شبكة ذي قار
عـاجـل










جريمة استهداف المواقع الأثرية والتاريخية في غزة

فاطمة حسين

 

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول وليومنا هذا استهدف الكيان الصهيوني عديد من المواقع الأثرية والتاريخية في غزة وبشكل متعمد مثل استهداف المسجد العمري أقدم وأعرق مسجد وأنه درة المساجد في مدينة غزة ويقع وسط غزة القديمة، وكذلك الكنيسة البيزنطية في جباليا واحدة من أهم الكنائس في بلاد الشام، ومتحف قصر الباشا، تعد القصور من أهم مباني العمارة الإسلامية كونها شاهداً على روعة فن العمارة الإسلامي بطابعه المميز ونقوشه الزخرفية، ويعد قصر الباشا النموذج الوحيد المتبقي للقصور في مدينة غزة، وقلعة برقوق وقد بنيت في عام 1387م لتكون بمثابة مركز يتوسط الطريق بين دمشق والقاهرة، وغيرها من المواقع الأثرية والتاريخية وقد بلغ عددها  200 موقع تراثي وأثري بما في ذلك المساجد والكنائس والمدارس والمنازل التراثية.

وبهذا الصدد قال (جان باتيست هامبرت) عالم الآثار الفرنسي الذي عمل في فلسطين لعقود إنه ( إن الظروف في فلسطين أدت إلى خسارة لا مفر منها للتراث الثقافي للمنطقة).

ينظر العارفون بقيمة المباني التاريخية بقطاع غزة المحاصر إلى عمليات الاستهداف الإسرائيلي أنها محاولة (لاقتلاع التاريخ) والنيل من تراث المدينة العريقة الذي يتفوق بعقود طويلة على تاريخ دولة الاحتلال المقامة على أنقاض فلسطين التاريخية إبان النكبة في سنة 1948.ونال الدمار من منازل ومقابر أثرية، وعشرات المساجد والكنائس التي يعود بعضها إلى العصر الروماني، وهو ما فسرته الجهات الحكومية والحقوقية الفلسطينية على أنه محاولة طمس الوجود الفلسطيني في القطاع وشواهده التاريخية.

إن استهداف المواقع الأثرية والتاريخية في غزة عمل إجرامي يهدف إلى إلحاق الأذى بالشعب الفلسطيني وتاريخه وثقافته، إلى جانب النيل من التراث الثقافي الفلسطيني. ومن أهداف الكيان الصهيوني هو السعي لترسيخ الاحتلال في فلسطين والقضاء على تاريخه وتراثه، والقضاء على أي رمز أو إشارة تشير إلى وجود الشعب الفلسطيني، وتعزيز مخططات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وافراغها من سكانها، وهذا استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني. وهذا الاستهداف هو خرق للقانون الدولي الإنساني- ولا سيما اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والبروتوكول الثاني للاتفاقية لعام 1999 - تحظر الاستهداف المتعمد في الظروف كافة للمواقع الثقافية والدينية التي لا تشكل أهدافاً عسكرية.

ولهذا طالبت المقاومة الإسلامية -  حماس منظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية المعنية بحماية المواقع الأثرية والتاريخية بالوقوف أمام جريمة استهداف جيش الاحتلال الصهيوني المتعمد لأغلب المواقع الأثرية والتاريخية في قطاع غزة، ما يستدعي من المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرك لوقف حرب الإبادة والتغيير العرقي الذي يقترف بحق الفلسطينيين إنساناً وأرضاً وتراثاً.




الاحد ١٧ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فاطمة حسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة