شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يتبقّ سوى ثلاثة أسابيع لتدخل القوات الأميركية في العراق مرحلة ما بعد «العمليات القتالية» وفقاً للاتفاقية الأمنية المسمّاة «صوفا» والموقّعة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأميركية، وهو ما أكّده الرئيس الأميركي باراك أوباما في الخطاب الذي ألقاه يوم الاثنين الماضي. فمع نهاية أغسطس الحالي لن يتبقّ من تلك القوات الأميركية سوى 50 ألف جندي، لن يكون لها دور قتالي، وإنما سوف تنحصر مهامّها في تدريب القوات العراقية حتى نهاية عام 2011 موعد الانسحاب النهائي والكامل للقوات الأميركية من العراق بعد أن تكون قد أمضت في هذا البلد أكثر من ثمانية أعوام، بدأتها في ربيع 2003.


ليست هناك إحصائية دقيقة عن تعداد القوات العراقية سواء في سلك الجيش أو الشرطة، والتي تمّ تشكيلها عقب الغزو الأميركي إلا أن بعض التقارير تشير إلى وجود نحو 675 ألف عنصر عسكري، منهم 248 ألف عسكري تابع للجيش العراقي، وتمّ صرف نحو 22 مليار دولار أميركي لتدريب وتجهيز تلك القوات حتى تكون جاهزة لاستلام الملف الأمني عقب الانسحاب الأميركي.


عملياً فإن هناك تخوّفاً لدى أغلب العراقيين وحتى دول الجوار من فشل تلك القوات العراقية في مسك الأرض عقب الانسحاب الأميركي، فهذه القوات التي تمّ إعدادها على عجل عقب الغزو الأميركي، ما زالت غير مؤهّلة لمواجهة التحدّيات التي من الممكن أن تواجهها عقب الانسحاب الأميركي، وهي كثيرة، سواء على الصعيد الداخلي أو حتى على صعيد التهديدات الخارجية.


لقد أثبتت هذه القوات خلال الفترة القليلة الماضية أنها قوات ينقصها الكثير من الخبرة والتدريب والتسليح، ناهيك عن العقيدة التي يمكن أن تدافع عنها، فعملية الأعظمية التي وقعت نهاية يوليو الماضي، والتي تمكّن خلالها مقاتلو دولة العراق الإسلامية من قتل وحرق عدد من نقاط التفتيش ورفع راياتهم في المدينة، وعملية المنصور التي أعقبتها بأيام، تدلّل وبما لا يقبل الشكّ أن تلك القوات غير قادرة على مسك الأرض والتصدّي للمقاتلين المحلّيين، فما بالك بمواجهة أيّ تهديد خارجي؟!.


في مرحلة حرجة من تاريخ العراق المحتل، وبينما كانت جميع الوظائف معطّلة وكلّ المشاريع الخاصة وغير الخاصة متوقفة، لم يكن أمام الشباب العراقي العاطل عن العمل سوى خيارين، أحلاهما مرّ، إمّا الدخول في قطاع الجيش والشرطة أو الانخراط في الجماعات المسلحة، سواء تلك التي تقاتل القوات الأميركية المحتلّة أو تلك التي تتبنى أجندات طائفية بدعم وتمويل أحزاب وقوى سياسية موالية لإيران، وإزاء هذا وذاك انخرط الآلاف من العراقيين في سلك العسكرية بسبب حاجتهم المادية للعمل ليس إلا.


اليوم يدفع الشباب العراقي نحو 2000 دولار أميركي لوسطاء من أجل أن يدخلوهم في قطاع الجيش أو الشرطة، أغلب هؤلاء من غير المتعلّمين، والفاشلين ليس دراسياً وحسب وإنما على شتى الصعد الحياتية الأخرى، من هؤلاء يتألف أغلب عناصر الشرطة والجيش العراقي، فكيف لمثل هؤلاء أن يقوموا بحماية الأمن السلمي الداخلي أو مواجهة التهديدات الخارجية؟!.


إن الفترة المتبقية أمام العراقيين للاستعداد لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي ليست بالطويلة، ولا يبدو فيها أن العراقيين سيكونون قادرين على تأهيل قواتهم لتلك للمرحلة المقبلة، في ظلّ الصراع الكبير على السلطة بين مختلف قواه السياسية، وغياب الحكومة بعد أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية. السيناريوهات أمام عراق ما بعد الانسحاب الأميركي قاتمة، فالقوات العراقية تعاني من عجز كبير في قدرتها القتالية وحتى التسليحية، وهو ما أشرت إليه الأيام الماضية التي نجحت فيها فصائل القاعدة –التي يبدو أنها ما زالت فاعلة– في تنفيذ عمليات نوعية بمناطق تشهد كثافة أمنية، ممّا قد يفتح شهية بعض الخلايا النائمة لمعاودة النشاط، خاصة أن هناك نقمة كبيرة لدى شريحة واسعة من العراقيين على الساسة في ظلّ غياب الخدمات وانعدامها ناهيك عن نسب بطالة وصلت وفقاً لتقديرات حكومية عراقية إلى نحو 30%.


في تصريح يعكس حالة القوات العراقية، واستعداداتها لمرحلة ما بعد سحب القوات الأميركية، يقول ضابط عراقي كبير في تصريح لصحيفة العالم البغدادية نشر يوم الخميس الماضي إن «الخطة الوحيدة الموجودة على طاولة الساسة والضباط فيما يتعلق بحماية البلاد بعد إنجاز الانسحاب الأميركي هي أن ندعو الله بأن لا يتعرض لنا أحد ولا يعتدي علينا أحد ولا يخترق أجواءنا ومياهنا أحد» ويكمل: «نحن نعجز عن مواجهة حتى هليكوبتر معادية، فكيف سنضبط الأمور؟.


وفي جانب آخر يكشف هذا الضابط العراقي حقيقة التسليح للجيش العراقي الجديد «لدينا مثلاً راداران سعر الواحد منهما 55 مليون دولار أحدهما موجّه لإيران والآخر نحو تركية، ولم نتعلم استخدامهما بعد، وهما من اختيار الجانب الأميركي

 

 





الاثنين٢٨ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو احمد الشيباني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة