شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا بعد طوفان الأقصى   - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

أما على مستوى المقاومة حماس فتتمثل في رغبة حركة المقاومة في التمدد بالمستعمرات - المستوطنات الصهيونية -  لتقوية موقفها التفاوضي استنادا إلى نظرية المكاسب على الأرض واستغلال حركة حماس لحالة الاحتقان الشعبي من جراء الممارسات الاستفزازية الصهيونية خلال الفترة الأخيرة لفتح جبهات قتالية متعددة بين مختلف فصائل المقاومة استنادا إلى فرضية المساحات المشتركة فلسطينيا  وهنا  الموقف الفلسطيني في مخيمات لبنان  وقد حصل فعلا من خلال عمليات نوعية قامت بها سرايا القدس والجهاد الإسلامي ، بالإضافة إلى إعادة الزخم مرة أخرى للمقاومة وتصدير رسائل مباشرة وغير مباشرة بكونه ذراع قوى على نحو مواز لحزب الله اللبناني وهذا ثبت بالميدان والاقتدار ، وهو ما يُفسر إعلان حماس الثلاثاء 10 أكتوبر2023 حالة النفير العام والدعوة لما يُعرف بـجمعة طوفان الأقصى للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ، وحشد التأييد والدعم في مواجهة الجيش (( الإسرائيلي ))  ، على الرغم من تنامى حظوظ الفرضيات الداعمة لذلك السيناريو ، فإنه في المقابل هناك عدد من الإشكاليات التي قد تحول دون تنفيذه أبرزها على المستوى (( الإسرائيلي )) احتمالية اشتعال جبهات أخرى في الشمال ( حزب الله في لبنان ) وان كل الذي يحصل ضمن حدود لا ترتقي الى المعركة الشاملة لدعم مجاهدي غزة  والوفاء بالعهد الذي تعهد به حسن نصر الله وذيول ايران وحتى خامنئي  ،  فضلا عن التخوف من تكلفة تعبئة الاحتياط في ظل الركود الاقتصادي واضطراب مؤشراته وهياكله. بالإضافة إلى تزايد أعداد القتلى والأسرى ما قد يضعف من شعبية حكومة الائتلاف المهزومة سياسيا بالأساس وعلى مستوى المقاومة حماس يتمثل في الضغط الدولي والإقليمي لإنهاء حالة التصعيد القائمة عبر العديد من الوساطات أبرزها "الوساطة المصرية"، كذلك رغبة حماس في أداء الدور السياسي والتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى دون إغفال القصف (( الإسرائيلي )) المستمر وفرض الحصار الكامل على غلاف غزة ما قد يدفع حماس بالاتجاه نحو المهادنة والاحتواء نسبى يُبنى ذلك السيناريو جهود الوساطة الدولية والإقليمية في احتواء التصعيد القائم –  خاصة الوساطة القطرية المصرية –  عبر صياغة موقف تفاوضي يرى عددا من الأبعاد ، أبرزها  وقف إطلاق النار على كلتا الجبهتين ، والتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى ، وبناء خطاب إقليمي دولي مشترك حول أهمية استعادة نمط مباحثات السلام وحل الدولتين وثمة عدد من الفرضيات الداعمة لذلك أبرزها على المستوى (( الإسرائيلي )) تظاهرات ذوي الاسرى والمحتجزين وإدانة نتنياهو بالمتباطئ لإعادتهم والنفير العام الذي دعت اليه المقاومة إلى الحد الذى يصعب معه إدارة التصعيد في حال فتح جبهات قتالية جديدة سواء في سوريا أو لبنان ، وكذلك ارتفاع تكلفة الحرب مقارنة بتراجع المؤشرات الاقتصادية ، بالإضافة إلى اضطراب الأمن الاجتماعي والسياسي (( الإسرائيلي  )) نتيجة لتزايد أعداد القتلى والأسرى من المستوطنين والجنود في حال ترجيح سيناريو الحرب المفتوحة  ،  وعلى مستوى المقاومة حماس التوجه نحو المهادنة تخوفا من استشهاد العديد من قادة حماس مع تزايد الضربات الصهيونية وتمددها في شمال غزة في إطار عملية السيوف الحديدية، كذلك ما يتعلق بتصريحات المتحدث العسكري (( الإسرائيلي )) ونصح الفلسطينيين الفارين من الضربات على غزة بالتوجه إلى مصر كخطوة نحو تفريغ القطاع من سكانه ومن ثم تفريغ القضية الفلسطينية وهى التصريحات التي تصدت لها الحكومة المصرية مؤكدة رفض جميع مخططات التوطين لأهالي غزة بأراضي سيناء المصرية وإلزام سلطة الاحتلال بتأمين ممرات إنسانية وعلى الرغم من زخم الأحداث والتصريحات المتبادلة بين الجانبين (( الإسرائيلي )) والمقاومة وتصاعد الاضطرابات الأمنية بغلاف غزة فإنه في المقابل ، من الصعب التنبؤ بمستقبل التصعيد ورهانات المهادنة ليبقى الاختبار الحقيقي متمثلا في أدوار الوساطات الإقليمية والدولية ، وما يُعول عليه من صياغات وتفاهمات تلزم كلا الطرفين بوقف التصعيد ، والعمل على جدولة خريطة طريق تراعى الفواصل الزمنية لإنجاز متطلبات عملية السلام وحل الدولتين.

مهما عمل الصهاينة والمتطبعون  تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في صراع الأمة مع أعدائها.

 

 

 






الخميس ٢٤ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة