شبكة ذي قار
عـاجـل










بماذا تستفيد إيران من استغلالها القضية الفلسطينية ودعمها لحماس؟  - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

 تناولت في الحلقات الثلاثة -  قراءة في العلاقة بين  نظام الملالي الكهنوتي والقضية الفلسطينية  - المراحل التي مرت بها القضية العربية المركزية  والمواقف الإيرانية منها بنظاميها الشاهنشاهي والكهنوتي 1979 ولليوم والشعارات التي رفعها الملالي حسب الظرف الذي هم يرونه يخدم أهدافهم ومصالحهم  ففي الحرب المفروضة على العراق 1980 – 1988 رفعوا شعار تحرير القدس  عبر العراق وتحديدا من ارض كربلاء وبينت نواياهم العدوانية من ذلك  ، وفي تنفيذ قواعد الاشتباك فيما بين حزب الله اللبناني والعدو الصهيوني رفع ذات الشعار ولكن حدد من جنوب لبنان في حينه وهذا مكشوف الأهداف والنوايا الا وهي إعطاء المشروعية على احتلال ايران لجنوب لبنان واختطاف الدولة اللبنانية من خلال حزب الله وهذا الحاصل اليوم فلبنان بدون رئيس ولا حكومة تكتسب كل مقومات الحكومة الشرعية لأنها جاءت عبر التوافق الإيراني الأمريكي الفرنسي ، وهنا يطرح سؤال من المعنيين بالشأن الإيراني والعربي بشكله العام والخاص ماذا تستفيد ايران من استغلالها القضية الفلسطينية بشكلها  العام  وبخصوصيتها  العلاقة مع حركة حماس ؟  واني اشرت في حلقات ماذا بعد طوفان الأقصى الى التبرير الذي قدمه قادة حركة حماس بتوجههم الى ايران وتعزيز علاقاتهم معها ومدح ذلك في اكثر من مناسبة  ، وقلت يتحمل ذلك النظام العربي الرسمي بعهره وذلته وخيانته للقضية العربية المركزية  ، ولكن فعل قيادة حماس جعلها تهجر محيطها الذي يعطيها كل مقومات القوة والاقتدار وهو الجماهير العربية التي هي متنافرة كليا مع النظام العهر والذلة في اوطانهم  ما عدى القلة القليلة المنتفعة والمستفيدة لموقفها المتدني الانتهازي  ، كما اشرت  الى أهداف حركة حماس في تمتين علاقتها مع إيران ولاية الفقيه وهي تتعرض الى الحصار الظالم والقلة في الموارد المالية  لتحقيق ما تتمناه في بناء قدراتها العسكرية  بالدرجة الأساس لمواجهة العدو الصهيونية  وتحقيق هدفها السياسي على الساحة الفلسطينية ثانيا  ، ولكنّ الذي قد يحتاج تحليلاً وتعمّقاً هو دوافع إيران من دعمِ حركة حماس التي لا تتفق معها مذهبياً – التشيع السياس - ، ولا تتفق معها في كثيرٍ من القضايا الإقليمية وفي مقدّمتها ( الثورة السورية التي قاعدتها الأساسية ابناء السنة والجماعة وتحديدا جماعة الاخوان المسلمين وما خرج منها من تنظيمات وفصائل ) ، مع ما يجلب لها من تضييق وضغوط من الأطراف الداعمة  للعدو الصهيوني وعلى رأسهم أمريكا والغرب المتصهين بالدرجة الأساس ، وبنظرة واقعية وفق علم السياسة والمصالح بمختلف أنواعها وابعادها فان الدول ليست جمعيات خيرية تهب أموالها دون مقابل ، وللوقوف على الخلفيات والمصالح التي تبتغيها إيران من الدعم المالي والعسكري الذي تمنحه   لحركة لحماس وصولا لما الت عليه حتى يومنا هذا ، وبدا لابد من الإشارة الى ان حركة  حماس تأسّست عام 1987 كمولود إسلامي مقاوم من رحم جماعة الإخوان المسلمين  وترافق هذا مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى - انتفاضة الحجارة -  والتي شهدت تسارعاً في نشاطات الحركة ضدّ الاحتلال  الصهيوني وتوسّعا في قاعدتها الجماهيرية والسبب ان الساحة الفلسطينية وخاصة الضفة الغربية شهدت نوعا من الانكفاء  بسبب سياسة قيادة حركة فتح  وموقف منظمة التحرير الفلسطينية  ، فبروزُ حماس كطرف فاعل دفع نظام الملالي في ايران الى انتهاز هذه الفرصة لتدعو حركة حماس لِحضور مؤتمر في طهران عام 1990 لدعم الانتفاضة الفلسطينية وأرسلت حماس وفدا يمثّلها1991 سمحت إيران لحماس بفتح مكتب يُمثّلها في طهران ، وكرد فعل قام العدو الصهيوني عام 1992 ابعاد 400 قائد وكادر فلسطيني إلى مرج الزهور في جنوب لبنان  وكانت غالبيتهم من حماس ولهذا الحدث أبعاده مكن لحماس انفتاحاً خارجياً ، وأكسبها تعاطفا تَباين شعبيا ودولياً واستثمرت ذلك ايران أيضا" فأرسلت وفود إيرانيا ومن وحزب الله اللبناني لمخيم المبعدين وتقدم الدعم لهم وعلى إثر ذلك زادت معرفة إيران بطبيعة الحركة ، ونمت العلاقة بينهما عام 2006  عندما فازت حماس بالانتخابات التشريعية ، وشكلت الحكومة  الفلسطينية العاشرة والتي حوصرت بشكل كبير من قبل معارضي توجهاتها ومنهاجها السياسي والتي على اثر ذلك تغيرت طبيعة المواجهة بين العدو الصهيوني وحماس ، والذي وصل لشنّ أكثر من حرب على غزة وهذا صعّب انفكاك حماس عن الدعم الإيراني ، لأنها تقدّمُ إسنادا عسكريا لا يجرؤ غيرها عليه وبهذا أدركت إيران دور حماس المحوري في القضية الفلسطينية ، فأغدقت على الحركة دعمها المالي والعسكري الا ان اندلاع الثورة السّورية وعدم تأييد حماس لنظام بشار الحليف لولاية الفقيه  تراجعت علاقة الحركة بإيران  وانحسر الدّعم  ولكن دون القطيعة التامة  وأواخر 2017 مثّلت زيارة وفد من حماس لطهران إعلان عن  تجاوز العلاقة لمّا عكّرها وعودة الدّعم الإيراني غير المشروط كما جاء على لسان أكثر من مسؤول حمساوي ، وإيران التي تمتلك مشروعا توسّعياً تحت شعار ((  تصدير الثورة )) وغطاء (( نصرة المُستضعفين ))  ومن هذا المُنطلق احد الأسباب دعم حماس لتوسيع موطئ قدمها الذي هو من سمات مشروع إيران الإقليمي وهذا يعني أنه يبغي تأثيرا في البلاد العربية والإسلامية واستثمار الطيف الأكبر من هذه الشعوب المؤيدة للمقاومة والمعادية للكيان الصهيوني.

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الاحد ٤ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة