شبكة ذي قار
عـاجـل










العراق وفلسطين سفر خالد ممهور بالدعم والتضحيات

 

أحمد صبري

 

من المناسب ونحن نتابع الحرب العدوانيَّة على الشَّعب الفلسطيني في غزَّة أن نفتحَ الصفحات المضيئة في مسار دعم العراقيِّين لنضال الشَّعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في القرن العشرين، في محاولة لتسليط الضوء على المبادرات والمؤتمرات الشَّعبيَّة والتبرعات الَّتي لَمْ تتوقف وتنقطع دعمًا ومؤازرةً بالمال والمساعدات بالرجال والسِّلاح لمواجهة عدوٍّ مصممٍ على اغتصاب فلسطين، وإنكار حقِّ الشَّعب الفلسطيني في أرضه ومقدَّساته. وشهد القرن العشرون في مسار العلاقة بَيْنَ شَعبي العراق وفلسطين مواقف تاريخيَّة ارتقت إلى مستوى الدَّعم غير المحدود لنضال الشَّعب الفلسطيني منذ العام 1914 وما بعدها من معارك وحروب شارك العراق في جميعها. وعِندما يتحدث رئيس القِسم السِّياسي لهيئة علماء المُسلِمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري في محاضرة عن تلك المفاخر الَّتي سطَّرها العراقيون خلال قرن؛ دعمًا ومساندة لنضال الشَّعب الفلسطيني، فإنَّه يتوقف عِند زيارة مفتي القدس ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الراحل أمين الحسيني إلى مدينة سامراء الَّذي تكلَّلت زيارته إلى تأسيس صندوق تبرعات لمجاهدي فلسطين في سامراء بإشراف الشيخ أحمد الراوي، فضلًا عن لقاء علماء وشيوخ ووجهاء هذه المدينة الَّتي كانت عنوانًا لدعم فلسطين، ومِنْها انطلقت دعوات وفتاوى لنصرة فلسطين وشَعبها. إنَّ هذا الاهتمام أخذ بالتنامي والتحوُّل إلى الفعل الشَّعبي، ولا سِيَّما في مرحلة سنوات ما بعد الاحتلال البريطاني للعراق وثورة العشرين وما تبعهما من أحداث، وترتب عَلَيْهما من آثار وتداعيات ربَّما شغلت العراقيِّين بعموميَّاتها وتفصيلاتها إلى حين. وأبرز الضاري نماذج من جهود العراقيِّين في نصرة فلسطين وقضيَّتها العادلة، لا سِيَّما ما يتعلق بالجهود الشَّعبيَّة على المستويَيْنِ الجماعي (المؤسَّسي) والفردي وصور الجهود الجماعيَّة؛ في المؤتمرات، واللجان والجمعيَّات، والتجمُّعات الجماهيريَّة، والفتاوى والكتابات الشرعيَّة، ومذكّرات الاحتجاج، والرسائل والبرقيَّات، علاوةً على الجهود الفرديَّة لعلماء العراق ودعاته ومفكِّريه ونخبه في المجالات المختلفة ولا سِيَّما علماء الدِّين. وساق أمثلة لهذه الجهود، من قبيل: المؤتمر الإسلامي في القدس سنة (1931م)، والمؤتمر الإسلامي العام في القدس سنة (1953م)، والمؤتمر الإسلامي العام في القدس في سنتَي: (1952م) و(1953م)، والمؤتمر الإسلامي العام في بغداد سنة (1962م)، إلى جانب لجنة الشَّباب الموصلي، ولجنة الأحزاب العراقيَّة للدفاع عن فلسطين، فضلًا عن جمعيَّة إنقاذ فلسطين الَّتي تأسَّست في كانون الأول سنة (1947م)، وتُعدُّ المثال الأبرز والأشهر على الصعيدين العراقي والعربي. ومن نماذج الفتاوى والكتابات الشرعيَّة الَّتي اهتمَّت المحاضرة بها؛ فتاوى العلماء والجمعيَّات الإسلاميَّة في مختلف المُدُن العراقيَّة، وفتاوى وكتابات شيوخ وفتوى (رابطة علماء العراق) سنة (1967م) الَّتي صدرت بعنوان: (نداء من جمعيَّة رابطة العلماء في العراق إلى الشَّعب العراقي الكريم خاصَّة والعالَم الإسلامي عامَّة)، فضلًا عن استعراض جهود علماء بغداد والعراق في إصدار الفتاوى العامَّة المتعلقة بالقضايا المُهمَّة في العراق وخارجه، ومِنْها: فتوى إعلان الجهاد لتحرير فلسطين، ثمَّ انضمَّ إلى (لجنة الدفاع عن فلسطين) وأسَّس فرعًا لها في مدينة سامراء، وترأَّسه الشيخ (محمود فهمي درويش) وهو من الشخصيَّات المُهمَّة في العراق في القرن العشرين، على المستويات الفكريَّة والثقافيَّة والعلميَّة والأدبيَّة، واللواء الحاج (محمود شيت خطاب) إحدى أكثر الشخصيَّات العراقة شهرة فيما يتعلق بنصرة ودعم فلسطين. هذه المفاخر الَّتي سطَّرها العراقيون في مسار العلاقة مع فلسطين ونصرة شَعبها تشهد مقابرهم في ربى فلسطين تحكي قصَّة شَعب يرنو للقدس والأقصى المبارك وكُلِّ فلسطين مهما غلَت التضحيات.






الجمعة ١ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة