في ظل انشغال ساسة العراق بالتحضير لخوض انتخاباتهم المقبلة التي تحقق لهم في كل
دورة مايسعون الى تحقيقه من مكاسب مالية وسياسية ، تشكو الموصل المنكوبة الدمار
والخراب، رغم مرور اشهر طويلة على انتهاء العمليات العسكرية التي حولتها الى ركام ،
فضلا عن الاف جثث المدنيين المتفسخة تحت انقاض المباني المدمرة التي لم تجد من
يخرجها ، ماينذر بكارثة انسانية كبيرة تواجه سكان المدينة من انتشار للامراض
والاوبئة ، لتبقى الموصل الحدباء في وضع مزر وصعب ، بسبب الاهمال الحكومي المتعمد
لها ، حيث كشفت مصادر محلية استخراج نحو 40 جثة جديدة من تحت المباني المدمرة في
الموصل ، لتسجل دليلا جديدا على وحشية ماتعرضت له المدينة وسكانها .
وبينت المصادر في تصريحها ان ” فرق الدفاع المدني تمكنت من انتشال 3٩ جثة
معظمهم نساء وأطفال من احدى مناطق الجانب الأيمن غربي مدينة الموصل” , مبينة ان
“هناك الأف الجثث الاخرى تحت ركام المدينة القديمة، فيما تعمل فرق الدفاع المدني
على انتشالها في الايام القادمة “.
واوضحت المصادر ان ” فرق الدفاع المدني في الموصل تواصل عملها الدؤوب رغم عدم
صرف رواتب ومستحقات العاملين منذ ، اضافة الى عدم توفر الاليات المناسبة لمواصلة
عمليات الحفر والبحث على جثث المدنيين التي تفسخت بسبب مرور فترة زمنية طويلة عليها
“.
وكانت عضو البرلمان عن محافظة نينوى ” فرح السرّاج “، قد اكدت في حديث صحفي ،
أنّ أربعة آلاف جثة ما زالت تحت الأنقاض في مدينة الموصل القديمة، لم يتم حتى الآن
إخراجها ، مبينة أنّ الحكومة لم تقم بإزالة الأنقاض والتراكمات في المدينة التي
تعرضت لدمار كبير ، وأن المدينة تعيش واقعا مأساويا، لاسيما المدينة القديمة التي
يبلغ عدد سكانها نحو 700 ألف نسمة ، و أنّ نحو 20 بالمائة فقط عادوا إلى مناطقهم في
عموم الموصل، وأنّ أغلب المواطنين لا يستطيعون العودة بسبب عدم إمكانيتهم، وإنّ
منازلهم تحتاج إلى إصلاح وترميم.
بدوره، قال عضو المجلس المحلي لحي التنك في الموصل “محمود البجاري” بتصريح
صحفي اخر إنّ الأهالي يائسون من عودتهم إلى مناطقهم، فالحكومة لم تخصص أي مبالغ
لإعمار تلك المناطق التي تحولت إلى ركام ، داعيا الحكومة إلى النظر بجدية في أزمة
النزوح، والعمل على عودتهم، ووضعها ضمن أولوياتها.
الثلاثاء ٢٢ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م