المناهج الدراسية في العراق

بعدما تم احتلال العراق ظهرت على السطح مُخلّفات الاحتلال وهي ظهور  بعض الظواهر المدانة وغير المقبولة كونها دخيلة وغريبة عن السياق العام التي وضعت من أجلها مناهج التعليم في بلدنا وللأسف فقد صارت تُمثّل مشكلة كبيرة لما لها من دور بارز في اعداد الاجيال التي تُبنى عليهم الآمال للمساهمة في بناء هذا البلد الذي دمّره الغرباء ، فمنذُ دخول قوات الاحتلال الأمريكي سنة ٢٠٠٣ ولغاية يومنا هذا حدثت عدّة مناقشات وحوارات حول أخطاء اقترفها واضعوا هذه المناهج الدخيلة على التربية والتعليم العراقية والتي ينقصها التدقيق والصياغة والخبرة المناسبة لجيل متعلّم يبحث عن المعرفة السليمة والصحية ، إلّا أنها وللأسف مناهج تمتاز بالحشو واللغو والاستطالة في الشرح الزائد فضلاً عن التكرار في مواضيع ليس لها جدوى بل تقود الى تدهور مستوى الوعي والفهم عند الطلبة وفقدان القيّم والمُثل العليا والاعتبارات وهذه تتوارى خلف شهادات علمية وأكاديمية التي هي في الغالب يكون حامليها لا يفقهون من المعرفة شيء إلّا اسمها ولهذا صارت المشكلة الأخطر الآن هي تدنّي مستوى الكادر التدريسي بما لا ينسجم مع الاحتياج الفعلي والعلمي للطلبة، فالأسلوب المُتّبع حالياً هو نمط تلقيني (ببغاوي) بعيد عن استخدام التفكير العقلي والاستنتاج وتطويره واستخدام البحث العلمي ، والتحليل والابتكار .

 ومن ناحية أخرى فإن الكتب المدرسية رغم انعدامها فقد صارت تتغيّر مواضيعها بشكل جزئي أو جذري وفق هوى الوزير أو ميوله السياسية هو أو الجهة التي ينتمي إليها، أو مجاراةً لمجموعة من البرلمانيين وإرضاءً  لرغبات سياسية ذات طابع طائفي كما في مادة التاريخ أو التربية الدينية والتربية الوطنية لكون التعليم صار متأثراً بنظام المُحاصصة الذي زُرعَ في العملية السياسية منذُ إدارة بريمر للبلد بعد الاحتلال، حتى بات التعليم في بلدنا الآن خارج التصنيف المعتمد دولياً، وهذه واحدة من مظاهر تدنّي مستوى نظام التعليم ، بعد أن كان نظاماً  يحتلّ مراتب مُتقدّمة وفق التصانيف الدولية.

وقد دق ناقوس الخطر في نظام التربية والتعليم في العراق بعد أن وصل لهذا المستوى المُتدنّي وعلى كل عراقي وطني شريف أن يساهم بالمطالبة بإبعاد العملية التربوية والعلمية عن ميدان السياسة والمحاصصة الطائفية غير المقبولة وغير المُرحّب بها لدى العراقيين جميعاً.

https://www.facebook.com/share/Kq4ft13wzAefXfuP/?mibextid=WC7FNe