شبكة ذي قار
عـاجـل










المطبعون والعدوان الصهيوني على غزة الصابرة المحتسبة لله -  الحلقة الأخيرة

زامل عيد

 

 محلل الشؤون الأمنية فرانك جاردنر  يقول في تقرير له ((  فإن حكومات الدول العربية الموقعة على اتفاقات التطبيع الأخيرة والتي عرفت بـ{ اتفاقات أبراهام } ، تجد نفسها حاليا في موقف غير مريح على الإطلاق خصوصا الإمارات والبحرين ))  ويضيف بتحليله السياسي  ((  بعدما أخبرت تلك الحكومات شعوبها بفوائد التعاون مع إسرائيل في مجالات التجارة والسياحة والبحوث الطبية والاقتصاد الأخضر والتنمية العلمية ، تجد نفسها الآن في وضع محرج ))  إذ تظهر لقطات تلفزيونية التي تبثها وكالات الانباء العالمية والعربية على مدار 24 ساعة قصف العدو لغزة وتهديد الفلسطينيين بإجلائهم من منازلهم في القدس الشرقية واقتحام الشرطة الصهيونية والمتطرفين من اليهود لحرم المسجد الأقصى في القدس ومنع المصلين الذين أعمارهم دون 50عام من أداء صلاة الجمعة وجرائم القتل التي يقوم بها اليهود المتطرفون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وحتى المزارعين في مزارعهم  ، ورغم ردود الفعل المنددة بالممارسات الصهيونية إعلاميا من خلال الشجب والاستنكار التي جاءت من المطبعين مع العدو وهي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان والسعودية التي تقف خلف ستار التطبيع  منتظرة الوقت المناسب لذلك لأنها أساسا رائدة عملية انهاء الصراع الفلسطيني (( الإسرائيلي )) وفق معاهدة السلام - الأرض مقابل الاعتراف بالكيان الصهيوني والتي قدمها الملك عبد الله ال سعود - ،  وبالرغم من مسار الذل والعار فالكيان الصهيوني وبعد تشكيل حكومة اليمين المتطرف تمادى في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية باقتحامات لساحات المسجد الأقصى ، وسعيها لإجلاء عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح  ، والحقيقة أن كل تلك البيانات ما هي الا مجرد رفع للعتب وأنها لا تعني بأي شكل من الأشكال أن الحكام المطبعون سيعيدون حساباتهم ويتراجعون عن اتفاقيات التطبيع  ، لكن الظاهر انهم يرون انهم مارسوا التنديد  والضغط  كي لا يتوسع الصراع إقليميا والثابت لدى الجماهير الرافضة للسلوك الخياني والارتداد ان الخونة سيستمر تخفيهم وراء بياناتهم وعبارات التنديد والدعم للشعب الفلسطيني وسيعودون حين أن ينتهي التوتر الحالي بوقف لإطلاق النار ، لتعود مرة أخرى لبعث التطبيع والترويج له ولكن وعلى الجانب الآخر فإن هناك من يرون أن أمنيات المطبعين مع العدو الصهيوني ، في تمرير المرحلة الحالية مع الإبقاء على التطبيع قائما ، ربما تعصف بها رياح الرأي العام المناهض للتطبيع  بربيع عربي صادق ونابع من الوجدان القومي وليس كما حصل فيما يسمى بالربيع العربي الذي مكن  الكثير من الخونة والمتطلعين للتطبيع الى دست الحكم ، والذي بدا متناميا خلال الأزمة الحالية ، فالمظاهرات الاحتجاجية على التطبيع ، خرجت في مدن المغرب وبلدان أخرى لتعلن تضامنها مع الفلسطينيين ، كما أن حالة الغضب الشعبي ، بدت جلية في أوساط الناشطين الخليجيين على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهو مؤشر يؤكد في مجمله ، على فجوة ما بين ما تقوم به الحكومات المطبعة والرأي العام الداخلي في بلدانها وفي المغرب الذي كان ضمن الدول العربية الأربع ، التي طبعت مؤخرا مع العدو ،  فمثلا على ذلك وقفات احتجاجية في 50 مدينة مغربية شاركت فيها تنظيمات إسلامية ويسارية داعمة للفلسطينيين ورددت ورفعت شعارات مناهضة للتطبيع مع العدو أبرزها (( الشعب يريد إسقاط التطبيع )) ويرى المعنيين بالشأن المغربي ان  لحكومة المغربية تنتهج سياسة إرضاء كل الأطراف ، لحين انتهاء الأزمة ، فهي تارة ترفض التصعيد وتطلب وقف كل أشكال الحرب التي تستهدف المدنيين وتارة أخرى ترسل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني ،  في وقت طالب فيه قياديون في حزب العدالة والتنمية المغربي الحاكم بالتراجع عن قرار التطبيع مع العدو في ظل التطورات الجارية  ، أما في كل من البحرين والإمارات حيث تبدو المظاهرات الاحتجاجية أمرا غير مألوف وغير مسموح به ،  فإن الجمهور وجد في منصات التواصل الاجتماعي ضالته حيث بدا الغضب واضحا في البلدين وفي جل دول الخليج تجاه الممارسات الإسرائيلية  وما يتعرض له الفلسطينيون وقد بينت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي موقفها الثابت وما تطلبه المرحلة من المناضلين والجماهير العربية ببيانها الصدر في 13 / 9 / 2020 {{  ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تؤكد على موقف الحزب الثابت والمبدئي من قضية فلسطين وكل قضايا الامة الأساسية في التحرر والتقدم وانهاء كل اشكال الاستلاب القومي والاجتماعي  تدعو منظمات الحزب بكل اطاراته السياسية والنقابية وفي كافة الأقطار العربية الى اطلاق مبادرة حراك جماهيري ضد التطبيع والمطبعين ، وتحذر من الوقوع في فخ ربط التقدم والازدهار الاقتصادي والاجتماعي بالتطبيع مع العدو ، لان هذا مجرد وهم وسراب ، ويكفي الوقوف على الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي تفاقمت في البلدان التي وقعت أنظمتها اتفاقيات تسوية مع العدو ، من كمبد دافيد الى وادي عربة وانتهاء بأوسلو لمعرفة مآ الت اليه نتائج التطبيع  ،  من هنا فان المواجهة لهذا المشروع الخطير والمدمر للامة لا تكون الا بتصعيد النضال الجماهيري بمشهديه الرائعة الذي عُبر عنه وما زال بحراك شعبي تحت شعار (( الشعب يريد اسقاط النظام )) وعلى هذا الأساس فإن على جماهير الامة ان تطلق حراكاً شعبياً تحت شعار (( الشعب يريد اسقاط أنظمة الاستسلام والتخاذل والتآمر على الامة  ))  واننا لعلى ثقة بان جماهير الامة التي صدحت اصواتها في الساحات والميادين ضد أنظمة الاستبداد والتسلط والقمع واستطاعت اسقاط بعضها ، سوف تصدح أيضا بإسقاط صفقة القرن بكل قواها ورموزها وشخوصها، لان حماية الحق القومي للامة لا يقل أهمية عن حماية الحقوق الوطنية وحق المواطن العربي بالعيش في نظام تسوده قواعد الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية  هذا ما اكد عليه الحزب وسيبقى يؤكد عليه لترابط القضية القومية بكل عناوينها بالقضية الاجتماعية بكل مضامينها  }}.

المجد كل المجد للشهداء الاكرم منا جميعا الذين يرون ارض العروبة بدمائهم الزكية لتبقى حرة..

الخزي والعار وسواد الوجوه يلاحق الخونة المطبعين ومن يقر بفعلهم.






الاحد ٢٥ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة