شبكة ذي قار
عـاجـل










ما أبلغ اللغة العربية حين تصف شيئا، وما أروع بعض من سبقونا بكلامهم الجميل الواقعي، الذي لم يأت من فراغ، فلابد أن كل مقولة مأثورة وكل مثل قيل بعد تجربة أمامهم، أو حدثت معهم ...  يقول بيت الشعر العربي المشهور: إن الزرازير لما قام قائمه ...  توهمت أنها صارت شواهين ...  والقول الآخر: إن البغاث بأرضنا يستنسر ...  والبغاث هو نوع من أنواع الطيور المعروف بجبنه، لكنه يحاول أن يصير مثل النسر في بعض الأحيان ...  أما القول الفصل والمشهد المأساوي حين ترى السخال تتطاول على الاسود، والكلاب تتطاول على النمور والذئاب ...  أقول الذئاب، لأن العرب حين تمدح شخصا تقول له يا ذيب ...  نظرا لما يتمتع به الذئب من صفات تجعله أهلا للمديح ...

 

ما كان لقرود آل الانبطاح ومن يسير في ركابهم من المنافقين أن يتطاولوا على عراق الشرف والبطولة لو لم يكن الحال هذا، فقد كان مجرد ذكر اسم العراق أمامهم مقرونا بإسم شهيد العراق الغالي يجعلهم يرتعدون من الخوف ...  إن لم يفعلوا ما هو أكثر من هذ ...  ذلك أن الشهيد رحمة الله عليه كان يعاملهم بفردة حذائه نظرا لما يعلمه جيدا عن عمالتهم وتآمرهم على العراق منذ أن منحتهم ما تسمى بالأمم المتحدة الشيء المسمى "عضوية" وجعلت منهم دويلة مزروعة في خاصرة العراق العريق تتآمر عليه وتضايقه بين الحين والآخر ...

 

ودارت الأيام وحصل ما حصل في عام 1990 وما تلاه، واستمر تآمر هؤلاء القوم علينا واستمرت الأموال العراقية المسروقة بواسطة الأمم المتحدة من الشعب العراقي تصب في خزائن هؤلاء القوم لتزيد من أرصدتهم وتزيد من عنجيتهم وتكبرهم ...  حتى جعلتهم يظنون أن العالم أجمع يقف إلى جانبهم ... 

 

ثم جاء هذا الاحتلال الصهيوصفوي مغولي البغيض الذي دنس العراق واحتله بمساعدة واضحة من هؤلاء القوم، حيث كما يعلم الجميع اندست العناصر التخريبية الاجرامية من أرض كاظمة لتعيث الفساد والنهب والسلب والحرق لبغداد المنصورة بالله ...

 

وفي هذه الايام حصل هؤلاء القوم على الملايين الاضافية من الدولارات عما أسموه "تعويض عما حدث في عام 1990" ...  تأملوا الوقاحة إلى أين وصلت ؟ بلد عربي له فضل عليهم بعد الله عز وجل وهو السبب في وجودهم يعاني ما يعانيه من احتلال وسرقات ونهب وسلب وتدمير منظم، ثم يأتي هؤلاء القوم بكل حقارة ليحصلوا على المزيد من الاموال وليتبجحوا بما يحصلون عليه..

 

ويا ليت الأمر وقف هنا وفقط، بل تعدى ذلك إلى دعم واضح لميليشيات القتل والدمار وأحزاب العار والتفخيذ بالرضيعة وفيلق الغدر الكسروي الخميني النجس ...  يعني تحدي واضح ليس فقط لكل عراقي وإنما لكل عربي من المحيط إلى الخليج ... 

 

بالفعل إن البغاث بأرضنا يستنسر ...

 

ما أقوله لهؤلاء الأشرار المناكيد.. ولا أقصد بعض أبناء الشعب في الكويت، ففيهم والله الصالح المصلح الذي لايرضى عن كل هذه الأمور ...  بل ويتألم ايما ألم على العراق وما أصابه ...  لكنه مغلوب على أمره وليس له من الأمر شيء ...

 

أبدأ معكم من بعض الجمل التي لم، وربما لن، تستوعبوها، وتفهموا معناها، وتعلموا أن العراقي، وفيكم الكثير الكثير الكثير من أصول عراقية سواء شئتم أم أبيتم ...  لن يسكت على الظلم والضيم وإن عصفت به الأعاصير وطال عليه الليل ...  قالها الشهيد رحمة الله عليه في يوم النداء العظيم في العاشر من شهر آب العظيم ...  آب النصر والانتصار والفخر ...  لقد قال الشهيد في نداءه ذلك عبارات ذات مغزى تنطبق على حالنا اليوم ...  فهل تستوعبون الدرس.. أم لن تستوعبوه إلا بالصولة الثالثة – القادمة لامحالة - :

 

- لقد تغير حال العرب على مستوى الشعب والامة وعلى مستوى الحكام بعد ان دخل الاجنبي ديار العرب ...  وبعد ان قسم الاستعمار الغربي هذه الديار.. ومن خلال تقسيمه للديار، فقد انشأ دويلات ضعيفة نصب عليها العوائل التي قدمت له خدمات سهلت له مهمة احتلال ارض العرب ...  والامعان في تقسيم ديارهم وقد راعى الاستعمار مصالحه في البترول وتأمين المواقع الجغرافية على سواحل البحار والمحيطات والخلجان عندما انشأ تلك الدويلات البترولية المسخ ...

 

- وبفعل واقع حال الثروة الجديدة التي اصبحت فجأة في يد القلة من الامة، تستغل وتستثمر لصالح الاجنبي ولصالح القلة من الحكام الجدد ...  ومن يلتف حولهم، انتشر الفساد المالي والاجتماعي من تلك الدويلات واستخدام حكامها اساليبهم الخبيثة يعاونهم الاستعمار لتسهيل مهمتهم فأفسدوا من اوساط الكثرة في الاقطار العربية الكثيرة.. وهكذا اصبح هذا الوسط ينخر في جسم الامة وينفذ فيها كل ماهو فاسد.. وبسبب حالهم هذا، صاروا يعملون أسوأ صورة عن العربي في البلدان الاجنبية بسبب تفكيرهم التائه والقاصر ...  وبسبب سلوكهم المشين وكان المسؤول الاول في هذه الصورة الحكام من عملاء الاجنبي وخدمه ...

 

اقول ... نشر موقع وطن يغرد خارج السرب هذا الخبر المأساوي المعزز بالصور والذي جاء على شكل ما يقال أنه "مضحك مبكي" بنفس الوقت:

 

في امكنة اخرى، بعيدا عن العالم المترف، تبحث الأم عن قوت أولادها، وتتذكر صبية في غزة والدها الذي لم يتبق منه سوى اسمه (الشهيد)، وفي العراق الديموقراطي تفيض النعم التي أتى بها المحتل، فتمتهن بعض الصبايا الماجدات فيه مهن (غير لائقة) ...  وفي عاصمة الضباب.. يحقق شباب الخليج العربي (لم نعلم ان كان لازال إلى الأن عربيا) فتوحات لم يسبقها إليهم أحد ...  فها هي لندن ترضخ تحت عجلات سيارات بملايين الجنيهات الاسترلينية لم تحلم ملكة بريطانيا ان تشاهدها ولو في احلامها الجميلة أو البائسة ...  ها هم شبابنا يرفعون راية العروبة والاسلام خفاقة في شهر رمضان المبارك ...  ينزلون شوارع لندن يبحثون عن الفقراء ويسدون رمق جوعهم وعطشهم ...  واحدهم يصطدم باربع سيارات مرة واحدة ...  فيخرج سليما متعافيا وهو يقول للمصابين: لا عليكم سنصلح كل شيء!!

 

أين تجدون تسامحا أكثر من هذا التسامح؟ وأين تجدون كرما افضل وارفع شأنا من هذا الكرم ...  لقد قاسى وعانى هؤلاء الفتية وهم يشحنون سياراتهم المحاربة من مشايخهم ومضاربهم في الخليج إلى لندن ...  عبر الطائرات ...  يضحون بأغلى ما يملكون من أجل رفعة اوطانهــم ودينهم ...  ((انتهى الخبر)) ...

 

- فكان الذي كان يوم الكويت ...  يوم النداء فجن جنون العملاء والخونة اولئك الذين خانوا الشعب والامة، يوم مكنوا الاجنبي من رقاب بعض العرب ...  بعد ان امكنوه من رقابهم، حتى صاروا اذلاء وهم يقدمون له الخضوع، وجن معهم جنون الدوائر الامبريالية والصهيونية ...  لانهم يدركون بان لاحياة بشرف للعرب ...  وليس هناك مدخل جدي لحل مشاكلهم من غير ان ينجح هذا المدخل الشريف ...  وهكذا اصبح تحرير الكويت ووحدتها مع امها العراق هو معركة العرب ككل ...  انها معركة التحرر من الجوع والعوز والاطلالة على حياة عزيزة مرفهة بعيدة عن الذل والمسكنة قريبة من الله واحكامه  ...  انها المدخل ليحترم الاجنبي حقوق العرب وان يستجيب لها في كل مكان ...  انها المدخل الذي يساهم مساهمة عظيمة في تقوية الارضية التي يقف عليها شعب الجارة ومايناضل ويجاهد من اجله الفلسطينيون والعرب.

 

- وهكذا  ...  وعلى هذا الاساس اصطف في جانب، ومرة واحدة الامبريالية والمنحرفون وتجار وسماسرة السياسة وخدم الاجنبي والصهيونية ضد العراق ...  ليس لشئ الا لانه يمثل ضمير الامة واقتدارها وعنوانا معلنا للمحافظة على شرفها وحقوقها من الاذى والدنس ...

 

- ان العراق ايها العرب.. هو عراقكم.. وهو شمعة الحق لينزاح الظلام وبعد ان اصطف الكفر كله في صف واحد.. فليصطف الايمان كله مع العراق في الصف المقابل ...  وسيرعي الله هذا الصف المبارك كما رعى الاولين من اجدادنا، وهم ينازلون عتاة وكفار الجزيرة وكفار وعتاة الفرس والروم في معارك صدر الاسلام ...

 

- لهذه الاسباب وفي هذه الظروف جاءت القوات الامريكية وانفتحت لها ابواب السعودية تحت شعار ادعاء كاذب وباطل بان جيش العراق سيواصل مسيرته الجهادية باتجاههم ...  ولم ينفع النفي والتوضيح مما يعني ان التدبير مقصود لغايات عدوانية على العراق لانهم غير قادرين بعد ان انفضحت وفشلت دسائس السياسة المشتركة بينهم وبين الاجنبي ودسائس الاموال ان يقوموا بمفردهم في هذا العدوان ...

 

- قولوا للسماسرة من الحكام وهم يمارسون دورهم هذا في خدمة الاجنبي او يمارسون السمسرة في خدمة امراء البترول على نساء العرب ...  وقولوا للخونة ان لامكان لهم على ارض العرب بعد ان فرطوا بحقوق الشعوب واهانوا الكرامة والشرف ...

 

- لقد صمم اخوانكم في العراق على الجهاد من غير تردد او تراجع، ومن غير مهابة تجاه قوى الاجنبي ليحوروا على الحسنيين بأذن الله ...  والنصر ورضا الله العزيز الحكيم.. ورضا الامة ...

 

- واننا لمنتصرون بعون الله وسندحر الغزاة وسيندحر باندحارهم الظلم والفساد حيثما كان وستطلع على امة العرب والمسلمين شمس لاتغيب ...  وسيكون الله راضيا عن ...  بعد ان نطهر النفس والارض من رجس الاجنبي وما علق بها من فساد المفسدين ...  ((انتهى كلام الشهيد)) ...

 

اقول ...

 

إن التاريخ لابد أن يعيد نفسه، ولو قروأ التاريخ جيدا لما فعلوا ما فعلوه قبل احتلال العراق وما بعد الاحتلال، بل وكما يقال في اللهجة العامية لكانو لملموا أنفسهم وتواروا ولم يتورطوا بما تورطوا به مع العراق ...  فالقادم أعظم وأشد وإن طالت الأيام ...  فالمرة الثالثة ستكون محكمة وستكون شديدة عليهم وستكون كما يقال ثابتة ...  فلا بد للفرع أن يعود للاصل ...  وعائدون الى أم قصر طال الزمان أم قصر ...

 

العراقي يسجل عليكم كل ما تفعلوه في أرض العراق ...  فكل جرائمكم مسجلة في دفاترنا، ويوما ما ستنشر كل هذه الجرائم حين يأتي موعد عقابكم وهو آت لامحالة ...  والمليارات التي نهبتموها من العراق ستعود للعراق ...  فلا تفرحوا بها كثيرا ولا تعتبروا ذلك انتصارا لكم ...  بل ستكون وبالا عليكم ...

 

هذه الأيام فرصة لكم لتكذبوا كما تشاؤون وتؤلفوا ما تشاؤون من قصص سخيفة تافهة عما يسمى أسراكم الذين تناسيتم قصتهم على الفور منذ أول يوم دنس فيه المحتل أرض الرافدين، فلم يعد هناك لجنة أسرى ولم يعد هناك هيئة متابعة ولا فريق عمل ولا اي شيء يتعلق بتلك الكذبة التي رحتم تنوحون عليها في كل مكان ...  وكذلك هي فرصة لكم لتؤلفوا القصص الوهمية عن بطولاتكم المزعومة في مواجهة رجالنا، والتي رأينا بعضها من خلال هروب شيوخكم منذ اللحظات الأولى التي سمعوا فيها صوت هدير الدبابات العراقية ... 

 

هربوا حين سمعوا صوت هدير الدبابات ...  كيف لو تواجهوا مع فتيان العراق ؟ كيف سيكون الحال بعدها ؟

 

كذلك هي فرصة لحلفائكم مجوس مجوس الفرس، الذين يتحدثون العجب العجاب عن القادسية الثانية، وعن بطولات وهمية لأشباه رجال دعسنا على رأس كبير السحرة فيهم وجرعناه السم حتى نفق مثل البهائم واستقر في قعر جهنم مع المنافقين والمردة والشياطين ...

 

يا أيها الكوايتة (على راي بعض اخواننا المصريين) لا بد، على اعتبار أن اصول معظمكم عراقية بصراوية، أنكم تعلمون المثل الذي يقول: إذا طاح الجمل كثرت سجاجينه ...  والعراق الآن محتل من قبل مكعب صاد إجرامي لايرحم ...  لذلك كثرت السكاكين التي تنهش بلحمه من هنا وهناك ...  وعليكم أن تعلموا أن هذا الجمل سيتحول إلى اسد ضاري وسينهش يوما ما بكل من آذاه وغرز سكينا في ظهره ...

 

وإن موعدنا الصبح ...  أليس الصبح بقريب ؟

 

* * *

 شهر الانتصار على مجوس الفرس والدعس على كبير الدجالين فيهم

 

 





الثلاثاء٠٧ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة