شبكة ذي قار
عـاجـل










بارك الله برفاق السلاح والكلمة المناضلة الذين يؤمنون  بان الوقت قد حان لمناقشة هذا الموضوع المهم ووضع الكثير من النقاط على حروف قد تساهم بإيضاح الكثير من المفاهيم ورسم إستراتيجية المرحلة الحساسة القادمة .

 

لعل من الأنسب أن نعترف صراحة وبدون تردد أن المقاومة العراقية ولدت وسط حقول من الألغام المتعددة والمختلفة التأثير وآليات العمل  ..

 

ومن أخطر الألغام التي أحاطت ولاتزال تحيط بالمقاومة هي الإختلاف في المناشيء والرؤى والأهداف والدوافع والوسائل والإنتماءات المتعددة حتى أصبح الحديث عن توحيد المقاومة حالة نظرية صعبة المنال ومستحيلة التحقيق  ..

 

لذلك فالصعوبة ليست في مطالبة المقاومة العراقية (بأمور وتحميلها مالاتحتمل ) ولكن المشكلة تكمن في أن هنالك فصائل وجبهات في المقاومة العراقية اليوم يمكنها أن تتحمل هذه المطالب ويمكن تحميلها بما لايمكن ان يتحمله غيرها من الفصائل والتشكيلات! ..

 

ولو آمنا بصدق بان (كل المقاومين العراقيين بمختلف إنتماءاتهم وفصائلهم وتشكيلاتهم وجبهاتهم هم أسود) ، فلماذا لاينتخب هؤلاء الأسود  من بينهم قائدا؟ ..

وإذا كان هنالك  خمسة قادة فلماذا لا يشكلوا مجلسا واحدا للدفاع وللقتال والتصدي؟ .. ليقوم هذا المجلس بوضع خطة التعرض على مدار الساعة من شروق الشمس الى غروبها وفي ليل العراق الطويل بوجود القمر أو بالظلام الدامس .

والمقاوم الحقيقي لايعيبه أن يقوده مقاوم مثله  .. ولكن يعيبه من يدعي شرعية قيادته وهو خارج الميدان .. ومن يدعم المقاومة (بأي نوع من انواع الدعم) لايحتاج بل ولايطلب أن يعرفه أحد ليس خوفا بل تعففا من أن يحتسب مع المزايدين.

 

وما حققته المقاومة العراقية من إنتصارات بإعتراف المحتل الأمريكي وممثليه في السلطة لايجوز أن يُنسب لجهة معينة أو فصيل محدد مهما بلغ من قوة وبأس وتأريخ كفاحي ومقاوم بل يجب أن يُحسب لكل المقاومين والفصائل والتشكيلات مهما كان صغرها وتباين تأثيراتها وبالمحصلة يكون الفضل الأساسي للشعب الحاضن وهو صاحب الحق في الحكم والتقييم ..

 

ومشكلتنا الكبيرة اليوم ليس في ميدان المواجهة والقتال والتصدي اليومي فقط بل في الحديث عن هذه التشكيلات وهي أن الكبير فينا يتجاهل الآخرين لصغرهم! .. والصغير فينا يزاحم الكبير في حقه ! .. وينسى الطرفان إن الكون يعتمد في إستقراره على كواكب يصل كبرها ملايين المرات بقدر الأرض ولكن الأرض وهذه الكواكب وتلك التي هي أصغر من الأرض هي سر ديمومة إستقرار الكون لكونها تعمل ضمن منظومة واحدة ! .. فكما أن للكبير دور فللصغير أيضا وهنا يكمن سر الديمومة  ..

 

إن إصابة القناص للهدف بدقة شهادة له من الجميع ..  بفضله ودقته وشجاعته وتفانيه وإنجازه ولكن ليس كل الفضل يعود اليه لأن هنالك من دربه وسانده وشجعه ومن تبرع من لقمة عيشه هو وأطفاله ليشتري  له الطلقة والبندقية .

 

أما الذي يتندر اليوم (وحتى لمن هو في ساحات الوغى ولهيبها) بانه صاحب الفضل الأول والأخير في نشأة وتنامي قدرات وإنتصار المقاومة العراقية فهو كلاعب كرة القدم الموهوب والأساسي الذي لايعترف بكل أعضاء الفريق الذي يلعب معه وبأسمه ويستمر بإصرار وتعنت بأن ينسب الفوز له أما الخسارة فيتحملها باقي أعضاء الفريق!  ..

فكيف بمن ينسب لنفسه حقا ونصرا وهو لم يشارك فيه أو يعيش ميدانه ؟ ..

 

وفي المقاومة ليس هنالك أعلى وأدنى بل هنالك أمضى وأقل فعلا  .. ويعود السبب في هذا التصنيف الى لغم الفرقة وعدم توحيد المقاومة  ..  وما دامت هذه الفرقة موجودة ويجري تغذيتها ، سيبقى إحتمال أن نختلف على كل شيء ما دمنا نتحرك فجر كل يوم لتنفيذ خطط عديدة وليس خطة واحدة متعددة المحاور وبتوجيه واحد.

 

ولمن يستند إلى الأوهام والتمنيات أو يلجأ إلى التركيب الخاطئ لبعض المقدمات ثم يستنتج ما تهوى النفوس بعيداً عن النتائج المنطقية القائمة على إعتماد مقدمات صحيحة وخاصة بوجود حقيقة قرب زمان انطلاق المقاومة العراقية والذي يجعل الجميع على دراية بحقائق الأمور يتوجب أن يقال له:

 

لايوجد اليوم على الأرض العراقية مثابة أو شجرة .. نهر او جبل  .. وادي أو طريق ترابي  .. مدينة او قرية لاتعرف هذه الطلقة إنطلقت من أي بندقية وهذه الضربة جاءت من أي فصيل وتتمنى أن ياتي اليوم الذي تتوحد فيه البنادق للتوحد بعدها كل البرامج والقلوب.

 

ولمن يسأل: هل غاب عن ( هؤلاء أنهم يعاندون الحقيقة؟ وهل ينسون أن مآل منهجهم هذا هو صناعة أعداء لهم بلا مبرر معقول؟) ..  نقول:

 

العراق أكبر منا جميعا وما تحقق لحد هذا اليوم على يد المقاومين كان يمكن أن يتضاعف ويصبح أشد بأسا وتطورا وحضورا ليقلب كل المشاريع والمخططات لو أننا وضعنا العراق وضمائرنا وتأريخنا نصب حدقة العين لنسكت أو نتكلم ونقاتل عندما يتوجب خدمة للعراق، وأن لاننسى فضل الذين سبقونا خطوة وطلقة وموقف وكلمة ومعاناة وأذى وقتل وتشريد ومطاردة وملاحقة وأن نتذكر دائما أن العدو موجود في كل مكان وزمان حولنا يتربص بنا مزيدا من الفرقة والإختلاف.

 

أما الذين لازالوا يتبنون سياسة : (إدعي ثم إدعي حتى يصدقك الناس .. عليها ساروا في عملهم السياسي منذ سنين، وبهذه السياسة حققوا بعض المكاسب الدنيوية، أما الحديث عن الأخلاق والخشية من العقاب الأخروي فهي لغة لا يفقهها هؤلاء)، فإن شعبنا بكل قواه يعرفهم جيدا وسيأتي اليوم الذي يحاسبهم فيه ويتحمل كل المقاومين مسؤولية التصدي لهذه الزمر الدخيلة التي أساءت بالأمس للفعل المقاوم واليوم تستعد لتلبس بدلة التمثيل والحديث بإسمه ،

 

فهؤلاء كانوا ولازالوا أكثر أذى من العدو الواضح والمرئي وهم يخططون ليسحبوا كل البنادق والمواقف ويحطموا كل القيم والمباديء ويصطفوا في النهاية مع خنادق الأعداء بعد كل هذا الغزل والتهيئة والإعداد.





الاحد٠١ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور محمود عزام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة