تقوم القوات المشتركة بعمليات عسكرية في مناطق شتى من البلاد كما تطبق الحصار على
مناطق أخرى بذريعة حفظ الأمن ما يتسبب في زيادة معاناة المواطنين، وفي ضوء ذلك
يعاني سكان ناحية المشاهدة في قضاء الطارمية قرب بغداد من وطأة حصار القوات
المشتركة على تلك المناطق، والتضييق على السكان عند الحواجز العسكرية عبر التفتيش
الصارم والتدقيق في الهويات وإغلاق الطرق والمنافذ الحيوية، ما حول الناحية إلى سجن
كبير.
ونقلت (القدس العربي) عن مصادر محلية قولها إن “الإجراءات الحكومية تسببت
بتحويل ناحية المشاهدة إلى سجن كبير وثكنة عسكرية يصعب العيش فيها حسب وصف “عمر أبو
كامل”، أحد قاطنين البلدة التابعة إلى حزام بغداد الشمالي”.
وأضافت الصحيفة أن ” العديد من أهالي الناحية باتوا يشعرون بنوع من الغضب
والظلم والتمييز الطائفي بسبب الممارسات الاستفزازية للجيش والإجراءات المذلة”.
وأوضح المصدر أن “عناصر الجيش يتعمدون منع دخول وخروج الأهالي حتى الذين
يمتلكون بطاقات سكن أمنية تثبت أنهم من سكان الطارمية، إضافة إلى منع الأهالي من
إدخال كافة المواد الغذائية والطبية الضرورية”.
وبينت (القدس العربي) نقلا عن شهود عيان أن ” ثمة سياسة عقاب جماعي تجاه
مواطني نواحي وقرى الطارمية لإخضاعها لحكم عسكري”.
وتابع المصدر أن “القوات المشتركة، وعلى رأسها الجيش، تشن حملات اعتقال يومية
بصفة غير قانونية، وتداهم البيوت بطريقة وحشية لا تخلو من الضرب والشتم وتجاوز
حرمات النساء، وفي ما بعد تجري عملية مساومة لذوي المعتقل على مبالغ مالية كبيرة
مقابل إطلاق سراحه، ولا يجرؤ أحد مهما علا شأنه أن يعترض أو ينتقد هذه الاجراءات
الانتقامية لأنه سيلاقي المصير نفسه”.
وبينت الصحيفة ووفقا لمصادر محلية أن “ناحية المشاهدة، التابعة للطارمية،
باتت مكاناً مرعباً بالنسبة لسكانها لتزايد أعمال التطهير العرقي والطائفي واستهداف
مكون معين، يمثل الأغلبية الساحقة في تلك المناطق وذلك عبر سياسة أفرغت الناحية من
الرجال والشبان الذين اضطروا للنزوح خوفاً من الخطف أو الاعتقال، حيث تتم عمليات
الاختطاف العشوائية على يد قوّات مسلّحة يرتدي أفرادها ملابس وأقنعة سوداء لايعرفون
لأي جهة تتبع وتمر من خلال ثكنات وحواجز الجيش المتمركزة في البلدة، دون أي تدخل
لمعنها من الدخول”.
الاثنين ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٩هـ - الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١٧ م