شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء ، فعندما ينتصر العراقيين لأشقائهم في فلسطين وتمكين الغزاويين من الصمود امام اشرس هجمة صهيونية يراد منها انهاء القضية الفلسطينية بدعم العرب المتصهينين وحكام العهر والخيانة والذل والهوان المستسلمين لإرادة نصارى يهود بقيادة راعية الإرهاب الدولي أمريكا الشر والرذيلة بكل بعدها المعادي للإنسانية وحق الشعوب بالحرية والاستقلال والسيادة  ودريء الأذى عنهم وكما ورد في الشرائع السماوية والوضعية ومواثيق وقوانين عصبة الأمم وما بعدها الأمم المتحدة  ،  أقول انه حق مشروع للعراقيين الاصلاء النشامى خوض معارك التحرير واسترداد الحق المغتصب والمسلوب في فلسطين العربية  وغيرها من أراضي عربية مغتصبة او محتله وليس تجار ومقاولي ما يسمونه المقاومة والممانعة  ،  وبعد هذا الايجاز المختصر يطرح السؤال الذي لابد من الإجابة عليه من كل خير وذو بصيرة ومنتصر للقضية المركزية فلسطين  -  من المستفيد من زج العراق في معركة يراد منها لوي الذراع  ؟ -  والجواب اراه سيجده المتابع والمتصفح للأحداث اليومية وخاصة ما بعد عملية 7 تشرين الأول 2023 -  طوفان الأقصى -   فالمواجهة في قطاع غزة وتحديدا في مدينة غزة الصامدة الصابرة المحتسبة لله منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى وبدء العدو الصهيوني بعملياته – السيوف الحديدية  - الاجرامية برز تنصل ملحوظ في الموقف الإيراني وخاصة خامنئي الذي بادرا فورا بالقول (( ان عملية طوفان الأقصى خطط لها ونفذها الفلسطينيين في حماس  ولم نعلم بعا قبل وقوعها  ))  حيث دعا عدة مسؤولين إيرانيين إلى ضرورة وقف الحرب وحذروا من أن احتمالات توسع نطاقها تبقى واردة ، ويثير الموقف الإيراني من هذه المعركة عدة تساؤلات حول ملامح تطورها ميدانيا ، وأبرز محدداته في التعامل مع التصعيد في غزة ،  وبشأن خيارات طهران في حال استمر التصعيد منذ اللحظات الأولى لبدء معركة  طوفان الأقصى تصاعد الجدل حول احتمالات توسّع نطاقها لمواجهة إقليمية متعددة الجبهات تنخرط فيها مكونات مختلفة وتجلى ذلك في ارتفاع وتيرة التصعيد في جنوب لبنان وحسبما ادعاه  ويدعيه حزب الله اللبناني من إدخال ما تسميه (( إسرائيل )) الجبهة الشمالية في نطاق الاشتباكات ، ولكن حسن نصره بخطابه يوم الجمعة 3 تشرين الثاني 2023 قال وبالمباشر بان مقاتلي حماس وسريا القدس والجهاد الإسلامي المتواجدين بالجنوب اللبناني هم الذين قاموا بظرب القوات او المستوطنات (( الإسرائيلية ))  وانه  يعلنها حزب الله  يتضامن مع أبناء غزة  وهذا بعينه هروب من ساحة المعركة التي  صموا اذان العرب والمسلمين بشعاراتهم التي يرددونها في خطاباتهم او صحفهم  { الموت (( لإسرائيل )) الموت لأمريكا  وغايتنا تحرير القدس الى غير ذلك من الادعاء الكاذب المضلل  }  ، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان  يلتقي برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) إسماعيل هنية في الدوحة لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية دون ان ينطق بكلمة واحده عن دخول المعركة المباشرة تنفيذا لشعاراتهم وادعاءاتهم  فالواقع الجديد فرضه معركة طوفان الأقصى  -  ما خيارات إيران وذيولها في المنطقة ؟ -   وهل احتمال دخول حزب الله اللبناني الحرب فأجاب وزير الخارجية الإيراني الذي ادعى عند تعينه بمنصبه انه تتلمذ على يد المجاهد قاسم سليماني وانه لا ولن يغادر ما تتلمذ به  فيقول ((  حقيقة كيف تتصرف مجموعات المقاومة هي أمر تقرره بنفسها  ، وليس لدينا أي تدخُّل فيها ، نحن لا نأمر جماعات المقاومة ، إنهم يقررون بالتناسب مع المصالح والتطورات  )) ودافع عن تحركات مسؤول العمليات الخارجية في الحرس الثوري إسماعيل قااني في المنطقة قائلا ((  إنه يبذل جهداً من أجل السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة ، ونحن أصدقاء الجماعات التي تواجه ظاهرة الاحتلال والإرهاب ، وأضاف من الأساس  -  تعبير أن هذه الجماعات تحارب بالوكالة أو تخوض حرباً بالوكالة -  تعبير خاطئ تماماً  )) وعلى نقيض ذلك قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد صدر إن تقديرات (( إسرائيلية )) تشير إلى أن ((  حزب الله اللبناني أقوى 100 مرة من حماس ))  وأضاف (( هذا يعني أن حزب الله ، أحد وكلاء إيران ، لديه القوة ))  ، وهنا يطرح سؤال اراه مهم وجوهري هل اختارة ايران ولاية الفقيه الحرب الإعلامية والتهديدات بدلا من الحرب والقتال في الميدان لتحقيق صدق شعاراتهم  ،  فمندوب إيران بالأمم المتحدة قال في مؤتمره الصحفي يوم الاحد 15 تشرين الأول 2023  (( لن نتدخل في حرب غزة .. والمقاومة قادرة على الدفاع عن نفسها ))  وبتاريخ 8 تشرين الثاني 2023 تناقلت وكالات الانباء تصريحه (( ايران لم تتعرض للقوات الامريكية ومصالحها في العراق وسوريا ولم تطلب من احد ذلك ))  اذن من يقوم بعمليات الاستهداف للمستشارين الامريكان المتواجدين في القواعد العراقية  ؟  واخرها المسيرات الست التي استهدفت مطار أربيل الدولي فجر يوم 7 تشرين الثاني 2023 ومع تصاعد الحرب الكلامية بين إيران  (( وإسرائيل )) تعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لهجمات شبه يومية منذ 17 تشرين الأول 2023  من مليشيات النجباء وحزب الله العراق وغيرهما التابعين الحرس الثوري الإيراني ما أدى إلى شن ضربات جوية أميركية الأسبوع الماضي على منشأتين غير مأهولتين لتخزين الأسلحة في سوريا  ،  وعلى وقع احتدام المعركة في قطاع غزة تبادلت أمريكا وإيران التحذيرات والرسائل عبر قنوات الاتصال ومنها رئيس حكومة الاحتلاليين محمد شياع السوداني  والحكومة القطرية  بين الجانبين ،  ووصل الوضع بين الجانبين  كما يراه المخدوعين بادعاءات ايران الصفوية إلى حافة المواجهة العسكرية ، كما تناقلت وكالات الانباء وبعض المصادر والمحللين السياسيين والحربيين ان بايدن الخرف وبعث رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يحذره فيها من أن أي هجوم على القوات الأميركية يهدد بتوسيع نطاق الحرب الدائرة بين  (( إسرائيل  ))    وحماس وصرح بايدن في 26 تشرين الاول 2023 خلال مؤتمر صحافي قائلاً ((  تحذيري إلى آية الله هو أنه إذا واصلوا التحرك ضد تلك القوات ، فسنرد ، وعليه أن يستعد ليس للأمر علاقة بإسرائيل )).

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الاربعاء ٢ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة