شبكة ذي قار
عـاجـل










النفاق السياسي العربي  خدمة للأجندة الامبريا-صهيونية-صفوية  - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

مبدأ الغاية تبرر الوسيلة يدخل في باب النفاق فيصنعون ما يصنعون لأولياء نعمتهم أعداء الوطن ونهوض الأمة والرفع من عزتها وكرامتها فيستخدمونهم كأحصنة طروادية ينفذون من خلالهم في حصونها فيصنعون ما يصنع نافخ الكير في تطويع الحديد ، في مجتمعنا العربي ومنذ كانت تركيا رجل أوروبا المريض كانت هذه الثقافة وما زالت هي السائدة ، فالأنانية والمصلحة الذاتية هي من تحدد المواقف ، الميل إلى هذا أو ذاك أو بعبارة أخرى الوقوف إلى جانب الحائط أي التلون فيها حسبما تميل الريح وإلى جانب من يملك القرار دون أن تحكمه قاعدة تغليب المصلحة العامة على الخاصة ،  وهذا يدفعنا للعودة الى الماضي القريب الخاص بالمواقف الامريكية والغربية  والفارسية المتجسدة الان بالصفوية الجديدة التي يمثلها نظام الملالي ما بعد التغير المعد مخابراتيا في ايران 1979 اتجاه قضايانا خاصة – اي كل قطر عربي على حده -  ما يتعلق بالنهوض العربي وقضايانا الرئيسية الأخرى فهي  كما سبق وذكرت تصنع ما يصنعه نافخ الكير في تطويع الحديد ، وما كان لهذه المواقف الغربية أن تدوم وأن تبقى على حالها ودون تغيير لولا وجود أطراف بين ظهرانينا تداهنها وتغض الطرف عما تصنع طمعا في جاه زائف يتحصلونه من وراء تلك المواقف النفاقية والتي تضر في مصلحة الامة واعادة الحقوق المغتصبة او المسلوبة  وبطبيعة الحال هذا مرفوض  جماهيرا لانه فعل شائن ، لكن الرفض دون فعل لا يسمن ولا يغني من جوع  لما تعرض له الشعب العربي من انتهاك وظلم وجور وبطش من قبل الحكام ، لذا استمر حال الوطن العربي منذ الحرب العالمية الأولى ولغاية الآن من سيئ إلى أسوأ حتى بات التسليم بالأمر الواقع هو منهج النظام العربي الرسمي  بل مدرسة لها جذور وامتدادات تحول دون نهوضنا وأصبحت الحاجة ملحة لتكاتف القوى الخيرة بين صفوفنا كجماهيرعربية لتتصدى لتلك الجذور والامتدادات لنتمكن من ضبط وقع الشارع لصالح نبض نهوض الأمة والأخذ بيدها من حالة التخبط والهبوط  الذي تعود أسبابه  إلى استشراء الفساد وتمادي من يغردون خارج سرب مصالح الأمة ومن يتقلبون بمواقفهم  ويميلون فيها إلى حيث تميل الريح العاصفة ليس من باب الدهاء والخدعة بل من باب الرضوخ والاستسلام للارادة الامبريالية والصهيونية وحليفهم الصفويين الجدد ويعملون على هدم تطلعات أبنائها نحو النهوض والرفعة لصالح أعدائها من فرس وترك وصهاينة وأوروبيين وأمريكان ، وإلا لماذا حصل ما حصل في فلسطين المغتصبة منذ 1948 ولليوم وما يحصل في غزة الصابرة المحتسبة من نتهاك بابشع انواعه لحقوق الانسان وابادة جماعية وتهجير قسري ؟ ولماذا الانقسام العربي بفعل سياسات النظام العربي ؟ ولمصلحة من  كل ما يحصل ؟ وما الهدف من ورائه ؟ ومن يخدم ؟ ولماذا التغير في التحالفات ؟ ولماذا غض الطرف بل تم تقديم العون لتدمير العراق حارس البوابة الشرقية للوطن العربي  والذي كانت قيادته الوطنية القومية تعمل من اجل ايجاد قوة الردع العربي من خلال امتلاك قدرات التوازن الاقليمي والدولي ، واحتلاله والتخلص من قيادته الوطنية  وحل جيشه  ونشر الفوضى والطائفية  واشاعة مفهوم المكونات ليحل محل منطق المواطنة والوطنية  ،  والفلتان الأمني فيه  ؟ ولماذا جرى تدمير ليبيا ونشر الفوضى في ربوعها وتمكين الإرهاب فيها ؟  ولماذا السكوت عن ما يحصل في سوريا  وارتمائها كليا في  خندق الصفوين الجدد واصبحت ارض السورية مسرح بدون رادع للعدوان الصهيوني  بالرغم من قرع الطبول بالمقاومة والممانعة  كي  تستمر اللعبة  ويتحقق الهدف الاكبر  الا وهو تمكن الكيان الصهيوني من  الحصول على الاعتراف تلو الاعتراف من قبل المطبعين المستسلمين للارادة الامريكية والغرب المتصهين  ،  وان كل ماوقع ويقع لاحقا في ضل ضياع الواعز الوطني لدى النظام العربي الرسمي سيأكل الأخضر واليابس في كل أرجاء الوطن العربي وكان شعبنا العربي ضحية هذه الفتنة فشرد في الآفاق – مهاجرين ونازحين - ودمرت بنيته التحتية وأصبحت مرتعاً للإرهاب والطيران الصهيوني ينتهك الاجواء اللبنانية والسورية والعراقية وهناك من يقدم له التسهيلات كابناء زايد وملك البحرين وملك المغرب تحت عناوين التعاون الامني والعسكري ،  وتدخل دول يقال أنها عظمى وأخرى إقليمية في شؤوننا العربية ، ولماذا تم تحويل اليمن السعيد لخراب بعد تدمير بنيته التحتية وإلحاق الأذى قتلاً وتشريداً وتجويعاً بشعبها ؟ ولماذا ولمصلحة من المحاولات المستميتة لإعادة تفتيت وحدته اليمن والعبث بأمن شعبها الصابر والمرابط على ثراه الوطني  ؟ ولماذا التآمر على لبنان والسودان والعبث بوحدة كل منهما المجتمعية ؟ ولماذا يجري ترتيب الأوضاع في المنطقة لصالح العدو الصهيوني على حساب الشعب العربي الفلسطيني ودول إقليمية أخرى تحت المظلة الصهيو أمريكية صفوية ؟ ما يجري في المنطقة العربية  أمر لا يمكن تقبله وتحت أية مبررات لأنه لا يخرج عن حدود المنطق والمعقول  فقط ، بل يتجاوز ذلك للتفكير بالانسلاخ عن الذات وممارسة سياسة النفاق والإسهام في تمزيق جسد الأمة.

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 






الاحد ١٤ رمضــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة