شبكة ذي قار
عـاجـل










الجيش العراقي الباسل بين الأمس واليوم

بقلم مقاتل في الجيش العراقي الباسل

 

جيش العراق الأبي الذي لم ينكسر يوماً، ولم تثبت عليه ثلمة في سفره الوطني والقومي الخالد عبر سني كفاحه المسلح ضد الطغاة والغزاة، ضد المعتدين والطامعين بأرض العراق وأرض العرب.

جيش العراق .... هو جيش الأمة العربية أينما اقتضت ضرورات قتاله، سيبقى كما كان رغم الكبوة التي أصابته في صميم فؤاده عندما أمر ذلك الغريب الشرير بحلِّ كيانه بعد أن وطئت أقدام الغزاة أرض العراق سنة 2003.

الجيش العراقي الباسل، جيش الوطن الغالي، وجيش الأمة العربية المجيدة، هو نفسه الجيش البطل الذي قاتل المحتل الأميركي الغاشم بعد أن قَدِمَت جيوشه الجرارة من أقصى غرب العالم.

وهو الجيش الذي رفد المقاومة الوطنية العراقية، بكل أطيافها، بعوامل الحياة والصمود حتى تمكنت من إلحاق الهزيمة المنكرة بأقوى جيوش العالم على الإطلاق، وفرضت عليه الهرب من أرض الرافدين سنة 2011.

إن من يستعرض تاريخ جيش العراق يقف مذهولاً أمام هذا السفر الخالد من الأمجاد والبطولات وصور العز والمجد والفخار وملاحم الإباء والشمم التي سطرها عبر تاريخه المجيد وبسجل مليء بأحرف من نور.

 ذلك السجل الناصع من الوفاء لتربة العراق وأرضه ومائه وسمائه، ويشعر بالفخر والزهو لتلك المواقف البطولية في الدفاع عن أرض العراق ووحدته وفي الدفاع عن أرض العروبة وعن المقدسات وقيم ومبادئ الدين الحنيف.

إن هذا السفر البطولي الخالد لم تثلمه الملمات والخطوب، ولم يسجَّل على هذا الجيش أي موقف شائن حتى وإن تكاثرت الخطوب والنوائب، فهذا الجيش كان عنواناً للوطن، بل إنه بات مرادفاً للعراق، فلا يذكر اسم العراق إلا وذُكِر معه جيشه الوطني الباسل.

إن جيش العراق بتاريخه المشرف ومواقفه المبدئية الثابتة على الحق كان عنواناً دائماً للوطن، ودرعاً لوحدته وحمايته، ووعاءً كبيراً لمكوِّنات الشعب التي انصهرت لتكوِّن جيش العراق الذي كان وما يزال يمثل كل العراقيين، وقد ارتقت مهام القوات المسلحة العراقية إلى أعلى وأسمى المهام الوطنية والقومية، حيث أوكل لها عبر مراحل سفرها التاريخي الخالد مهمة الدفاع عن حياض الوطن ضد كل أنواع التهديدات الخارجية للحفاظ على حدوده وسلامة أراضيه واستقلاله وسيادته الوطنية، وأينما دعت الحاجة القومية له.

 فالقوات المسلحة العراقية قامت على أسس أخلاقية متينة ارتكزت على النُبل والمهنية والفروسية والقيم الأخلاقية العالية، وعلى أساس تنظيمي هرمي، فالرتب العسكرية الممنوحة للمستويات القيادية المختلفة كانت تعتمد على المهنية والتميز في الأداء والانتماء الوطني بغية تحقيق الأهداف الوطنية ضمن سياقات وأنظمة العمل المعتمدة في هذه المؤسسة الوطنية الكبيرة التي تقع عليها المسؤولية الأولى والمهمة الكبرى في الدفاع عن حياض الوطن والأمة.

هذا هو الجيش العراقي الباسل قبل الاحتلال، وهذا تاريخه، أما ما يسمى (الجيش العراقي) اليوم، وما يروج ويُنشر من أفلام يتحدث بها من يحملون رتب عسكرية توضح انعكاساً لواقع هذا الجيش الهزيل الذي تتقدم فيه راية الطائفية على راية الوطن.

في كل يوم تنشر أفلام لأشخاص من الجيش الحكومي الذي أسسه الاحتلال الأمريكي الغاشم وجعله مرتعاً للمرتزقة وأصحاب المصالح والأغراض من عناصر الميليشيات الطائفية والعنصرية ممن يسمون بعناصر الدمج من مجرمي الميليشيات الذين تم دمجهم بالجيش بأمر إيراني وبموافقة المحتل الأمريكي، وهم مجموعة من الأُميين الذين لا يفقهون شيئاً سوى تنفيذ الجرائم والسرقات، وتم منحهم المناصب الوهمية والرتب الزائفة خارج كل الضوابط المعمول فيها في جيوش العالم.

من تلك الأفلام يظهر شخص يحمل رتبة مقدم وهو يصفع آخر يحمل رتبة عقيد، والغريب أن مصور الفيلم يحمل رتبة عميد !!، وهذا يشكل خرقاً كبيراً للقوانين وأسس الضبط العسكري، ويعكس الواقع المتردي لهذا الكيان الذي يسمى بالجيش الجديد. كذلك فيلم آخر لقائد الفرقة الثامنة (اللواء الركن عبد الحسين سوادي الزهيري) وهو يشكو إلى القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء، مطالبة رئيس أركان الجيش له مبالغ مالية كمقدمة مقابل نقله إلى منصب قائد عمليات بغداد !!!. ومن هذا يظهر أن مناصب هذا الذي يسمى جيش والترقيات والقبول بالكليات العسكرية وكلية الأركان كلها تُباع وتشترى في هذا الكيان الذي شكله الاحتلال الغاشم وهيمنت عليه الأحزاب والمليشيات، هذا فضلاً عن الفساد في عقود التسليح والتجهيز والإطعام والوقود وبيع إجازات النزول والمناصب الوهمية.

هذا الكيان ومنذ تشكيله هو مرتع للارتزاق والفساد واللصوصية، ولا يعول عليه في الدفاع عن الوطن تجاه التهديدات الداخلية والخارجية، بل يشكل خطراً على العراق والعراقيين، وينفذ ما يطلبه الأعداء، وبشكل خاص عدو العروبة والإسلام إيران الشر الذي قاتل الجيش العراقي الباسل لثمان سنوات لمواجهة خطرها على العراق والأمة، وجرع دجالهم السم وحقق النصر، لذلك فإن هذا الكيان بلا انتماء للوطن، وليس له أية صلة بالجيش العراقي الوطني صاحب التاريخ المجيد والسفر الخالد والذي كان قادته وضباطه فرساناً بالأخلاق والنزاهة والشجاعة والانضباط . 

إن تأسيس الجيش وفق ضوابط المواطنة والكفاءة والنزاهة هو السبيل الوحيد لتشكيل جيش وطني عراقي قادرٍ على الدفاع عن العراق وشعبه، وهذا ستحققه المقاومة الوطنية العراقية التي عمادها ضباط ومقاتلو الجيش العراقي الباسل قبل الاحتلال.






الجمعة ٢٢ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مقاتل في الجيش العراقي الباسل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة