بين تحكّم التجار وفقدان الحكومة العراقية السيطرة على أسعار المستلزمات
المدرسية، يتكرر المشهد سنوياً في العراق، والضحية عادة هم أولياء الأمور أو الطالب
نفسه.
فبعد الإحتلال الأميركي للعراق توقّف الدعم الحكومي للطلاب الذي كان يشمل سابقاً
الزي المدرسي والكتب والدفاتر والقرطاسية من أقلام وأصباغ وأدوات الشرح الأخرى التي
كانت كلها مجاناً، أما بالنسبة لطلاب الجامعات فكان الزي الموحد يوزع مجاناً على
الجميع.
وتغير الحال وأصبحت العائلة مسؤولة عن كل ما يتعلق بالتحضيرات اللازمة للعام
الدراسي، وأضيفت لها الرسوم المالية على الكتب التي يحتاجها الطالب وتعتبر مناهج
التعليم السنوية.
وقبيل بدء العام الدراسي في العراق تزدحم المكتبات وأسواق بيع المستلزمات
المدرسية والقرطاسية، ومتاجر الملابس والخياطين، وتتكرر شكوى العراقيين من الأسعار
غير المعقولة، ومما يسمونه ابتزازاً واضحاً لهم مع تغاضي الحكومة عن ذلك.
ويبيّن مثنى فوزي البلداوي (45 عاماً)، إن إرتفاع أسعار القرطاسية صار ملازماً
لبداية كل موسم دراسي، ويبدأ الارتفاع من زيادة طفيفة وضعتها الدولة، نتيجة كلفة
التعريفة الجمركية ورسوم الحدود المسيطر عليها من قبل فئات لا نستطيع التحدث عنها.
ويتابع البلداوي، مجانية التعليم لم تعد مثلما كانت لأنها لا تشمل القرطاسية،
وبعبارة أصح هي شبه معدومة ويمكن حصرها بنسبة 10 إلى 20 في المائة توزعها وزارة
التربية على الطلاب، ولذلك تعتمد العائلة العراقية على شراء القرطاسية والمستلزمات
الأخرى، وهذا تقصير من وزارة التربية التي تعلن مجانية التعليم”.
ويعلل إبراهيم يحيى (30 عاماً) الأسباب، وهو تاجر عراقي، إن أسباب ارتفاع أسعار
القرطاسية والمستلزمات الدراسية يعود بالأساس إلى عدم وجود المنتج الوطني واعتماد
العراق كلياً على الاستيراد، إضافة إلى فوضوية رأس المال، فهناك المال السياسي
وغسيل الأموال، إذ هنالك تجارة وأموال تضخ في السوق ولا نعرف مصادرها، يضاف إلى ما
سبق ارتفاع أسعار العقارات، فنحن التجار نشتري أو نستأجر محال أو مخازن، ومع كل هذه
الأسباب تم رفع سعر التعريفة الجمركية، وكل ذلك يقف وراء زيادة الأسعار.
ويعزو نبيل الرئيس (55 عاما)، وهو تاجر مستلزمات دراسية، الأسباب، إن قراراً صدر
برفع زيادة الأسعار الجمركية، لذا تهيأ التجار المستوردون لهذا الأمر وزادوا
الأسعار بمقدار معين، وكذلك فعل أصحاب المحال، والمستهلك في العراق اليوم يعاني
أصلاً من انخفاض مستوى دخله، لذلك تراه يريد الشراء بنفس سعر الموسم الماضي، وهذا
صعب جداً علينا، ويسبب لنا خسائر كبيرة لنا كتجار وسطاء بين المستورد والمواطن
المستهلك.
|