شبكة ذي قار
عـاجـل










معركة جنين مفخرة للجيش العراقي

فاطمة حسين

 

 

بعد صدور وعد بلفور سنة ١٩١٧، الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني، نشطت المؤسسات الصهيونية، ولعبت حكومة الانتداب دوراً كبيراً في تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية. أدرك الفلسطينيون والعرب مخاطر الاستيطان وهجرة اليهود، وسعوا لمواجهة هذا المخطط لكن دون جدوى.

قبيل إعلان إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٩ /تشرين الثاني/ ١٩٤٧ على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية لها (٥٦% من مساحة فلسطين الكلية) ودولة عربية لها (٤٣% من المساحة) وتدويل منطقة القدس(١% من المساحة).أين العدالة المغتصب يأخذ الحصة الأكبر وأهل البلد الحصة الأقل قرار ظالم ومجحف بحق الفلسطينيين، أعلن العرب والفلسطينيون رفضهم القرار وشكلوا (جيش الإنقاذ) لطرد الجماعات اليهودية من فلسطين.

وفي منتصف ليلة ١٥/١٤ أيار أنهت الحكومة البريطانية وجودها في فلسطين، وقبل إنهاء الانتداب بساعات أعلن المجلس اليهودي في تل أبيب قيام دولة يهودية في فلسطين بمجرد إنهاء الانتداب، دون إعلان حدود لهذه الدولة.

دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود الغاصبين. فخاض الجيش العراقي معارك شرسة ضد العصابات الصهيونية وخاصة في مدينة جنين، لها رمزية دالة على بطولة وشجاعة الجيش العراقي ضباطا ومراتب، وقد وصل قوام تعداد الجيش العراقي إلى ١٩ ألف جندي وضابط، وخاض الجيش العراقي معركة جنين الخالدة التي قادها العقيد الركن العراقي البطل (عمر علي) مع ٥٠ مناضلاً من الفلسطينيين ورابطت في منطقة المثلث لمنع تهجير الفلسطينيين من قراهم. وقد شكلت معركة جنين وبطولة الجنود العراقيين وقائدهم وضباطهم مفخرة لكل العرب الذين دافعوا عن فلسطين، ونبراسا لا ينسى من ذاكرة الشعب الفلسطيني. وتم تحرير مدينة جنين على يد القوات العراقية وطرد المنظمات الصهيونية منها وعلى رأسها قوات الهاغانا أثر معارك شرسة.

وقد سقط من ضباط وجنود الجيش العراقي (٢٠٧) شهيد، وتشهد مقبرة جنين القسام على تضحياتهم ويعود لهم الفضل في صمود أبناء المثلث الفلسطيني لمدة طويلة. وقد خاض الجيش العراقي معارك عديدة في مناطق بعد جنين كما اقترب من تحرير حيفا وتمت محاصرتها، ولكن تقدم الجيش توقف فجأة بسبب رفض القيادة السياسية في بغداد إعطائه الأوامر للزحف وتحرير المزيد من الأرض، وتألم القائد وقواته بسبب رفض القيادة للتقدم وإعطاؤها للقوات بالانسحاب باتجاه العراق.

وكان الجيش العراقي آخر الجيوش خرجت من فلسطين، ولم يوقع هدنة مع المحتلين،  ويوم خروج الجيش العراقي إلى بغداد أخذ معه في ناقلاته العسكرية نحو (٢٥٠٠) مواطن فلسطيني من أبناء حيفا وقراها معهم إلى العراق. وقبل انسحاب الجيش العراقي من جنين أقام بالتعاون مع بلدية جنين، نصباً تذكارياً وسط المدينة تخليداً لشهداء جنين وقراها، وتم الاحتفاء بإزالة الستار عنه وألقى المقدم محمود شيت خطاب قصيدة رائعة بهذه المناسبة . وأقام الجيش العراقي نصباً تذكارياً آخر لشهداء العراق في المعركة عند مفرق طريق (جنين- نابلس).

سجل التاريخ شرف الجهاد والاستشهاد للعراقيين في معركة جنين الخالدة التي هي مفخرة للجيش العراقي الباسل.






الاثنين ٢٦ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فاطمة حسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة