سمن
كلبك يأكلك
مهند
أبو فلاح
" سمن كلبك يأكلك" حكمة عربية مأثورة منذ سالف العصر و الزمان
تلخص علاقة الادارة الامريكية في هذه الأيام بالميلشيات الإيرانية الولاء و الانتماء
في العراق اليوم و سورية و غيرهما من الأقطار العربية ، فعلى مدار أعوام طويلة قدم
حكام واشنطن الدعم و الإسناد للعصابات الصفوية الفارسية في بلاد الرافدين منذ الغزو
و الاحتلال الانجلو - امريكي لهذا القطر العربي العريق في سنة 2003 للميلاد قبل 20
سنة.
لم يكن التعاون الأمريكي الايراني في غزو العراق قبل 20 سنة وليد تلك
اللحظة بل جاء ثمرة تنسيق و تعاون أمني و استخباراتي من تحت الطاولة ظهرت ملامحه واضحة
جلية من خلال صفقة إيران جيت التي طفت على السطح في العام 1985 خلال الحرب العراقية
الإيرانية و التي دامت لثمانية أعوام تقريبا .
كان السلاح الأمريكي يتدفق على نظام الملالي الحاكم في طهران بعلم و مباركة
البيت الأبيض في واشنطن من خلال الكيان الصهيوني فيما كان حكام طهران يوسعون بلاد العم
سام ( الولايات المتحدة الأمريكية ) شتما و سبا بأقذع الألفاظ و العبارات واصفينها
بالشيطان الأكبر ، و هو الأمر الذي لم يكن في حينها أكثر من غطاء تمويهي يخفي وراءه
العلاقة الاستراتيجية المتينة بين الطرفين
.
على أية حال فإن الهجمات التي تشنها الميلشيات الإيرانية ضد القواعد العسكرية
الأمريكية و مصالح الولايات المتحدة في عموم العراق تذكرنا إلى حد بعيد بالحملة العسكرية
التي شنتها العصابات الصهيونية كالارجون و شتيرن و الهاجاناه في أعقاب نهاية الحرب
العالمية الثانية ضد المصالح البريطانية في فلسطين التي كانت خاضعة لانتداب الطغمة
الحاكمة في لندن حينها .
القاسم المشترك بين كلتا الحالتين الفلسطينية و العراقية يتمثل في أن
هذه الهجمات ضد المصالح الغربية هنا و هناك تمت على يد عصابات مسلحة تمت تقويتها و
تغذيتها من قبل الإمبريالية الرأسمالية في امريكا و بريطانيا قبل أن تقدم هذه المجاميع
الإجرامية على عض الايادي التي سمنتها على مدار عقود من الزمن و قدمت لها شتى أنواع
الدعم اللوجستي بل استخدمتها و وظفتها في قهر الشعب العربي الحر الأبي في كل من ارض
الرافدين و ارض الاسراء و المعراج على حد سواء .
اليوم يطالب عملاء طهران الصغار الذين قدموا على ظهور دبابات الغزاة الامريكان
في العراق قوات الاحتلال الغربية بالانسحاب من بلاد الرافدين بعدما مكنتهم من رقاب
العراقيين الشرفاء و تصفية النخبة و الصفوة من مناضلي هذا القطر العربي الاصيل و على
رأسهم 165 الف من كوادر و قيادات حزب البعث العربي الإشتراكي و هؤلاء لا يختلفون باي
حال من الأحوال عن العصابات الصهيونية في فلسطين في النصف الثاني من اربعينات القرن
الماضي الذين عاثوا فسادا في ارض الاسراء و المعراج و قدموا شتى صنوف الدعم لاسيادهم
الإنجليز الذين جلبوهم إلى هذه الأرض الطيبة الطاهرة المباركة تنفيذا لوعد بلفور المشؤوم
عام 1917 قبل أن يقلبوا ظهر المجن لأولياء نعمتهم ، فما أشبه اليوم بالبارحة ، فهل
من معتبر متعظ ؟؟؟!!!!!