شبكة ذي قار
عـاجـل










الانتقال من التحشيد الجماهيري إلى العمل الميداني   -  الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

لكن قبل هذا وذك  كان لمشروع النهضة بوصفه التعبير الابتدائي عن حالة الوعي الأولى بذات وفق التشكلات العصرية الجديدة المتأتية عن حركة الاستعمار ، أثر في انبثاق مشاريع لملء الفراغ الوجودي أين كانت الأمة في أصداء الذاكرة والضمير المستفيق أو الناهض هي أعظم الأمم ومركز الحضارات ، وسوق التاريخ الذي تتداعى له كل الإرادات الفاعلة في الكون ، فظهرت تواليا ، القومية العربية ، كمرحلة تعبير عن حقيقة الاكتشاف الذاتي تلك ، ميزها قدرة الخطاب على الاستقطاب في كل المستويات ، ما سبب سبق الوهج التعبيري الشعبي السياسي للتأسيس الفكري المشروع  فيقول المرحوم القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق  ((  لسنا نطلب الاستقلال لننعزل عن بقية الشعوب  ، ونقيم سدًا بيننا وبين الحضارة الإنسانية  ، ولسنا نصبو إلى الحرية لنعيش في الفوضى ، أو نرجع إلى ظلام القرون   ...  نعم إننا ثوريون ندعو لشكل جديد من أشكال المجتمع ، نعتقد فيه الخير وتحقيق السعادة ، ولكن ألا يحق للذين لم يهتدوا بعد إلى ما اهتدينا اليه  )) فالكفاح الشعبي المسلح  والنضال السلمي الذي يحتدم النقاش بشأنهما كبديلين متعارضين لان المعادلة الأساسية كانت محكومة منذ البداية تحكم المستعمر بكل مفردات الحياة اليومية للإنسان العربي ، وعند تصفح كتابات المرحومين القائد المؤسس وصلاح الدين البيطار والرفيق القائد المجدد الشهيد الحي صدام حسين رحمه الله نجدهم اكدوا على  {{ وحيث يستقر مفهوم الثورة عمليا ونظريا ومجتمعيا وسياسيا في حراك الأمة ووعيها يذكر المشهد الراهن في المنطقة العربية - الإسلامية الممتدة تكثيفا لذاك المشهد الذي ساد خلال حقبة الحرب العالمية الأولى ، عندما نفذ صبر الشعوب من تسلط وبطش وفساد منظومة الحكم التي أسسها المركز العثماني  وسارع الزعماء المحليون المفتونون بالحضارة الغربية المادية الحديثة الصاعدة ((  اللاحضارة )) والطامعون بنعيم السلطة وملذاتها الشخصية إلى الانخراط  بعضهم بوعي وبعضهم بدونه  في تنفيذ المشروع الاستعماري الغربي التوسعي ، الساعي للاستيلاء على إرث الإمبراطورية العثمانية الآيلة للسقوط فوظفوا أحلام شعوبهم بالحرية والاستقلال والعيش الكريم لتجنيدهم في تفكيك البلاد وتفريق أهلها وفقا للمخطط الغربي ، الذي أرست مرتكزاته اتفاقية سايكس - بيكو عام 1916 ووعد بلفور المشؤوم عام 1917 واستكملت معاهدة فرساي عام 1919 تصميم خرائطه }} ، وتولى النظام الدولي الذي أنشأته القوى المنتصرة في الحرب مهمة التنفيذ وتحت شعارات التحديث والتحرر والاستقلال التي أدرك سحرها المستشرقون الأوروبيون خلال مهماتهم الاستطلاعية التي بدأت في منتصف القرن التاسع عشر تجول في البلاد المستهدف استعمارها وجند - لاستكمال مهمتهم - الميسورون من أهالي البلاد الذين بدأوا بالتوافد عواصم الغرب فانبهروا بسحر الحداثة المادية ونعيمها وتغربوا ، وأعدوا لتبشير شعوبهم بالمستقبل الواعد الذي يتحه الالتحاق بركب الحضارة الغربية الحديثة ، وإحلال منظومتها المتكاملة ( القيمية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ) محل مرتكزات حضارتهم القديمة ، التي تعطل التقدم وتؤخر الشعوب في بلوغ المستقبل المنشود احتشدت شعوب المنطقة - المنهكة من وحشية أنظمة الإقطاع وويلات الحروب التي تخاض على أراضيها وتقودها القوى الدولية المتنافسة على التركة العثمانية -  وراء الزعامات المحلية الصاعدة الواعدة بقيادتهم لتحقيق الاستقلال والرخاء وتجند الجميع في تثبيت الحدود القطرية الجديدة وتقويض أواصر التكامل الراسخ عبر قرون بين أبناء الأمة ، واستبداله بتكامل عمودي مع المراكز الاستعمارية الأوروبية الحديثة ، التي انتدبت للإشراف المباشر على عملية تفكيك المنطقة لاجتثاث حضارتها الأصيلة وإعادة تركيبها لتسريع إحلال الحضارة الغربية مكانها وتأمين تسيدها استحضار التاريخ للاستدلال بنتائج الرؤى والسياسات والسلوكيات التي شكلت وقائع الحاضر - ليست غوصا في الماضي الذي انتهى زمانه وما عاد بالإمكان تغيير أحداثه وإنما لتنبيه شعوبنا المنكوبة بقادتها ونخبها إلى المخاطر الجسيمة التي ينطوي عليها السماح مجددا لورثة المنظومة -  بتكرار ذات الرؤى والسياسات والسلوكيات التي باتت تجرف الأوطان والشعوب بتسارع غير مسبوق نحو مستقبل أشد ظلمة –  وكما بينت كل ذلك كان حافزا ومنشطا للنضال الجماهيري  والتفاعل الميداني منقطع النظير فيما بين الجماهير وقادتهم وان التجربة العراقية خير دليل على ذلك وتم من إنجازات لا تنحصر على مستوى قطري بل كانت بأفقها القومي المؤدي الى إيجاد التوازن الإقليمي والدولي كي تتمكن الامة من حماية ذاتها والرد على العدوان والاستهداف ، ادرك العدو خطر هذا النضج القومي على مخططاته وأهدافه ومصالحه التي اوجدها على الأرض العربية من خلال تهادن النظام العربي الرسمي واستسلامه لإرادته  ، فتزايد العدوان الفكري قبل العسكري لغرض إيجاد الياس لدى الجماهير العربية وصولا الى فقدانها الامل بتحقيق أهدافها وتطلعات القومية والقطرية وتطور الامر الى قرار الغزو والاحتلال الذي اتخذته الإدارة الامريكية بقيادة مجرم الحرب دبليو بوش الابن 2003 ليتخذ البعدين العسكري والفكري في ان واحد فالبعد الفكري هو استهداف البعث الخالد فكرا وقيادة  وتجربه والاتيان بالشعوبيين الطائفين الى السلطة ليمعنوا بالجريمة بقانون الاجتثاث والتصفية الجسدية للقيادة تحت عنوان قرار حكم المحكمة الجنائية العليا التي ادعوا تسميتها العراقية  ، أو من خلال الاغتيالات بالكواتم او تفجير مساكنهم أدت لنكبات وكوارث متتالية التي جلبتها المنظومة التي توارت خلف الشعارات دينية ، وتارة القومية الواعدة بالحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية وتارة ثانية الاشتراكية المبشرة بالمساواة بين الطبقات وتارة ثالثة بالدين باعتبار الإسلام هو الحل انطلاقا من شعارات نظام الملالي في ايران والولائيين المتسلطين على أبناء العراق وسوريا واليمن والجنوب اللبناني  ، كما استهدف البعث الخالد في كل الدول العربية من خلال ما نتجه ما يسمى بالربيع العربي الذي انتج نظم سياسية تحارب كل ما هو قومي مؤمن بقدر امته وخير دليل النظام السوداني ما بعد البشير  واستهداف حزب البعث  وشخص الأمين العام المساعد بالاعتقال وتقيد حركة  ، كما وشجع النفوس الخائرة الباحثة عن الوجاهة  والمنافع ليطرحوا أفكار واراء ادعو انها الحل ومجابة  العدوان وفي حفيتها الخروج على نظام الحزب وتهديد وحدته التنظيمية وإيجاد قيادات لاشرعية لها ، ومن هنا وبعد ان تبين الامر للجماهير العربية  وثبات الحق لابد من الانتقال من مرحلة التحشيد الشعبي المنظم وغيره الى الممارسة الميدانية وان تجربة الحزب في الأردن وحصوله على التفويض القانوني وحرية العمل  ماهي الا فعل يتجاوز التحشيد الى العمل المباشر ، فأقول كل ما تقدم كان مطلوبا لتوحد الحراك  وتشد من بناء الامة الداخلي فكان البعث العربي هو الوليد الذي انتجته الحاجة الملحة  ، وان ما تعرض له الوطن العربي في القرن المنصرم وفي ظل استمرار غياب مشروع نهضوي تحرري جامع بسبب غزو واحتلال العراق 2003  لا مناص من الاعتماد في تحديد المواقف وقياس مدى صوابها الوطني ، بمدى إسهامها في منع العدو من تحقيق أهدافه ومشاريعه المعلنة ، والتي لا يصعب الاستدلال عليها فهو لا يخفيها ويعلنها قادته في الأدبيات والقوانين والقرارات والمشاريع السياسية والانتخابية ، ويدللون عليها ميدانيا بالسلوكيات ، واليوم يحتم أيضا على المناضلين الاصلاء تخطي كل المسببات الى الانكفاء والعودة الى الساحة متوحدين للنهوض بالجماهير لتحقيق الامل الا وهو عودة الامة الى مكانها الطبيعي في حركة التصادم المشروع مع كل مخططات أعداء الشعوب والالتقاء نضاليا مع قوى الخير والتحرر العالمية ، فقد بين البعث الخالد في بحث من اعداد الأستاذ الدكتور محمد رفعت  -  مــن وحــي استــراتيجيــة الحــزب والمقـاومـة بعيــدة المــدى – الاتي (( فعلى جماهير الامة أن تنتفض من اقصى المغرب العربي الى اقصى المشرق لمساندة شعبنا في فلسطين وأننا نضع المسؤولية التاريخية والأخلاقية الكاملة أمام النظام العربي الرسمي في أن ينتفض هو الاخر لانه يملك كل إمكانات الامة المادية والمعنوية ويتخذ موقف جماعي ضد عربدة الكيان الصهيوني وضد أمريكا حليفة هذا الكيان وحاميته وراعيته وضد كل من يساند الكيان الصهيوني )) انتم وحدكم يا احرار الامة وثوراها حداة المسيرة وراياتها الخفاقة فلا يغمض لكم طرف والعراق العربي الابي يقتل ويشرد ويهجر شعبه وتنتهك حرماته وتهان وتدنس مقدساته, فلا يغمض لكم طرفٌ والأمة تستغيث وتستجير وتصرخ بكم وتسترخكم انظروا ما يحدث يومياً في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن وفي فلسطين وفي الاحواز وفي العراق ( فلا نامت أعين الجبناء  ) هذا هو حال الامة اليوم انها تقف على حافة الهاوية, انها تقف على مفترق طرق اما ان تنهض وتثور وتعود الى دورها الرسالي الحضاري كخير امة أخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله او ستزداد آلامها وستطول محنتها وستعظم مصيبتها ، نبدأ معكم في الحديث عما يجري في العراق وفي بعض اقطار الامة المستهدفة من قبل الحلف الامبريالي الصهيوني الفارسي الصفوي وان كل ما سأقوله لكم عن العراق وعن ما يجري في العراق فهو حقائق بعيداً عن التحليل والتأويل وذلك لأني اتحدث اليكم اليوم من قلب العراق من بغداد الحزينة الثائرة المنتفضة اتحدث اليكم من كل مدينة من مدن العراق ومن كل قرية من قراه وكلكم تعرفون وتعلمون ان البعث يتواجد في كل حي وفي كل محلة من ايحاء ومحاليل المدن الكبيرة ويتواجد في كل اقضية ونواحي العراق وقراه من زاخو الى الفاو ومن اقصى مشرق العراق الى اقصى مغربه وفصائله الجهادية تنتشر على كل مساحة العراق في سرايا الزبير في البصرة الى سرايا صلاح الدين في اقصى الشمال فخذوا ما سأقوله لكم بقوة وتسلحوا به امام أعداء العراق فهو الحق المبين وما بعد الحق الا الضلال المبين ، وهنالك من يغردون بعيداً عن الحقائق مما يشكل تغريدهم وحواراتهم تضليلاً وتشويشاً بل وتشويهاً للحقائق وتزويراً للتاريخ فيلحق افدح الاضرار بالعراق وشعب العراق وقواه المجاهدة بل منهم من يُنظر للاحتلال وعملائه وعمليته السياسية ويشوش ويضلل على مسيرة الجهاد وانتصارات الشعب ومقاومته الباسلة ..... أن ما يجري اليوم للامة العربية لا توصف خطورته بكلمات أو بأسطر او برسالة انه يستهدف وجود الامة برمتها, يستهدف وجودها ارضا وشعباً وتاريخاً وحضارة وماء وهواء وسماء وامامكم على خارطة العدوان الواسع على الامة نماذج صارخة على الأرض كيف يجري ابتلاع الوطن ارضاً وشعباً وتاريخاً نماذج صارخة لم يسبقها حالة واحدة في تاريخ الامة القريب والبعيد ))

توحد الإرادة تولد القوة والاقتدار على دحر العدو وتحقيق أماني وآمال الجماهير العربية






الثلاثاء ٢٧ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة