شبكة ذي قار
عـاجـل










تناقلت وكالات الانباء اخبارا عن اجتماعات ومداولات تجري في السر والعلن حول وضع حلول للقضية العراقية في ما يسمى " مرحلة ما بعد داعش "

وبهذا الصدد ادلى الدكتور عبد الكاظم العبودي تصريحا لموقع الجبهة الوطنية العراقية في اجابات له عن موقف الجبهة من مجمل التحركات السياسية الجارية في العراق وخارجه، وخاصة بما يتسرب من تصريحات واحاديث متداولة حول اجتماعات تنسب لجماعات وشخصيات عراقية تنشط منذ أشهر في اجتماعات ماروتونية في تركيا واربيل وعمان وبغداد، تمهيدا لعقد مؤتمرات ستنظم في منتصف شهر تموز القادم ببغداد واربيل.

اجاب الدكتور العبودي :
لا يعنينا أمر مثل هذه الانشطة، لكونها لم تخرج عن دائرة الارتباط برحم ومشيمة تلك العملية السياسية الفاشلة ، التي جرت الويلات على شعبنا ، تلك العملية السياسية التي دخلت تماما في نفق مظلم وازمة وهي في حالة الغيبوبة، ولن ينقذها الانعاش السياسي من بعض الاطراف التي تحاول استغلال حالة الفراغ القائمة، وسعيها من اجل الاستفادة من حالة تزاحم وصراع الارادات المحلية والدولية حول التشبث بابقاء العراق مرتهنا بالاحتلال وسيادة النفوذ الفارسي الصفوي، ما بعد داعش.

ان محاولات دخول مجموعات معينة من التكتلات الطائفية وبعض الشخصيات ممن كانوا ينسبون انفسهم للمعارضة الشكلية، رغم تواجد الكثير منهم داخل سلطات وحكومات الاحتلال على مدى اربعة عشر عاما، او بمن سيلتحق بهم لاحقا ، هم في واقع الحال، ليسوا كذلك ، واحتسابهم على المعارضة هو محاولة تضليلية، كذر الرماد في العيون ، لكونهم في غالبيتهم قد عملوا، ومنهم، لا زالوا يعملون ضمن تلك العملية السياسية المنهارة، إن لم يكونوا من مكوناتها وبطانتها الانتهازية المعروفة، وقد خبرهم شعبنا في منعطفات حادة وقاسية من نضاله .

وحول موقف الجبهة الوطنية العراقية : اشار الدكتور عبد الكاظم العبودي :
ان هذا الموقف واضح وثابت، وقد زكت الايام مدى صلابته وصدقه وتفانيه من اجل انقاذ العراق والحفاظ على وحدته ومستقبل اجياله، لهذا نصارح شعبنا ، وفي هذا الظرف العصيب : إن تلك الواجهات والتكتلات السياسوية التي تصر على ان تحمل عناوين طائفية ، لا يهمها مستقبل العراق ، بقدر حرصها على حفظ مصالحها وامتيازاتها التي اكتسبتها خلال سنوات الغزو والاحتلال، وخاصة تلك القوى والاشخاص الذين جروا الخراب والاخطارعلى وحدة العراق، وما يجري اليوم أمامنا من مشاهد، حمى تسابق غير مسبوقة، لتكوين وتشكيل وتسجيل المزيد من امثال تلك الكتل والمكونات السياسية القديمة والجديدة للحصول على الاعتماد الرسمي للنشاط السياسي لها بموافقة عش الفساد السياسي المتمثل في المفوضية العليا للانتخابات.

ويرى الدكتور العبودي ان ما يجري ويطرح بصيغ مبهمة ومشبوهة الا محاولات تضليل سياسي تعبر عنه مواقف البعض، وهم يحاولون استباق ما ستفرزه مرحلة ما بعد داعش،خاصة ،ان هناك تسارع ملفت للنظر لعدد من الاجتماعات تمت في عواصم ومدن مختلفة ، برعاية وتدخل وتمويل قوى اجنبية ومصالح دول اقليمية، بما فيها ايران ، ومشاريعها المعلنة، لم تضف شيئا ملموسا وجادا لخلاص الشعب العراقي من محنته ومأ ساته ، ولا تمهد الارضية السليمة للحل الوطني المطلوب ولازمة العراق المستعصية، والتي تتعمق يوما بعد يوم، وخصوصا بعد فشل كل طروحاتهم ومشاريعهم حول، المصالحة الوطنية، وفق منظورهم الطائفي والتحاصصي، سواء تلك التي طرحت من قبل الحكومة القائمة أو من قبل بعض معارضتها، الشكلانية، في ما يسمى مشاريع "المصالحة المجتمعية" تارة او " التسوية الوطنية" تارة اخرى وغيرها من المسميات، التي تم الاجهاز عليها حتى قبل ان تطرح بشكل واضح وسليم .

ان ما يجري من مؤتمرات في اسطنبول واربيل وبغداد ،هي حالة دوامة دوران حول الازمة والكارثة، التي خلقها وعمقها الاحتلال والتدخل الايراني الفض بشؤون العراق.
ويرى الدكتور العبودي : ان التشبث بمثل هذه التحالفات وطرح المشاريع الطائفية والجهوية ، بمختلف مسمياتها انما هي محاولات مكتوب لها الفشل، طالما انها تأتي كاستجابات ظرفية لشروط واملاءات محلية واجنبية واقليمية عبرت في مجمل مضامينها عن حالة التفاف صريح وواضح وبالتضاد مع ارادة ومصالح شعبنا العراقي وقواه الوطنية الفاعلة ، وان ما يجري اليوم ما هي الا محاولات استباقية ،مشبوهة النوايا والاغراض والاهداف، تسعى في جوهرها الى قطع الطريق على اي حل وطني شامل ينهي مأساة العراق ويحفظ وحدته .

وبصدد موقف الجبهة الوطنية العراقية من هذه التحركات والاجتماعات وبدائلها كما تتصورها الجبهة الوطنية العراقية ، اضاف الدكتور عبد الكاظم العبودي :
الى رفض الجبهة لكل مشروع طائفي يكرس تقسيم العراق ويرتضي الخضوع للخارج، وخلص الى استنكاره وعدم السكوت عن قضية دخول البعض في المرحلة السياسية التالية التي تطبخ في مخابر الارادات الدولية المتصارعة، وما يجري الاعداد له شكل لا يختلف عما بدأه الاحتلال في المربع الاول ، وما استعداد البعض في الدخول لتلك العملية السياسية المشبوهة انما هو تمديد لحالة انعاش لسابقتها الميتة ،في ما "بعد مرحلة داعش" ، ولمثل هذا السلوك غير المسؤول والمغامر بمصير العراق فان الجبهة الوطنية بكافة قواها السياسية والاجتماعية سترفضه .

وحول الحل المطلوب لمواجهة وضع العراق مستقبلا ، اضاف الدكتور العبودي : من المؤكد ان موقف كافة القوى والشخصيات المؤتلفة في الجبهة الوطنية العراقية منسجم وثابت وواضح إزاء كل نشاط متلبس بالشعارات الطائفية والادعاء بتمثيل ما يسمى " المحافظات المحررة من داعش" ، في حين تترك بقية المحافظات العراقية لقمة سائغة للقمع والتطهير الديمغرافي والقمع المليشياوي الصفوي، ومحاولات تخطيط الكانتونات الطائفية والاثنية.

وفي رأي الامين العام للجبهة الوطنية العراقية : إن كل مشاكل العراق والعراقيين متماثلة في انعدام الحريات وسيادة القمع واستفحال الفساد وانعدام الامن والفوضى وغياب حالة الدولة والقانون التي تفتعلها المليشيات والعصابات المسلحة المنفلته تماما عن السيطرة والنظام، لهذا فان اي استعداد من اي طرف كان قبول هذه الحالة و الخضوع طواعية لها والعودة الى دخول العملية السياسية ، انما هي ادارة الظهر لحقوق شعب للعراق ومنح التزكية السياسية لعملاء الاحتلال .

واضاف الدكتور العبودي في ختام تصريحه : لا بد من التصدي لمثل هذه النشاطات المشبوهة وفضحها على كل المستويات الوطنية والدولية، ودعى كل القوى الوطنية العراقية الحقيقية والشريفة الحريصة على مستقبل العراق الى تجاوز خلافاتها، والشروع في الحوار بجدية من اجل تمثيل كل الشعب العراقي بكل فئاته ، من دون الانغماس في اوهام المشاريع الجهوية والطائفية التي جربها الجميع وقادت العراق والمنطقة الى الكارثة الماثلة امام الجميع.

كما ثمن الامين العام للجبهة الوطنية العراقية ، الجهد الوطني الكبير المنجز في البرنامج السياسي للجبهة الوطنية العراقية ، والذي يتضمن عناصر الحل والأمل المنشود ،وكذلك ثمن المشروع الوطني للحل الشامل لقضية العراق الذي طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي، وفق محاوره الأربعة ، ويرى فيه بجانب البرنامج السياسي للجبهة طريقا عمليا وواقعيا للحل السياسي المنشود .

واضاف الدكتور العبودي ان الامانة العامة للجبهة الوطنية العراقية ومكتبها التنفيذي في حالة اجتماع دائم لمتابعة المستجدات السياسية الجارية في العراق، وان الجبهة في حالة تشاور وحوار مستمر مع العديد من القوى والشخصيات الوطنية العراقية داخل تحالفها الجبهوي وخارجه وستجيب في القريب العاجل بالرد المطلوب والمنتظر على كافة التساؤلات المطروحة وعلى كل المستويات.

٢٢ / حـزيران / ٢٠١٧ 





الجمعة ٢٨ رمضــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة