شبكة ذي قار
عـاجـل











الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية : النصر آت لا محال
الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية : المقاومة العراقية بدأت عملياً منذ السابع عشر الثلاثين من تموز 1968

 

 

ليس شيئاً هيناً أن يتهدد المشروع الذي بذل الثوار جهدهم ونذروا حياتهم من أجله بعد أن خاضوا غمار النضال سنوات وسنوات، حتى أينعت اللحظة والزمن، من أجل الشروع بتطبيقه والمضي قدماً في إرساء دعائمه ومن ثم قطف ثماره سعادة ورقياً وتطوراً ونهضة شاملة تنعكس على مصالح الشعب، الذي هو الغاية التي يرتجيها الثوار البناة.

 


ولم يكن أثقل على الثوار وطأة أن يصطدموا أو يفاجأوا في اللحظات التاريخية أن مشروعهم، الذي شرعوا به من أجل المستقبل، يُمكن أن يتعرض في لحظات حاسمات إلى النكوص والتراجع، بل تعرض الحركة الثورية ومسيرة الشعب برمتها إلى خسارة فادحة، هي خسارة للزمن، مثلما هي خسارة لفرصة، يمكن في حال تحققها، أن تفتح جميع الأبواب من أجل المستقبل الناهض.



لقد كان هذا اختبار صعب واجهه الثوار الذين حققوا التغيير في السابع عشر من تموز، فاختاروا بحنكة وحكمة أن يستوعبوا المستجدات الطارئة، المتمثلة بمن حاولوا الاندساس لتغيير مسارات الثورة وتطلعاتها، ومن ثم السطو عليها، وما هي إلا أيام معدودات حتى كانت الثورة وقيادتها الشجاعة تتخلص في عملية فنية ممن حاول السطو على الثورة عن طريق هذا الجيب الطارئ الذي تسلل إليها في عتمة الليل في محاولة منه لحرفها عن مسارها الجماهيري الحقيقي.



أيها العراقيون الأباة
ومنذ الثلاثين من تموز 1968، تصاعدت وتيرة التغيير الثوري بصيغة انجازات عادت بإيجابياتها على الشعب العراقي الكريم وقواه الوطنية.. فكان إطلاق سراح السجناء والمعتقلين السياسيين وإعادتهم إلى وظائفهم بعد احتساب سنوات الاعتقال والسجن خدمة وظيفية، وغيرها من القرارات التي طوّت من خلالها الثورة صفحة الاحتراب والاقتتال بين القوى السياسية التي لم تكن مسؤولة عنها في سابق السنوات، وصولاً إلى إعلان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية.. وعلى وفق هذا التوجه قدمت قيادة الثورة رؤيتها الإنسانية العميقة لحل المسألة الكردية وتلبية مطامح شعبنا الكردي في الحكم الذاتي والحقوق القومية المشروعة، وإقرار الحقوق الثقافية للأقليات الدينية والعرقية الأخرى.



وعلى ذات السياق تم إصدار قانون الإصلاح الزراعي (117) لسنة 1970، وقانون العمل والضمان الاجتماعي (151) لسنة 1970، وقوانين الأسرة والمرأة، والاستثمار الوطني للكبريت وبقية الثروات، والدخول في مفاوضات صعبة وحاسمة مع شركات النفط الاحتكارية والتي كانت تمثل دولة داخل الدولة.. وفي الوقت الذي كانت الثورة وقيادتها تتفاوض مع ممثلي الشركات الاحتكارية لانتزاع حقوق العراق، كانت تضع المستلزمات المادية والتعبوية لقرار التأميم التاريخي في الأول من حزيران عام 1972، الذي أعاد ثروات العراق للعراقيين وقد ترجمته القيادة الوطنية مشاريع بناء وتصنيع وزراعة رائدة واعمار وطرق وجسور وسدود وتأمين اجتماعي وصحي وتعليمي.. نقل العراق إلى حالة البلدان الأكثر نمواً.



يا جماهير شعبنا العظيم
إن حجم المتغيرات والمكتسبات والمنجزات التي تحققت في العراق مع تنامي دوره العربي والإسلامي والدولي، ومساهماته الجادة في كل معارك العرب المصيرية، وفشل الامبريالية وحليفتها الصهيونية العالمية في احتواء الثورة وقيادتها الوطنية، على الرغم من محاولاتها البائسة، وإدراكها بأنها تتعامل مع نموذج جديد لم تألفه من قبل من القيادات الوطنية المخلصة، وتجاوز الثورة الخطوط الحمر.. دفع الامبريالية وحلفاءها وعملاءها إلى خيارات أخرى لإجهاض التصاعد المتنامي للثورة، فكانت المؤامرات الداخلية المدعومة إقليمياً بكل صيغها ووسائلها.. ومن ثم اللجوء إلى وسائل التحريض عليها، إقليمياً ودولياً، فكانت حرب الخميني على العراق التي دامت ثماني سنوات، تكللت بالظفر والانتصار وإرغام المعتدين الإيرانيين ودجالهم الأكبر خميني على تجرع السم والإذعان لوقف الحرب العدوانية على العراق.



ثم شرعت الامبريالية لحصارها الظالم منذ شباط/فبراير 1990، وأحكمته في آب/أغسطس 1990، بعد دخول القوات العراقية إلى الكويت.. مروراً بالعدوان الثلاثيني في ليلة 16/17 كانون الثاني/يناير 1991، وعدوانات الرجعات الأربعة في السنوات التي أعقبته.. وتحت ذرائع كاذبة وباطلة شنت حربها العدوانية على العراق في آذار 2003، واحتلاله في نيسان من العام ذاته.



أيها الأحرار في كل مكان
منذ ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز 1968، والعراقيون وقيادتهم الوطنية يقاومون بشتى الوسائل مؤامرات الاستعمار والصهيونية وحلفائهما، ولم يكن أمام العراقيين وهم يشرعون بالبناء المادي والحضاري إلا التمسك بالبندقية للدفاع عن خيارهم ومشروعهم المستقبلي.. فكانت ولادة الثورة، ولادة مقاومة، وخيار قادتها الوطنيين تمكين الشعب من الدفاع عن المنجزات والمكتسبات بتدريبه على فنون القتال وتسليحه لمواجهة أية مستجدات تقف حائلاً دون تقدمه.. وفي هذا السياق جرى تطوير القوات المسلحة والجيش وتسليحهما ورفدهما بمنجزات التصنيع العسكري الوطني، لأن السيادة الحقيقية للوطن تتمثل بامتلاك مستلزمات القوة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية وانعكاساتها السياسية.



وعلى وفق ما تقدم فإن تنامي المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية ضد الاحتلال منذ الغزو الأمريكي الصهيوني ورديفهما الإيراني، يمثل صفحة جديدة في المقاومة العراقية التي بدأت عملياً منذ السابع عشر الثلاثين من تموز 1968.. فهذه المقاومة الباسلة التي توجه الضربات القاصمة والماحقة للمحتلين، عمادها جيش العراق الباسل الذي حلّه المجرم بريمر، وكل المؤسسات الرديفة التي اضطلعت بمهمة الدفاع عن الثورة ومكتسباتها ومنجزاتها التاريخية.. وليس مثل المقاومة العراقية، مقاومة، فهي التي ولدت وما تزال تعتمد على نفسها من غير عون من صديق أو قريب، وقد حققت حتى يومنا هذا انتصارات رائعة على المحتلين الذين انفرط عقدهم بعد أن اضطر بعض من اصطف مع الأمريكان من دول وجيوش إلى الانسحاب يجرون أذيال الخيبة والعار والشنار.. كما أجهضت المشروع الأمريكي الذي كان يستهدف الوطن العربي والمنطقة برمتها، وحاصرت المحتلين الأمريكيين وأرغمتهم على الانسحاب إلى المعسكرات بعد أن كانوا يعبثون بقضهم وقضيضهم في شوارع مدن العراق وبلداته.



يا رجال المواقف الصعبة
إن النصر آت لا محال مهما طال الزمن، فالنصر على الأعداء يبدأ في عقل القيادة الوطنية وروحها ثم ينعكس على الميدان، وإن من أهم مقومات النصر المرتقب، ولكي نختصر الزمن، فلابد من وحدة فصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية العاملة في الساحة، ونحن سائرون على هذا الطريق بإذن الله تعالى.



المجد والخلود لشهدائنا الأبطال وفي المقدمة منهم شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين رحمه الله
تحية إلى قائد الجهاد والمجاهدين عزة ابراهيم الدوري
تحية إلى كل يد تحمل السلاح ضد الاحتلال وأعوانه، وإلى كل قلم يشرع صوتاً مدوياً ضد الغزاة

 

 

 

المكتب الإعلامي
الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية
٣٠ تموز ٢٠١٠

 

 





الخميس١٧ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة