شبكة ذي قار
عـاجـل










لا ينحصر العدوان الصهيوني على غزة باستهداف حماس -  الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

قراءة للمشهد العدواني والابادة الجماعية والجرائم المرتكبة بأبشع أنواعها والتي تجاوزت جرائم النازيين بحق اليهود في المانيا والغرب التي يرتكبها العدو الصهيوني بدعم ومباركة الإدارة الامريكية برئاسة الخرف بايدن والغرب المتصهين وحلفائهم من نظام العهر والنذالة المدعين انهم عربا" نجده لم يكن وليد الرد على مفاجئة طوفان الأقصى التي نفذها مجاهدي غزة في 7 تشرين الأول 2023  وما نتج عنها من نتائج على مستوى هشاشة الكيان الصهيوني استخباريا ومخابراتيا وقدرة عسكرية لان مجموع المجاهدين المنفذين للعملية لا يتجاوز 1500 مجاهد يعمد صدورهم الايمان بعدالة قضيتهم والحق الذي يقوي كل امكاناتهم الفردية والجماعية ، مقابل الالاف من جنود وضباط جيش العدو المدججين بالسلاح الأمريكي والغربي وما تنتجه مصانعهم والذي يتباها به العدو ويدعي انه الأفضل والاقوى ويعد الرابع عالميا ، ان القراءة  للمشهد لا يمكن ان تكون وليدة الفعل وردة الفعل بل لابد من العودة الى الخلفية التاريخية التي انتج المستعمر وأنصاره قاعدتهم المتقدمة في فلسطين العربية لتكون القاعدة العدوانية الموكل اليها اجهاض أي تحول إيجابي لصالح الامة العربية وجماهيرها الهادفة الى العدل والمساواة  والحرية  ،  يرى المتابعون المنصفون منذ اللحظات الأولى وتحديدا سنة 1917 ووعد بالفور المشؤوم ان الحرب المستعرة على الوعي القومي العربي أشد الحروب خطورة  ولم تشهد الساحة الفلسطينية ودول الجوار العربي حربا أشد ضراوة وخطورة مما ستشهده عند تنفيذ وعد بالفور وتحقيق حلم الصهيونية العالمية بإقامة الدولة اليهودية القومية التي يدعونها  ، هذه الرؤية التحليلية والتوقعات اللاحقة التي شهدها ويشهدها الوطن العربي وما نشوء الفكر القومي التحرري الديمقراطي الذي جسده البعث الخالد في مرحلته التبشيرية 1934 – 1947 وإعلان البعث الخالد نفسه القوة القومية المتصدية لأي مشروع يراد منه تحقيق اهداف واجندة العدو المستعمر ومن يتحالف معه  وخاض معترك الحرية  والاستقلال والسيادة القومية محققا الحلم القومي بوحدة مصر العروبة وسوريا النضج القومي وسعى بكل قدراته وامكاناته تحقيق الوحدة الثلاثية - مصر وسوريا والعراق -  لتكون بؤرة الارتكاز القومي نحو امتلاك القدرات والإمكانات المادية والبشرية لتحرير التراب القومي من الاغتصاب او السلب او الاستعمار كما هو في الاحواز العربية وارتريا قبل استقلالها واخراجها من محيطها العربي وهو من ضمن المخطط والمنهج العدواني ،  فبفعل حروب متسلسلة التي حصلت نجدها تتنقل بين الساحات القطرية على امتداد الوطن العربي ،  لتفكيك الدول القائمة والمستهدفة وإعادة تركيبها وفقا للخرائط الجديدة التي بلورها التحالف الغربي الأمريكي الصهيوني ويجري العمل على تطبيقها بالقوة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن وليبيا كمرحلة أولى وأهدافها معلومة ومن اولاها إعطاء مشروعية الكيان الصهيوني في فلسطين الذي يراد منه اعتبار الديانة اليهودية قومية ((  فهو يوحي بأن اليهودية قومية ، وأن كل يهودي هو بالضرورة إسرائيلي ، وأن كل إسرائيلي يجب أن يكون يهودياً ، وهو أمر لا يستقيم والعقل ، ولا مع مجريات تاريخية مرت عليها عشرات القرون ، انقرضت خلالها أمم وقوميات واستبدلت بغيرها ، وامتزجت فيها أعراق مع أعراق  ))  وقد لا تستثنى منها في المدى القريب الأردن ومصر والسعودية والجزائر وتونس والمغرب  وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفرد أمريكا المتطلعة ادارتها – الديمقراطية والجمهورية – الى انبعاث امبراطورية الامريكية للانفراد وتفرده بالقيادة الدولية والإعلان رسميا عن ولادة نظام دولي جديد استوجب قدومه للحيلولة محل النظام الدولي السابق - الثنائي -  ، والتي تمتلك العالم  وتحدد  معالم الحياة فيه إرهابا وعدواننا   وقد نبه وحذر من ذلك القائد الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله في خطابه بمؤتمر القمة الرابعة لمجلس التعاون العربي في عمّان  في 24 تشرين الثاني 1990 محددا وجوب استنفار كافة القوى السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والمالية والإعلامية والدعوية والتكنولوجية الهائلة لتمكين الامة العربية من الوقوف امام الثور الأمريكي الهائج ، ولا بد من تجنيد كل أدوات الوعي الجمعي العربي وتهيئته للتكيف الجبري مع التحولات الجوهرية المستهدفة ، والتي يقتضي تحقيقها إحداث تغييرات بنيوية عميقة تعيد تشكيل الجغرافيا والديموغرافيا والسياسة والاقتصاد والمجتمعات في منطقتنا وفقا لصيغ عرقية وإثنية ودينية وطائفية ومذهبية ، تستكمل ما سبق أن بدأه النظام الدولي الذي استجد في أعقاب الحرب العالمية الأولى وبلورت خرائطه اتفاقات سايكس - بيكو عام 1916 ومعاهدة فرساي 1919 وكرس وقائعها النظام الدولي الذي تشكل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعيد استكمال انجاز الحلقة المركزية بإقامة الكيان الاستعماري الاستيطاني الصهيوني في فلسطين وتثبيته ، اصبح من الممكن المضي قدما في تقسيم الكيانات القطرية التي سبق استحداثها بموجب معاهدة سايكس بيكو إلى كيانات أصغر متناحرة مفروزة عرقيا واثنيا ومذهبيا و تفتقر إلى المقومات الذاتية للبقاء والتطور دون حماية ومساعدة خارجية فما حصل بفعل الغزو والاحتلالين في العراق سنة 2003 وتحول العراق الى فعل وعمل المكونات بدلا من الوطنية والمواطنة ما هو الا توافق مع المنطق الصهيوني ونصارى يهود لتفتيت العراق الى دويلات متناحرة فيما بينها بعنوان { الأقاليم الكردي والسني والشيعي } وتحت يافطة المناطق المتنازع عليها كما هو الان في محافظة التأميم وديالى ، وسهل نينوى ، وما بين كربلاء والانبار بخصوص منطقة النخيب  ، وهكذا الحال في سوريا وليبيا واليمن ولبنان المختطف من قبل حزب الله اللبناني وفق منطق ولاية الفقيه ونوايا واجندة النظام الكهنوتي الملائي في ايران المتطلع الى انبعاث الإمبراطورية الفارسية بوجهها الصفوي الجديد.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الاربعاء ١٤ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة