على الرغم من مشاركة واسعة للميليشيات المتحالفة مع إيران في المسيرات المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من العراق وسط اتهامات من المحتجين للتيار الصدري بمحاولة كسب الدعم الإيراني في وقت يدعو فيه مقتدى الصدر للتريث في مواجهة الجيش الأميركي.
بينما يسعى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى مسك العصا من الوسط بكسب ود إيران وعدم إغضاب مناوئيها، فيما يطالب بمقاومة الفساد ومواجهة الفاسدين في محاولة لكسب ود المحتجين.
ولكن الصدر حاليا يدعو إلى استيعاب المليشيات في القوات الأمنية، وهي خطوة ربما لا تقبل بها إيران التي تبدو أيضا منزعجة من محاولات الصدر التقرب من السعودية والإمارات.
من جهته قال المحلل السياسي “شاهو قره داغي” أن ورقة الصدر، التي احتفظت بها إيران لوقت طويل، قد احترقت تماما”، مبينا إنه “لم يعد من الممكن خداع الشارع مرة أخرى”.
وأضاف قره داغي، أن “العراقيين باتوا يعرفون الآن أن الصدر هو ذراع من أذرع إيران التي يزورها باستمرار تحت مسوغات مثل الاعتكاف أو التعليم”.
وانسحب أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من ساحات التظاهر في بغداد ومدن جنوب ووسط العراق، فيما نفّذت القوات العراقية هجمات على عدّة ساحات في بغداد والبصرة، واقتحمتها وأحرقت خيام المعتصمين واعتقلت عدداً كبيراً منهم.
واقتحمت قوات الأمن العراقية، ممثلة بقوات الجيش العراقي وقوات مكافحة الشغب مع سيارات مدرعة وقوات كبيرة مدججة بالسلاح، ساحات الخلاني والطيران وقرطبة وجسر السنك وساحة الكيلاني.
ونفّذت عمليات حرق واسعة في خيام المعتصمين، واعتقلت ناشطين واعتدت بالضرب على آخرين، بينما استطاع عشرات الآخرين الفرار عبر أزقة ضيقة، تاركين خلفهم نيراناً تشتعل في الخيام وجرافات كبيرة باشرت عملية رفع حواجز أقامها المعتصمون منذ أشهر لحمايتهم من قنابل الغاز.