صحيفة الاندبندنت البريطانية ، اماطت اللثام في تقرير جديد صدر عنها ، اليوم الاحد
، ان حكومات الاحتلال المتعاقبة في العراق وعلى مدار 15 عاما ، تحجّجت بالإرهاب
لسرقة واردات العراق ، مبينة ان العراقيين أكثر حذراً الآن من أي فترة سابقة شهدت
تسلط قيادة كانت بمثابة شبه دولة في إدارتها.
وقالت الصحيفة في تقريرها ان ” العراقيين يختلفون في ما بينهم حول أشياء
كثيرة ولكن هناك نقطة واحدة يتفقون عليها وهي اعتقادهم بأنهم يعيشون في أكثر
البلدان فساداً في العالم”.
واوضحت ان “العراقيين يعتبرون أنفسهم ضحايا حكومات مهووسة بالسرقة حيث اختفت
مئات المليارات من الدولارات خلال الـ 15 سنة الماضية في جيوب النخبة الحاكمة،
بينما يعاني كل فرد في المجتمع من شح ونقص في كل شيء من انعدام فرص العمل وأزمة
السكن وقلة توفير المياه والكهرباء ” بحسب الصحيفة .
ولفتت الى ان ” نسبة العزوف عن التصويت في الانتخابات الاخيرة التي انخفضت
الى 44.5% تشير إلى أن الكثير من المواطنين على قناعة بأنه لن يكون هناك قدر كافٍ
من التغيير مهما تكن التركيبة التي ستكون عليها الحكومة القادمة، التي ماتزال تسير
بخطى الحلزون في مفاوضات ترقيعية بين الأحزاب “.
ونقلت الصحيفة عن مراسلها الذي زار العراق مؤخراً قوله “من المستحيل أن تكون
هناك مبالغة في وصف الإحباط الذي يعيشه العراقيون الذين يدركون بأنهم يعيشون في بلد
غني بإمكاناته ويعتبر ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، ولكنهم يرون ثروتهم وهي
تسرق أمام أعينهم سنة بعد أخرى” بحسب الصحفية .
وتساءلت الصحيفة “كيف كانت الحكومات العراقية المتعاقبة تفلت بسرقات ضخمة منذ
فترة طويلة؟ “، لافتة الى انه” على مدى سنوات عمدت الحكومات على تحويل الانتباه
بعيداً عن سرقاتهم لموارد نفط العراق بادعائها أن الحرب ضد الارهاب هو شغلها
الشاغل، ولكن بعد سنة من تحقيق “النصر” المعلن ، لم يعد هناك عذر ومبرر يستندون
إليه، ولهذا فإنّ العراقيين أكثر حذراً الآن من أي فترة سابقة شهدت تسلط قيادة
طفيلية فاشلة كانت بمثابة شبه دولة في إدارتها” ، وفقاً للصحيفة .
الاحد ٢٤ شــوال ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٨ / تمــوز / ٢٠١٨ م