شبكة ذي قار
عـاجـل










اصبح من الواضح الان بعد ان دخلنا العام الثامن من عمر الغزو الامريكي الخبيث لقطرنا المفتدى ان هناك اهداف حقيقية غير التي اعلنها قادة الغزو ورددها بشكل ببغائي عملائهم ومروجي مشروعهم خصوصا بعد ان اعلنت مجموعة غير قليلة من اركان الادارات الامريكية السابقة والحالية فداحة وجسامة الاثم الذي اقترفوه بهذه الخطوة غير المباركة التي كلفتهم بشكل خاص خسائر بشرية ومادية كبيرة جدا وفق حساباتهم ذهبت بهم الى ازمة اقتصادية وضعتهم على حافة الانهيار الابدي في نفس الوقت الذي كلفت الشعب العراقي والعالم خسائر لا تتناسب مع الاهداف المعلنة وغير المعلنة للغزو البائس اضافة وتأكيدا لذلك انسحاب جميع الدول التي شاركت في العدوان بالتتابع وان معظمها اعلنت ندمها عن المشاركة في التحالف مع الولايات المتحدة الامريكية وسقطت لذلك حكومات بل راح قسم من الشعوب الى اجراء التحقيق مع حكوماته واخرها التحقيق الذي تجري فصوله في اروقة البرلمان البريطاني منذ اكثر من عام ولا زالت مستمرة وما سيتبعها من ادانة وان كانت بصفة غير رسمية .

 

واذا كانت الاهداف المعلنة وما رافقها من شعارات فضفاضة قد سقطت جميعها تباعا بفعل فطنة الشعب العراقي وقيادة المقاومة العراقية الباسلة وشدة ضرباتها التي جعلت العدو يترنح ويعمل بجد واصرار على التخلي عما رفع من شعارات ويتمسك بسحب قواته من الاراضي العراقية رغم تفوق الالة العسكرية التي يمتلكها فانه لازال متمسكا بالسعي الى تحقيق الهدف الاشد خطورة فيها على حاضر ومستقبل العراق والمنطقة .

 

لقد رفعت ادارة الولايات المتحدة الامريكية شعار الحكم الديمقراطي كواحد من الاهداف التي تعمل على تحقيقها في العراق واذا تجاوزنا موقفنا منها وما رافق هذه الممارسة وما وصلت اليه فان الخطورة تكمن في تأسيسها وتكوينها على اساس طائفي بالنسبة للعرب وعلى اساس قومي بالنسة للاكراد وفي نتائجها التي وصلت الى طريق ينتهي الى نفق لا زال مغلق على الاقل في المنظور القريب ومن خلال النظر الى الكتل التي اعلن عن فوزها فانها مقسمة على النحو المعروف التالي :


1- القائمة العراقية ودائما تقيّم على انها تمثل الطائفة السنية من خلال غالبية الكتل التي انخرطت فيها واكثر مقاعدها من غرب وشمال القطر .


2- قائمة نوري المالكي وان كانت رفعت الشعارات الوطنية وضمت عناصر مصلحية وانتهازية من مختلف مناطق القطر للمخادعة الا انها سرعان ما عادت الى صفتها الطائفية ورئيسها يحاول اطالة عمر حكومته ليمنح نفسه فرصة اضافية تمكنه من تصفية من يضن انهم يشكلون خطرا حقيقيا عليه وعلى شركائه بعد ان ايقن من نهاية دوره على غرار ما طفح في حملة اقصاء كبار ضباط وزارتي الدفاع والداخلية او ما حصل في الاعظمية وغيرها من المناطق.


3- الكتلة الكردية وهي تتوحد دائما تحت اليافطة القومية وتذوب من خلال ذلك كل خلافاتها الداخلية وهي تؤسس لتكوين نموذج مختلف وبصفة متميزة تمكنها من التأثير في صناعة القرار من خلال التلويح المستمر بامكانية الانسحاب وهو ما يعني اعلان الانفصال .


4- الكتلة التي انضوت عناصرها تحت لواء ال الحكيم للاحتماء بها وهي غنية عن التعريف لصبغتها الطائفية وتبعيتها المطلقة لايران وهي وان تجانست في طائفتها مع قائمة المالكي الا انها مختلفة معها وفي داخلها في المنهج والهدف وفي طريقة معالجة مشاكلها ومن خلال موقفها تحاول استعادة قاعدتها التي انكشفت امامها وفقدتها والاكثر تأثيرا فيها هم اتباع مقتدى الصدر ، وهؤلاء لهم طموح خاص يحاولون من خلاله تعويض ما لحق بهم من خسارة خلال الفترة الماضية تمثلت في ابعادهم عن اي موقع امني سيادي يمكنهم من تنفيذ برنامجهم ويؤمن لهم الغطاء الكافي من الملاحقة القانونية ويمكنهم من استمرار جرائمهم الطائفية .


ورغم ان جميع المشاركين في ما يسمونها العملية السياسية هم عملاء للاجنبي بامتياز ويعملون على تحقيق مصالحه وقد تخلوا عن وطنيتهم وولائهم للعراق الا انهم يختلفون في الاداء وقد كان الاختلاف والتناحر المعلن طيلة فترة الخمسة اشهر الماضية على منصب رئيس الوزراء لما يمتلك من سلطات تنفيذية مطلقة حسب دستورهم ستلعب دورا كبيرا في رسم السياسة العامة للحكومة خلال الفترة المقبلة التي ستشهد انسحاب قوات الغزو الامريكي من القطر بشكل نهائي وعدم حسم موضوع التغلغل الايراني الذي اصبح يشكل ظاهرة خطيرة على المجتمع العراقي من خلال هيمنته على مفاصل الدولة والمجتمع العراقي وهذا الاختلاف وتمسك الفرقاء (العملاء ) واصرارهم عليه لن يكون الا وسيلة لتعميق فكرة المحاصصة الطائفية وسيناريو خبيث للوصول بوضع العراق الى حافة التقسيم ، الامر الذي يتطلب من الجميع الحذر الشديد .


قد يتسائل المواطن وهو محق , ماذا تريد امريكا من وراء اطالة عمر هذا التناحر بين عملائها وهل تعجز عن فرض اي شخصية بشكل مباشر او غير مباشر عن طريق مجلس الامن الذي خصص جلسة بداية شهر اب للبحث في الشأن العراقي خصوصا وان القطر لازال يخضع لاحكام البند السابع مثلا ؟


ان ما يشهده مسرح الاحداث في العراق ما هو الا نتاج للارتباك والهلع الذي يعاني منه اركان هذه اللعبة وعدم ثقتهم ببعضهم وبمستقبلهم المجهول الذي ينتظرهم بعد ان ايقنوا من انسحاب قوات الاحتلال القريب , والجميع يدرك بما فيهم الادارة الامريكية ان الانسحاب يعني تغير موازين القوى المحلية والاقليمية , بمعنى ان صوت المقاومة هو الوحيد الذي يمتلك الحق في تمثيل الشعب العراقي .



Iraq_almutery@yahoo.com
http://www.alqadsiten.net/index.php





السبت١١ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة