شبكة ذي قار
عـاجـل










لنعيد ترتيب الأحداث في العراق ،، الصراع على كرسي حكومة (علي بابا) في بغداد لازال قائماً والمالكي يصيح (مانطيهه) !!،، وهذا شيء متوقع ،، لأن (الجماعة) ليسوا برجال سياسة يؤمنون بالديمقراطية والتداول السلمي للسطة ويتحلون بالوطنية (كما يحلو لبعض الأبواق المأجورة أن تزمر لهم) ،، بل هم مجموعة من (الحرامية) متخاصمون على تقسيم الغنيمة ،، فلا جدوى من تجميل صورة القرود في المنطقة الخضراء ،، لكن عدم تشكيل ما تسمى بـ (الحكومة) لحد الأن وضع الأمريكان في حرج ،، فمنذ سقوط ورقة أسلحة الدمار الشامل العراقية ،، وكذلك ،، عدم ثبوت علاقة للعراق مع تنظيم القاعدة ،، وأعترافهم بأن المعلومات الاستخبارية التي كانت (نص ردن) ،، لم يبقى أمام البيت الابيض سوى الترويج لكذبة (تصدير) الديمقراطية للعراق!!،، لكن تعنت (أبو أسراء) وأصراره على أن يبقى (السرج على ظهره) ذهب بالديمقراطية الأمريكية إلى المزبلة ،، فماذا بقي لأمريكا تبرر به تقديم الألوف من جنودها قتلى في العراق؟!!.


نوري المالكي (أبو ربطة) يسعى للبقاء على الكرسي ولاية ثانية ،، وذلك لعدة اسباب ،، المنفعة المادية التي يحصل عليها ( راتب بالملايين ،، لغف ،، عمولات ،، ألخ) ،، كذلك السلطة ،، والأهم من هذا وذاك هو الخوف من كشف المستور وظهور قضايا الفساد ،، خصوصاً أن أعداء (أبو السبح) كثيرون ،، وهم متربصون به ويضعون تحت أبطهم ملفات تدينه وجماعته ،، وكخطوة جريئة نفذها (أبو أسراء) هي حركة تنقلات طالت الضباط والأمرين في الجيش وقوى الأمن الداخلي بدون علم العبيدي والبولاني (نايمين ورجليهم بالشمس) ،، لتمكين الموالين للمالكي من المراكز القيادية ،، وضمان بقاء المؤسسة العسكرية والامنية طوع أمره ،، ويكون قادراً على فرض نفسه بالقوة في حالة فشل التوصل إلى أتفاق مع الآخرين يحقق له البقاء في السلطة ،، ومع تأزم الموقف بدأ المالكي بالتلويح بالقوة ،، مما أدى إلى قيام الأمريكان بتعيين مستشارين للجيش والشرطة (بحجة المناورات المشتركة) وهذه حركة أمريكية لأخذ اللجام من يد المالكي!!،، ومع خسارة المالكي لصلاحياته كـ (قائد عام للقوات المسلحة) قدم عرض بفصل هذا المنصب عن صلاحيات ما يسمى بـ (رئيس الوزراء) والتنازل عنه لمنافسيه مقابل بقاءه على الكرسي!!،، وطبعاً رفض عرضه من قبل منافسيه ،، وعلى أية حال ،، فأن أعادة صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة في المستقبل ماكانت لتؤثر على المالكي حتى وان كان القائد العام هو أياد علاوي ،، فحركة التنقلات الأخيرة التي أجراها المالكي ضمنت له ولاء تلك المؤسسات ،، بالاضافة إلى وجود نفوذ إيراني كبير في مفاصل الجيش والشرطة تدين بالولاء لأيران ومن ترضى عنهم ،، ومن المؤكد أن المالكي واحد من الذين (رضي الولي الفقيه عنه).


إيران من جهتها تفضل المالكي على غيره (لأنها أنتفعت في فترة وجوده على الكرسي) لكنها لاتظهر ذلك على العلن وأنما تحركه من تحت الطاولة ،، وتحاول أن تجمع شمل (الأحبة) لتشكيل ما تسمى الحكومة وتفويت الفرصة على علاوي ،، لكن فشل المفاوضات بين الحكيم والمالكي والصدر ،، أزعج الولي الفقيه الذي شمر عن ساعديه ودفع عمامته للخلف ليجلس على ركبته للـ (حبايب) ويضغط عليهم ،، "عليكم أن تقبلوا بالمالكي حتى وأن ضربكم على رؤسكم"!!،، وبدأ الخامنئي بإعادة ترتيب الأوراق ،، زيارة لارجاني للعراق ،، عزل قاسم سليماني وسحب ملف العراق منه ،، وأخيراً تعيين (حسن دانايي فر) بدلا من (حسن كاظمي قمي) الذي فشل في أحتواء الازمة وتقريب وجهات النظر.


ينظر البيت الأبيض للمالكي بأنه رجل إيران في العراق ،، وأن موقف المالكي مبني على دعم إيران له ،، وأن إيران صاحبة التأثير الأقوى في العراق ،، ولهذا ،، تضغط أمريكا على إيران للخروج من الأزمة الحالية التي ذهبت بماء وجه (العم سام) بعد ضرب المالكي الديمقراطية عرض الحائط ،، أما إيران فأنها تريد أن يكون لها دوراً كبيراً في حكومة (القامّة والزنجيل) المقبلة ،، فما كان للأمريكان سوى محاولة أقناع جميع الأطراف (من ضمنهم إيران) بتقديم بعض التنازلات للطرف الأخر ،، ومنها أقتراح المشاركة في الكرسي بين علاوي والمالكي ،، لكن جميع تلك المحاولات والزيارات والأقتراحات والتوسلات وتقبيل الأيادي ذهبت أدراج الرياح ،، وأخرها ما عرضه الأمريكان على طارق الهاشمي بصفته قيادي في قائمة علاوي ،، من منح المالكي فرصة للبقاء في السلطة ولاية ثانية مقابل منح قائمة علاوي مناصب سيادية مع صلاحيات أكبر !!،، لكنها فشلت في الحصول على موافقة بذلك ،، وحتى المبادرة السورية لتقريب وجهات النظر بين الصدر وعلاوي على أراضيها (التي تقف خلفها دول عربية) لم تفلح وتأتي بنتائج مثمرة ،، فقد كانت أوامر الولي الفقيه أكثر تأثيراً (عليكم أن تقبلوا بالمالكي حتى وأن ضربكم على رؤسكم)!!،، هذه النتائج حملت أمريكا إلى وضع ملف البرنامج النووي الإيراني على طاولة المساومات وأقتراح أجراء محادثات بين الطرفين ،، وهي محاولة لتخفيف الضغط الإيراني على الساحة العراقية ،، ثم توجه الأمريكان إلى اللعب على ورقة المرجعية على أعتبار أنها ورقة رابحة ،، فأبرق الرئيس الأمريكي برسالة سرية للسيستاني بضرورة التدخل وأيجاد الحل الذي يرضي جميع الاطراف و،، (التعجيل بظهور رئيس الوزراء المقبل)!!،، فلبى السيستاني النداء وقبل الرسالة ووضعها على رأسه ،، بعد ساعات أعرب السيستاني عن أنزعاجه من تأخير تشكيل الحكومة !!،، وهذه أعلان عن نيته التدخل بشكل مباشر في الأزمة التي ألمت بجوقة (الحرامية)،، فهل سينجح في مسعاها كما نجح من قبل مع بداية الاحتلال وخدم الامريكان ؟!!.


أنفجارات البصرة ،، دوت الانفجارات في أحد شوارع البصرة المنتشره فيه عيادات الأطباء ومحلات التسوق والباعة الذين افترشوا الرصيف ،، والعادة يكون هذا الشارع مزدحم في وقت المساء (الوقت الذي حدث فيه الانفجار) خصوصاً وأن رمضان على الأبواب مما يزيد من حجم المتبضعين في الأسواق ،، وهذه المرة الثانية التي يستهدف شارع (مزدحم) في البصرة وتقريباً في نفس التوقيت (المساء) ونفس الفترة ،، فكان الأول عام 2005 في شارع الجزائر المزدحم وقبل عيد الفطر المبارك بثلاث أيام والذي استخدم فيه الـ (C4) الإيراني ،، وقد وجهة في حينها العقيد محمود شاكر أتهام إلى حزب ثأر الله في تدبير الأنفجار (أغتيل محمود شاكر بعد يومين من توجيه الاتهام لثار الله)!!،، الملاحظ أنها نفس الملابسات ،، نفس الوقت ،، نفس الفترة ،، ونفس كمية الناس المستهدفة ،، وهذا يعني أن الفاعل واحد ،، مع العلم أن السلطات الامنية أعتقلت مجموعة بعد اربع ساعات من الأنفجار الأول (2005) أتهمتهم بالتدبير ،، وأعدمت قسم منهم بدون محاكمات !!،، سبقت تلك الانفجارات (الأخيرة) مظاهرات كانت على وشك الاندلاع بسبب انقطاع التيار الكهربائي يومين متتاليين!!،، كما أن المالكي بدأ بالتلويح بعودة العنف والارهاب والميليشيات (جيش المهدي) على الساحة ،، وربط حالة الاستقرار مع بقاءه في السلطة!!،، فماذا يفسر ذلك ،، (لو ألعب لو أفجر الملعب)!!,, ألك الله ياعراق.

 

 





الاثنين٢٨ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة