شبكة ذي قار
عـاجـل










(ضم راسه الجان يعوعي)

غياب المنطق وزمن اللامعقول

 

د- فالح حسن شمخي

 

المنطق مفهوم فلسفي، واللامعقول مفهوم أدبي، أضيف إليهما، العبث، كمفهوم ظهرت فيه جماعة أدبية بعد الحرب العالمية الثانية.  المنطق قديم وخير من تحدث فيه هو الفيلسوف اليوناني أرسطو طاليس، وجاء حديثه بكتاب مكون من ثلاثة أجزاء.

 ما يهمني هو المنطق الرياضي، الذي يقول (الحديد يتمدد بالحرارة)، فلا يمكن أن يتمدد الحديد بالماء على سبيل المثال، عندما تحدثت عن غياب المنطق فهنا أشير إلى ما يحدث في وطننا العربي، يبدو أن الحديد يتمدد بـ (عرق أبو سعدة السوري)، ويتمدد بالشراب الذي ينتج في بعشيقة، وهبهب! لا تؤاخذوني لأني استشهد بالشراب المسكر، لأني أعتقد أن كل شيء في بلادنا قد فقد وعيه ومنطقه جراء قوة المشروبات الفيسبوكية والتويترية وكارثة الكوارث التكتكية.

 ما معنى دفاع الكيان الصهيوني عن النفس، وما معنى مجيء القاصفات الأمريكية قاطعة آلاف الأميال لتقصف أهداف لها في سوريا والعراق، وتحت الحجة واللامنطق نفسه (الدفاع عن النفس)؟

اللامعقول هو بالضد من المعقول، وهو مفهوم استخدمه الأدباء بالفن والشعر والرواية …الخ، وهنا استخدمه للقول، أن الكيان الصهيوني يحتل الأرض العربية تحت ذرائع واهية منها (أرض بلا شعب)، فهل هذا معقول؟

وأمريكا تعرف أن السبب وراء تردي الأوضاع في المنطقة العربية ، هي إيران وتركيا لأسباب لها علاقة بسقوط امبراطوياتهما وخلافتهما،  ويعرفون لأثيوبيا دور في ما يحدث في المنطقة بالتعاون مع الكيان الصهيوني ، الذي يعتبر القاعدة المتقدمة للدول الامبريالية والشركات الاحتكارية ، وبالتالي التوسع الاستيطاني الصهيوني والفارسي وهو السبب في تدهور الأوضاع ، فإذا ما قلنا أن دفاع أمريكا عن الكيان المسخ معقول على اعتبار أن هذا الكيان هو الابن المدلل لأمريكا ، فهل من المعقول أن يقصف العراق وسوريا وتترك إيران التي تقف وراء استهداف الجيش الأمريكي  بحجة عدم توسيع نطاق الحرب ؟.

إنه عالم اللامعقول ، عالم لا ينفع معه اللغة العربية الفصحى ، لذا أقولها بالعامية العراقية ، ( ضم راسه الجان يعوعي)، فإيران وأتباعها أعلنوا البراء من استهداف الموقع الأمريكي في الأردن ،والعودة إلى بيت الطاعة الأمريكي ، وهذا يدخل في مجال العبث ، ومسرح العبث يعتمد شيئان اثنان أولهما هو استخدام لغة الطرشان ، وثانيها اللغة التي فقدت قدرتها على الحوار ، وهنا ملاحظة مهمة علينا معرفتها وهي التعامل بين أمريكا وإيران وحلفائهم، فهم يعيشون مرحلة العبث من خلال  لغة الطرشان وفقدان اللغة لدورها وبالعامية العراقية يعبر عن التهديدات بالقول ( ودي  كوامة، كلهم فصل ما اريد ، ودي كوامة)، لا هو رجال وياخذ حيفه ولا هو ساكت ، أعتقد أبناء العراق يفهمون ما أقول.

يقال إن عنتر ابن شداد كان يستهدف الضعيف في المعركة ليضربه بسيفه فيجعله شطرين، حتى يرعب الأقوياء، فهل من المنطق والمعقول أن تلعب معنا أمريكا وإيران الحلفاء بالسر الأعداء بالعلن اللعبة نفسها، ونحن عرب أقحاح، نحن من أنتجنا وتعاملنا بالمنطق والمعقول، ولم نعرف العبث، متى يصحوا الشعب العربي على مهزلة العداء بين أمريكا وإيران، متى يصحوا الشعب العربي على واقعهم المؤلم؟ هنا لا أخاطب الحكومات بل الشعب العربي.






السبت ٢٣ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د- فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة