تخلل العمليات العسكرية التي شنتها القوات المشتركة وميليشياتها لاقتحام مدينة
الموصل ، انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وعمليات انتقامية بحق المدنيين الأبرياء ،
وفق ما أكدت صحيفة الغارديان البريطانية.
وقالت الصحيفة في مقال لها إن “انتصار القوات المشتركة والقوات الداعمة لها
على ( داعش ) في مدينة الموصل ، تحقق بتكلفة باهظة من انتهاكات حقوق الإنسان
وعمليات انتقامية من أشخاص يشتبه في أنهم تابعين لـ ( لتنظيم )”.
وأضافت الصحيفة أن “هناك شريط فيديو يبدو فيه جنود يقتلون مقاتلا غير مسلح
على جرف عال ، مشيرة إلى تقارير عن استهداف عائلات المقاتلين وكذا صور لعناصر من
القوات الخاصة وهم يعذبون مدنيين”.
وتابعت الصحيفة أن “متحدثا باسم رئيس الوزراء “حيدر العبادي” قال إن الحكومة
ستعلن عن عقوبات ضد الجنود، ولكنها لم تفعل حتى الآن ، لأن الأمر قد يفسد الاحتفال
بالنصر ، حسب قوله”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “تلك الصور ستبقى عالقة في الأذهان لمدة أطول من صور
الجنود وهم يرقصون فرحا بالانتصار ، لأن الانتصار العسكري ليس إلا انتصارا جزئيا”.
وأشارت الغارديان إلى أن “مستقبل العراق ستحدده رهانات مختلفة منها ما هو
جيوسياسي يتعلق بكيفية تأمين بلد في منطقة مشتعلة، وتتدخل فيها العديد من الدول
الأجنبية، ومنها ما هو نفساني، إذ كشف الخبراء أن أطفال الموصل يعانون من مشاكل
نفسية، إذ ينامون في كوابيس ولا يستطيعون التعبير عن عواطفهم”.
وبينت الصحيفة أن “المطلوب هو الوقف الفوري لكل أشكال الانتهاكات ومحاسبة كل
من يستهدف المتشبه في انتمائهم لـ( داعش ) وعائلاتهم
والذي يحدث الآن ، هو أن الجنود يعتقدون أنهم يفلتون من العقاب مهما فعلوا، لذلك
فهم يرغبون في الظهور في الصور وهم يعذبون المعتقلين والابتسامة على وجوههم”.
السبت ٢٨ شــوال ١٤٣٨هـ - الموافق ٢٢ / تمــوز / ٢٠١٧ م