شبكة ذي قار
عـاجـل










هل أدرك النظام العربي الرسمي سوء فعله السياسي؟   - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

يمكننا تناول الموضوع من وجهتين، الأولى الدولة العربية الإسلامية وما رافقها من نضج فكري وثقافي واقتصادي وما واجهته من تهديدات خارجية إن كانت ساسانية أو بيزنطية، والوجه الثاني الوطن العربي ما بعد اتفاقية سايكس بيكو وما نتج عنها من انهيار الكيان العربي الموحد في ضل الامبراطورية العثمانية، وانتقال الواقع العربي إلى التجزئة والخضوع الى قوى استعمارية هي الاخرى تعاملت مع الواقع العربي وفق مصالحها واهدافها والاخطر فيها استهداف التاريخ العربي والحضارة العربية واضفاء مناهج التاريخ الاوربي الذي يتناقض كليا مع  القيم العربية الاسلامية ، ولكن الامر المهم والذي يتطلب الوقوف عنده كانت السياسة في معظم فترات التاريخ العربي الإسلامي أشبه بنقطة حبر السوداء في قماش ناصع البياض فمهما بلغ المسلمون والعرب من توهج حضاري في العلم والفكر والثقافة والعمران تبقى الحياة السياسة تموج بالصراعات والنزاعات والاضطراب والفساد وخاصة بعد تغلغل الاعاجم وتفشي الفكر الشعوبي في الحياة السياسية ، اختلفت شخوص الحكام وولائهم لأصول امهاتهم ونصائح من تم ائتمانهم كناصحين -  اليوم عنوانهم المستشارين -  فتبدلت أنظمة الحكم وتقسمت الدولة  العربية الإسلامية إلى أمصار - اقاليم -  يقابل ذلك بقية نزعة الفتوحات بأوجها ما عدى فترات سبقت تمكن الأعداء من السيطرة على أجزاء من أراضي الدولة  وتحول الكيان الإسلامي إلى الدفاع الغير مقتدر أمام الحروب الصليبية والتطلع البريطاني والاسباني والبرتغالي والفرنسي والايطالي إلى السيطرة التامة على حساب الامبراطورية العثمانية التي وصفها الساسة البريطانيين والغربيين بالرجل المريض بالإضافة إلى اصطفاف من كانت نواياه ايجاد المكان البديل سياسيا له بعد الامبراطورية العثمانية فتحالف مع البريطانيين او البرتغال والفرنسيين مما مهد الامر الى تحقيق احلام ونوايا قوى الاستعمار الذي نشر الافكار التي تنمي الولاء والاعتقاد بانه المخلص من التعسف العثماني والنزعة التي سادت في العقود الاخيرة من تاريخ ومسار نظام الامبراطورية العثمانية فكانت هناك الأيديولوجيات القومية المغلقة ، او الاشتراكية الشمولية بقيمها الاوربية المستوردة  والتي تم زرعها في المحيط العربي ، أو الدينية التي تعد ارتداد على وحدة الفكر الديني بالإضافة الى استخدام الدين وسيلة واسلوب لتحقيق اهداف وغايات المتبنين هكذا منهج  ،  وهنا لابد من الاشارة الى المروجين لهذا المنهج هم من غير العرب وكان هاجسهم الاساس النيل من الامة العربية والتعارض كليا مع الداعين الى تحرير الامة العربية وتبني حاجات الجماهير العربية وفي هذه الاجواء التي لا ولن تتوافق مع تطلعات الامة العربية الباحثة عن حريتها والسيادة الوطنية القومية انبرى نخبة من الشباب العربي الواعي المؤمن بقدر امته وتطلعات جماهيرها ليطرحوا الفكر والمنهج المعبر عن كل ما تحتاجه الامة العربية وتطلعات ابنائها وتجلى ذلك في ارهاصات الايديولوجية العربية الثورية النابعة من رحم الامة والرد الواعي على كل الافكار السياسية التي ظهرت او زرعت في الوطن العربي.

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






الخميس ٢٦ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة