شبكة ذي قار
عـاجـل










تنهي قوات الاحتلال الامريكي حسب الادعاء الامريكي عملياتها العسكرية في نهاية اب الجاري ، حيث بدأت بسحب قواتها القتالية في السابع عشر من اب الحالي، لتنتهي من ذلك في الحادي والثلاثين من هذا الشهر.


اعلان انتهاء العمليات القتالية في العراق هو الثاني من نوعه خلال فترة الاحتلال ،حيث سبق للرئيس السابق جورج بوش اعلان انتهاء هذه العمليات بعد نحو شهر من احتلال العراق ،من على ظهر حاملة الطائرات الامريكية ،الا ان العمليات القتالية استمرت لسبع سنوات اخرى دون توقف.


في هذا المجال يحق للمراقبين طرح السؤال التالي : اذا انتهت العمليات القتالية في العراق فلماذا يبقى نحو خمسين الفا من الجنود الامريكيين في العراق؟، وهل هم مجردون من السلاح؟ ،ام ان وجودهم مرتبط بدور مستقبلي سيرسمه الاحتلال لهذا البلد؟ ،وهل سيقفون مكتوفي الايدي اذا ماتعرضوا لهجمات المقاومة ،ام انهم سيردون على اي هجوم يتعرضون له ،وبالتالي فان العمليات القتالية لن تتوقف ،وهو مايجعل الانسان يشكك في مصداقية الادارة الامريكية بانتهاء العمليات القتالية في العراق، والاعلان عن الانسحاب من العراق.


ان انتهاء العمليات القتالية وبدء الانسحاب الامريكي في نظر الكثيرين هي خطوة شكلية لتحقيق وعود قطعها الرئيس اوباما لناخبيه ابان حملته الانتخابية ،والدليل على ذلك ادعاء الادارة الامريكية بأن الانسحاب الامريكي سيترك فجوة امنية في العراق يجب سدها بالتعاقد مع الشركات الامنية بارسال الاف من عناصرها الى العراق، وهم بذلك كمن يخرج من باب البيت ليدخل من شباكه .


ان من المؤكد ان الاحتلال سيقوم بعدد من المناورات والخطوات الشكلية لايهام الرأي العام الداخلي الامريكي بأنهاء الاحتلال الامريكي للعراق، خاصة وان 53% منهم يرون ان هذا الاحتلال فاشل، الا ان الانسحاب لن يكتمل الا بتحقيق اهدافه ،وهذه الاهداف لاتتعلق بالعراق فقط بل بكل المنطقة ،حيث لم يستطع الاحتلال خلال السنوات السبع الماضية الا تحقيق جزء يسير من هذه الاهداف ،ومنها تدمير البنى التحتية للعراق، وزرع الفتنة الطائفية ،ومحاولة انضاج الظروف لتقسيم العراق ،وهي امور مازال يتخبط في اتمامها بسبب مقاومة الشعب العراقي، الا ان محاولاته لن تتوقف .


ان عدم تحقيق الاحتلال اهدافه يعود الفضل فيه لمقاومة الشعب العراقي ،التي نجحت في تعطيل المشروع الامريكي الصهيوني للمنطقة رغم كل محاولات التشويه التي تعرضت لها، ورغم تخلي الجميع عن مساعدتها ،وهو مايتطلب منها المزيد من الخطوات التي تجمع بين فصائلها وتوحد فعلها المقاوم ،بغض النظر عن الاعلان الامريكي بالانسحاب وانهاء العمليات القتالية، فقد نسمع مرة اخرى عن ادعاء امريكي بوقف العمليات القتالية بعد عام او اكثر، فالاحتلال باق طالما كان هناك جندي او متعاقد امني امريكي واحد فوق الاراضي العراقية.

 

 





السبت١١ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زياد المنجد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة