شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

صدق الله العظيم

 

 

يصف القائد الثورة قائلا: أنها ثورة البعث ثورة الشعب ثورة الأمة.

ولابد من توضيح لهاتين المفردتين، نعم فجر ثورة 17-30 تموز حزب البعث بمجموعة من مناضليه، في يومها الأول، وكان هدفهم خدمة الشعب والأمة وليس شيئا أخر، فبعد أيام من عمرها بدأت تتحول من ثورة حزب الى ثورة شعب، فالثورة ليست لحظة أحداث التغيير، بل هي مسيرة عمل كبرى وانجاز برنامج نهوض عام، ونتائج تنعكس على الواقع، ومباديء وقيم تترسخ في مسيرة المنفذين لذلك البرنامج، وآثار لكل ذلك على المجتمع، وهذا ليس بمقدور فرد أو جماعة أو حزب لوحده أن ينجزه، بل هو ثمرة جهد وعمل كل الشعب، لأن الشعب تعرف على هوية الثورة وبرنامجها منذ أول أيامها، وإقنع أنها ما كان يتطلع له من تغير، فصار كل الشعب أداة التغير والبناء، وإقتنع بما تهدف له الثورة لإن التغيير للشعب وليس لفئة ما، ولهذا كان التغير شاملا والبناء متينا وصلبا، ولم يستطع المتربصين بأي تغير حقيقي من ايقاف عجلة مسيرته، كانت 17-30 تموز ماضية باتجاه بناء وطن بصيغ متقدمة، قائمة على أسس متينة أعلاها بناء الانسان، وشموخه، وإحداث التغير في النفوس، قبل المعامل والمدارس والمشاريع والمزارع وهذا أحد الدروس.

 

تطل علينا ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز البيضاء من عليائه في ذكراها الثانية والأربعين نوراً أزهراً، يُضي لنا الطريق طريق الكفاح والجهاد، وضياءً يهدي قلوبَنا ويُحييها، ويملأُها إيماناً وعزاً وفخراً وهمةً وثقةً بأنً رجالها وأبنائها وجيلها الثوري الثائر وشعبها الصابر الصامد قادرون على سحق أعداءه الغزاة البغاة الطغاة، وحلفائهم وعملائهم وأذنابهم، وتحقيق النصر الحاسم الشامل والعميق، في أعظم واكبر واخطر ملحمة تاريخية تشهدها الأمة على امتداد تاريخها الطويل، هكذا ينتقل القائد من الدرس الأول لدرس آخر من دروس تموز، أنها النور والألق والضياء الذي يبعث الهمة والثقة بأن الشعب الذي أنجز المسيرة الكبرى التي قادها البعث طيلة عمرها، والتي أنجزت مهام كبرى في كافة مجالات الحياة، تؤكد صحة المنهج وعمق التوحد بين البعث والشعب، وهذا هو الذي يجعل الجميع متأكدا من النصر في المنازلة الحالية، وان هديها ومسيرتها باق تأثيره، في يتفاعل به كل الشعب ويصر على الجهاد والكفاح لأعادة بناء العراق وطرد البغاة الذين جاءوا لتمير ما حققه الشعب خلال تلك المسيرة.

 

يوضح القائد حقيقة الغزو والاحتلال وتحالف قوى البغي والارهاب والعنصرية والجريمة، الذي تعرض له العراق، ومن خلال إستهدافه وتدمير كل شيء فيه هو عدوان على الأمة، فهو ليس فقط عدوان عسكري له غايات عسكرية وإقتصادية، بل هو إستهداف لوجود الأمة كلها، واستهداف للمشروع الايماني القومي الحضاري، وإستهداف لتطلع الجماهير العربية للتغير والاستقلال والخلاص، الذي تخوضه الجماهير العربية وطلائعها الثورية في كل شبر من أرض العروبة، فاستهداف العراق وثورة تموز والبعث العربي لم يكن قضية تغير نظام حكم وتدمير بلد، بل هو تجفيف منبع الأمل والثورة في داخل الانسان العربي، وقطع موارد التمويل والدعم لكل قوى الثورة والجهاد في عموم الوطن العربي، ومن خلال ذلك يحققوا غاية شريرة خطيرة، هي إحباط همة الانسان العربي وتيئيسه من إمكانية التغير والخلاص، وإيصاله الى حالة الإستسلام والضياع.

 

ويصف معركة العراقيين اليوم، التي يؤديها أبناء العراق بكل توجهات فصائلهم الفكرية، بإنها معركة المصير الكبرى، مع أعداء الله وأعداء الأمة وأعداء الإنسانية, ويحدد أعدائها بدقة بأنهم الامبريالية الأميركية والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية، الحلف الشرير حلف الخسة والرذيلة والجريمة. ويبين لماذا أستهدفت ثورة تموز وشعب العراق:

 

  لأنها ثورة التحدي لكل العوامل والعوائق والقيود التي تكبل الأمة، وتَعيقُ تحقيق أهدافها الكبرى وبناء مستقبل أجيالها.

  وإنها كانت ولا زالت وستبقى هي ثورة التحدي والتصدي لكل أعداء الأمة وأعداء رسالتها الخالدة.

  إنها كانت ولا زالت هي ثورة التجديد والتغيير الشامل والعميق في حياة الشعب والأمة.

 إنها هي ثورة البناء الحضاري الجديد لقاعدة انطلاق الأمة نحو تحقيق حريتها وتحقيق وحدتها وبناء مستقبلها واستعادة دورها التاريخي الإنساني الرائد.

 إنها هي ثورة البعث لحضارة الأمة العربية ودورها التاريخي، ثورة الرسالة الخالدة: الإسلام والايمان، وأهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية .

 

إن ثورة تموز هي الثورة العملاقة التي أسست لنهوض ثوري جهادي في شعب العراق، سوف لن يتوقف حتى تحقيق أهداف الأمة الكبرى، وحتى تعود أمة الرسالات كما كانت وكما أرادها الله سبحانه خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.

 

 إنها ثورة العراق العظيم ثورة الأمة المجيدة, وهي ثورة الإنسانية المعذبة حيث ما تكون على الأرض بأنها الثورة الوطنية القومية الإنسانية .

 

بهذا يحدد القائد ويقسم على دور ثورة تموز في تحقيقها عزت العراق والأمة، ويتحدث بلا تحديد للجهات والحركات المناضلة في العالم التي إمتد يد تموز الثورة والعراق قاعدة الثورة العربية ومنطلقها، لتكون داعما لتلك الشعوب في تحقيق أهدافها سواءا في أسيا أو أفريقيا أو امريكا اللاتينية، وأن ذلك هو السبب البعيد لإستهدافها، وبهذا يصف معركة المقاومة العراقية اليوم، ويؤكد أن مقاومة العراق تحمل نفس الأهداف وذات المرجعية.

 

 





الخميس٠٩ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة