الصراع على أشده بين نائب رئيس الجمهورية “نوري المالكي” الذي يطمح في العودة إلى
سدة الحكم ، ورئيس الوزراء “حيدر العبادي” الذي يطمع في ولاية ثانية ، حيث يسعى
المالكي بشتى الطرق للإطاحة بالعبادي ، وفي هذا الصدد ، يواصل المالكي، مفاوضاته
السياسية لشقّ حلفاء العبادي عنه، إذ يوشك على سحب ميليشيات “الحشد الشعبي” من
تحالفها مع الأخير، وسط محاولات مستمرة من الطرفين لكسبها ، بحسب ما أفادت صحيفة
العربي الجديد.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن “مسؤول مطلع أكد أن المالكي يواصل اجتماعات
سرية منذ ليلة أمس مع أغلب قيادات الحشد الشعبي ، مقدماً لها عروضًا مغرية لأجل شق
تحالفها مع العبادي”.
وأوضحت الصحيفة أنّ “العروض والمساومات تجري على مناصب سيادية في الحكومة
المقبلة، والحشد ستكون لها حصة الأسد فيها ، بحسب المسؤول ، الذي بين أنّ المالكي
استطاع أن يقنع عددًا من فصائل الحشد، ومن بينها قائد مليشيا بدر “هادي العامري” ،
بالانسحاب من تحالف العبادي”.
وأكدت الصحيفة أنّ “المسؤول لفت إلى أن المالكي لا يريد انسحابًا تدريجيًا
لفصائل الحشد ، بل يريد أن يكون الانسحاب كاملًا، دفعة واحدة، وأن يكون إعلان
الانسحاب هو عدم القبول بسياسة العبادي، وبأنّه يحاول الانفراد بالسلطة، وأن تحالفه
يضم فاسدين ، مشيرا إلى أنّ إعلان الانسحاب الرسمي مسألة وقت فقط”.
وتابعت الصحيفة أنه “في المقابل فإنّ العبادي بدوره يجري حاليًا اتصالات مع
قادة الحشد، لثنيهم عن ذلك، محاولًا تقديم العروض لهم، لإبقائهم ضمن تحالفه ،
مرجحًا رفضهم لتلك العروض.
وأضافت الصحيفة أن “القيادي في مليشيا الحشد “كريم النوري” بدوره قال إنّ
هناك انسحابًا لبعض فصائل الحشد من ائتلاف نصر العراق ، ولم يبين أسماء الفصائل
التي انسحبت حتى الآن”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ “نوري أشار إلى أن أسباب انسحاب تلك الفصائل تعود إلى
انضمام أشخاص غير مرغوب فيهم إلى هذا الائتلاف، وما يجعل الأمور تجري لغير صالحه”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الصراع السياسي بين العبادي والمالكي على الفوز
بتحالف أقوى لخوض الانتخابات يستمر ، بينما تعدّ مليشيات الحشد بيضة القبان في هذا
الصراع، إذ يحاول الطرفان كسبها وتقديم مغريات لها”.
وكان العبادي قد توصل أمس الأحد، إلى اتفاق مع مليشيات الحشد الشعبي ،
وحليفها الفتح ، بزعامة “هادي العامري” ، للانضمام إلى تحالف واحد تحت مسمى تحالف
نصر العراق.
الاثنين ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ١٥ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م