شبكة ذي قار
عـاجـل










بماذا تستفيد إيران من استغلالها القضية الفلسطينية ودعمها لحماس ؟  - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

تظهر إيران نظامها الكهنوتي على رأس تطلّعات شعوب المنطقة في دعم حماس التي لها رصيد جماهيري داخلي وخارجي مما يكسب إيران قوة ناعمة كنموذج يجذب إليه محبي حماس والقضية الفلسطينية لذا نسمع أحيانا من بعض النخب العربية وعوامهم  الذين خدعوا  بشعارات الملالي  وادعاءاتهم من يمدح إيران ويدعم مشروعها طواعية ويدافع عنها كمشروع الامة الإسلامية وليس لمتبعي منهج ال البيت عليهم السلام مبررا ذلك ان حماس مقاومة اهل السنة والجماعة ولا يوجد عندها مؤشرات ولا توجهات مذهبية للتقارب مع (( التشسيع الذي تنتهجه ايران )) ، وهنا لابد من الإشارة الى  ان طبيعة العلاقة التنافسية بين (( إسرائيل  )) وإيران ضمن المحيط الإقليمي كان دعم ايران لحماس ، و يذهب البعض بعيداً في وصفه الصراع (( الإسرائيلي )) الإيراني بأنه خيوطُ اللعبة ليس إلّا وما يجمعهم أكثر مما يفرقهم ويغالي آخرون بجعل إيران عدو إسرائيل عقائديا ووجوديا ، وأنّ من غاياتها الكُبرى تحريرَ فلسطين ، (( فإسرائيل )) كيان توسعي يسعى للهيمنة على المنطقة وفي سبيل ذلك تبنّت استراتيجية من مفرداتها أن تُعيق صعودَ أيّ دولة مؤثرة في المنطقة حتّى لا تتفوّق عليها ،  يقابل ذلك الطّموح الإيراني التوسعي يتعارض مع بعض مصالح  (( إسرائيل )) ، فالعلاقة للتنافس أقرب منها للعداء  وللدور الإيراني في سوريا ودعم الانقلاب  انصار الله  - الحوثي  - من الأدلة التي تُثبت أنّ إيران ليست نواياها ( نصرة المُستضعفين ) بل ما يمكن توسعها وطموحها انبعاث إمبراطوريتها الصفوية  وعلى ضوء التوصيف فإن إيران تدعم حماس عدو (( إسرائيل  ))  وحتى يضل الكيان الصهيوني منشغلة باحتلالها ومقاومة الحراك الجماهيري الفلسطيني بما فيه الكفاح المسلح ، لأن الأمور لو استقرّت في فلسطين بما تشتهيه حكومة الاحتلال فإن خطوات الهيمنة ستتوسّع في المنطقة على حساب المصالح الإيرانية ، وعلية لابد من الجبهات المفتوحة حول (( إسرائيل  )) مثل غزة او جنوب لبنان وسوريا من خلال التقرب من الحولان المحتلة وهذا يمثل أحد وسائل إيران في تعديل ميزان القوى في صراعها مع (( إسرائيل )) ، اما الكيان الصهيوني فاستغل تدخّلات إيران وجعلها بؤرة خوف لدى اقطار عربية بعينها – الخليج العربي  - لتتحول من صراعها مع العدو الصهيوني الى التطبيع وعقد اتفاقات امنية وعسكرية تحت عنوان الدفاع  المشترك ، كما ان المبدأ الأساسي للنظام الإيراني إنّ الإقليم المُشتعل يجب ان يكون خارج حدوده ويبعد المواجهة على الأراضي الإيرانية ، فإيران تَعتبر العراق  ،  سورية ، اليمن  ، الجنوب اللبناني  واجهةً أمامية  وبذلك تستنزفُ جهود خصومها وتجعل مَنْ يُفكر بمواجهة إيران أن يضع في حسابه جبهات مُحتملة الانفجار ويرى بعض المحللين السياسيين والعسكرين ان ايران قد تضحي بحماس في أي ظرف ما  كي تبقي على حزب الله هو ذراعها الفاعل وفق متطلبات أهدافها واجندتها ضمن الإقليم او ضمن المجال العالمي ان كان هناك احتمالية التصادم مع أمريكا  وحلفائها ، ومن المؤشرّات الظاهرة من دعم إيران لحماس وخاصة بعد طوفان الأقصى  تُبدي أن الحركة لم تَرتهن في قراراتها لإيران أو غيرها  وهذا ما ازعج خامنئي وحسن نصر الله وعدم ايفائهم بالتعهدات التي تعهدوا بها لقيادة حركة حماس حيث انتقلوا من المشاركة الفعلية والكاملة  الى التضامن الإعلامي وبعض الاعمال العسكرية من قبل حزب الله ووفق قواعد الاشتباك المتفق عليها بين العدو الصهيوني حزب الله ، وهذا ما أكدّه الزّهار أحد قادة حماس في مقابلة له مع قناة الميادين بعد مقتل سُليماني، بأن الحركة لن تذهب في صراعات خارج فلسطين ولن تكون في لعبة المحاور وهنا يتكرر السؤال هل ستضحي ايران بحماس ؟ ، والجواب يمكن ان نستنتجه من جملة المواقف السياسية التي ابدتها ايران من خلال خامنئي ووزراء الخارجية  والدفاع وقائد الحرس الثوري  ومستشار الامن القومي الإيراني  حيث  إيران اكتفت باستمرار الثّناء على قادة الحركة كداعمة بارزة للمقاومة والقضية الفلسطينية ، وان حماس التي اعتمدت كثيرا في دعمها على مُحبّيها وأنصارها من الشعوب العربية والإسلامية  وهذا معنوي وتُعاني من تضييق غربي وعربي تتزعّمه دول ( الإمارات ، والسعودية ، ومصر والأردن ) والتي هي تزداد تقاربا مع العدو الصهيوني  ومواقف أمريكا  والغرب المتصهين  والذي بينته المواقف المخزية والمذلة بالرغم من العدوان النازي الذي يقوم به العدو على غزة ومحافظات الضفة الغربية.

ستنتصر إرادة الشعب العربي الفلسطيني  وتتعرى كل الوجوه البائسة الذليلة التي سودتها أفعالها المشينة.  

 

 






الاثنين ٥ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة