أظهرت ثورة تشرين مدى تكاتف المجتمع العراقي والاواصر الوطنية التي يرتبط بها ابناء البلد الواحد.
وعلى الرغم من المحاولات الكبيرة التي بذلتها حكومات الاحتلال الأمريكي المتعاقبة لتفكيك النسيج الاجتماعي وتمزيق وحدة الصف إلا أن العراقيين أفشلوا جميع هذه المحاولات.
وما ثورة تشرين إلا بمثابة المسمار الأخير في نعش الطائفية المقيتة التي زرعتها أحزاب السلطة لتعتاش عليها وتُبقى نفوذها داخل العراق وتُنفذ اجندات من يدعمها من دول الخارج.
ومرة أُخرى يثبت ابناء الأنبار وقوفهم مع تظاهرات بغداد والمحافظات الجنوبية رغم ما تُعاني منهُ هذه المحافظة من التضييق الأمني والاعتقالات التعسفية تجاه ابناءها. وجاء في بيان عشائر محافظة الأنبار الذي اطلعت “وكالة يقين” على نسخة منه، أنهم كانوا وما يزالون يقفون مع قضايا العراق، وأن المحافظة تُقدم الغالي والنفيس دفاعًا عن أرضه واستقلاله وكرامته؛ وأنها تؤيد المنتفضين في ساحة التحرير وكل ميادين التظاهرات في المحافظات العراقية، وتتضامن معهم، وفي طليعتهم الشباب العراقي الذي يبذل دمه وروحه ويُصر على استعادة وطنه صابرًا مرابطًا بوجه قسوة الظروف الصعبة والاستهداف المباشر من الأجهزة الأمنية الحكومية وميليشيات الأحزاب؛ من أجل العراق وشعبه الذي يعاني منذ ستة عشر عاماً مآس فضيعة ومستمرة.
وأكد بيان العشائر التأييد الكامل لمطالب المنتفضين المشروعة، في حل الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية عراقية تحافظ على وحدة العراق وسيادته، وتصون استقلاله ويكون للشباب دور بارز فيها، تمهيدًا لمرحلة سياسية جديدة في العراق أساسها العدل والحرية والمساواة، ونبذ الطائفية والمحاصصة والعنف والإرهاب.
واضاف البيان أن عشائر الأنبار تؤكد لعشائر الجنوب والفرات الأوسط وجميع المنتفضين في ساحات العراق؛ أننا معكم ورهن إشارتكم وسندكم.
وحذر البيان من يريد بالعراق سوءًا من استهداف عشائرنا في جنوب العراق أو شبابنا المنتفض في ساحة التحرير في بغداد؛ لأن ذلك يعد تعديًا علينا وعلى جميع العراقيين.
وذكر بيان العشائر : “نحيي أختنا بنت الناصرية الحرة الأبية التي ( انتخت ) بعشائر الأنبار، ونقول لها : إن أهل الأنبار لن يتخلوا عن نصرتك ولا عن نصرة حرائر العراق المعتقلات في سجون الحكومة وفي مخيمات النزوح؛ فمصابكم مصابنا، وبوحدتنا سيعود العراق لشعبه قريبًا”.
وختم شيوخ العشائر بيانهم، أن عشائر الانبار تضع نفسها تحت رهن اللجنة المنظمة لتظاهرات الثورة، وانها تتفق تمام الاتفاق مع بياناتها وتصريحاتها الصحفية المعبرة عن رؤيتها السياسية الصائبة. |