شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

صدق الله العظيم

 

                                                     

 

لم تكن دعوة الأمين العام للحزب متأتية من نظرة حزبية ضيقة ولا من إنحياز للبعث والبعثيين، لكنه يتحدث عن حقيقة يفترض بكل المجاهدين، الذين يجاهدوا في سبيل الله لتحرير العراق ويقاتلوا الغازي المحتل تنفيذا لأمر الله ورسوله أن يقروها ويحترموها ويؤكدوها، لأنها ليست إستحاق فقط بل هي قناعة الشعب وصمام أمان وحدته، وليتذكر الجميع لماذا؟ لأنها حقيقة وهي تضحيات شعب كامل ودماء شهداء وجهد خيرين وصنع أبطال أمتد لأكثر من جيل :

 

1.  أن التآمر على العراق لم يبدأ في 20/3/2003بل هو متواصل وبأشكال عدة، منذ أسبوع الثورة الأول، وتصاعد مع تصاعد فعل الثورة ومنهجها، ونتائج تنفيذه ووتائر التطور والبناء، ووضوح البرنامج الفعلي وتطبيقه في العراق، من الذين كانوا يحرسوا العراق وليس النظام خلال الفترة الأولى على التغيير فيه قبل أن تصل حالة الوضوح والتوحد بين الشعب والبعث؟ فالمستهدف العراق وليس النظام، أليسوا البعثيين؟ كان رفاقنا يمسكوا الخفارات ليلا ولا ينقطعوا عن عملهم نهارا، ولا يعلم رؤساء دوائرهم بواجباتهم ليلا، ليس في مقرات الحزب بل في أماكن حدودية ومؤسسات حكومية، كي يفوتوا الفرص على الخونة والجواسيس أن ينالوا من العراق، وليتذكر الواهم مؤامرة الراوي عام 1970وما بعد تأميم شركات النفط ولغاية انتصار التأميم كنا نحرس خطوط الانابيب ومعدات النفط خشية تخريبها وإتلافها خلال فترة الاستلام والتسليم. وعند توجه الجيش بأغلبه وما كان موجودا كان متجحفلا للالتحاق بالمعركة القومية في فلسطين عام 1973من كان يمسك بديلا عنه، إنهم البعثيون وخصوصا في المحافظات الحدودية مع ايران، حيث كان نظام الشاه الحليف العلني للكيان الصهيوني والامبريالية، وإحتمال تنفيذه عن طريق عملاء ومرتزقة من خلال تسللهم عبر الحدود أعمال تجعل العراق يحجم عن دفع كل قطعاته وثقله العسكري للمعركة القومية، كان أمرا قائما هل علم أحد بأن دوريات من رفاق الحزب كانت تقوم على الحدود، وغير ذلك الكثير، لكنا لا نذكر ذلك لا كحزب ولا كمواطنين لأننا نعتبره واجبا نقدمه بقناعة وإعتزاز، فهو واجبنا كمواطنين عراقيين، ونحن متطوعين له دون باقي العراقيين لأنا بعثيين ونعتبر أنفسنا طليعة الشعب فهذا واجبنا كطليعة.

 

2.  في أعوام1976- 1980 ولنفس الاسباب قرر الحزب أن يلتحق الرفاق المتدربين بعد إداء قسم العضوية الى المخافر الحدودية، كشرط لتثبيت عضويتهم، وهذا كان واجب للبعثيين فقط في حين هو واجب وطني عام، هل البعث كان يريد أن يجهد رفاقه أم يختبرهم، أم هو استيعاب لظرف يواجهه البلد فلابد من العمل على تعزيزه؟ فكان القرار الحزبي يؤدي غرضين الأول تعزيز قوات الحدود، وثانيا إعداد الرفاق للصعاب وإقناعهم بأن الإنتماء للبعث ليس إمتيازا بل هو مسؤولية وطنية تتطلب الإستعداد للعطاء والتحمل أكثر من أقرانهم من العراقيين، والآخر إعدادهم كقوة إحتياطية رديفة للقوات المسؤولة عن حماية أمن وحدود العراق.

 

3.  بعد عدوان خميني ونتيجة للحرب على جبهة واسعة وعدم تغطية القطعات العسكرية لكامل الأرض خاصة مع إندفاع القطعات في عدة محاور لأعماق في أرض ايران، تم إشراك مقاتلي الجيش الشعبي كرديف وتعزيز لقوات المشاة في الجيش، وتحمل البعثيون وحدهم ذلك للسنوات الثلاثة الأولى، وثم صدر قرار من القيادة العامة للجيش الشعبي بإشراك 10% من المواطنين المستقلين في كل قاطع، لأن مواطنين إحتجوا وإتصلوا بالرفيق القائد الشهيد صدام حسين وآخرين قابلوا الرفيق الشهيد طه ياسين رمضان القائد العم للجيش الشعبي حول ضرورة إشراك المستقلين بالجيش الشعبي وليس البعثيين فقط ، وزيدت النسبة الى 20% بعد معركة الفاو عام 1986، أنسي البعض كم قدم البعثيون شهداء في صفحة الخيانة والغدر، وهل كانت تلك الصفحة التي قام بها النظام الفارسي إلا جزءا من العدوان على العراق؟

 

4.  الفترة الممتدة من 1990-2003 كان البعثيين يحرسوا الحدود ليلا ويعملوا مع أخوانهم في دوائر الدولة نهارا، وكم قدموا شهداء في التصدي ومتابعة عملاء أمريكا والصهيونية الذين كانت تمولهم الكويت وإيران وكم قدموا شهداء وهم يتابعوا عملهم وواجبهم الوطني وهم يطاردوا عملاء إيران ومرتزقتها وهم يتسللون للعراق عبر الاهوار والحدود القليلة السكن ليرتكبوا أعمال إرهابية وجرائم ضد الشعب ومؤسسات الدولة؟

 

5.  إضافة لكل ماتقدم فقد كانوا يحشدون الشعب ويدربوه مع رفاقهم في القوات المسلحة، رغم ما كانوا يعانوه من ظرف مماثل لشعبهم نتيجة الحصار، ولتوجه كل موظفي الدولة للعمل خارج الدوام وعدم تمكن البعثيين خصوصا الكادر تم منحهم مخصصات وبنسبة الخدمة لمعاونتهم، هذه جعلت كثير من السيئين يعتبروها تمييزا لهم، أين هؤلاء مما فعله الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما إعتبر عطاء من أسلم قبل الفتح أضعاف من أسلم بعده، ولم يستثني من ذلك إلا الحسن والحسين عليهما السلام لأنه يعتبرهما ولدي الرسول وأعتبرهم من السابقون؟

 

6.  إن استهداف الإحتلال ومرتزقته للحزب ورفاقه وأصدقائه دليلا على ماذا يشكل البعث من خطر على الامبريالية والصهيونية، وما إطلاق يد مليشيا ومرتزقة ايران وفيلق القدس من قبل أمريكا لقتل البعثيين وقانون إجتثاث البعث فكرا وبشرأ الا صورة عن كونه الممثل الحقيقي للشعب العربي والعراقي  ولذلك يستهدفه المحتلون لأنه يهددهم، ويمثل القيادة الحقيقية القادرة على تثوير واستنهاض همم الشعب للمقاومة والبناء، ولذلك كان شهداء شهداء العراق زاد على مليون ونصف شهيد لا يقل عن 10% منهم بعثيين، قتلوا لأنهم بعثيون لا لشيء آخر.

 

7.  إعاد الحزب تنظيمه وتوجهه للشعب، حتى غدا البعث والشعب حالة واحدة كما كانا، فالبعث في كل قلب عراقي قبل أن يكون في كل بيت وقرية ومدينة، وأما من يغالطون أنفسهم من الذين باعوا انفسهم للشيطان وممن تجندوا مع الاحتلال سواء أحزاب العملية السياسية أو الذين أصبحوا أبواق للاحتلال منهم المباشر وهؤلاء سمج الناس منهم ورفضوا كما رفض شعبنا من يسميهم الاحتلال حكومة، ولكن هناك من دسهم الاحتلال في أوساط المقاومين، بالكلمة والفكرة، فبدأوا يزايدون على الحقيقيين ونسوا من هم وكيف كانوا وماهو الدليل المادي على توبتهم؟ عندما أشرك بنو إسرائيل وأضلهم السامري، قال لهم الله أقتلوا انفسكم ليتوب الله عنكم، لا أضن أؤلئك أشد كفرا وعداءا لله من الذين تجندوا مع الاحتلال، فعليهم أن يعودوا لرشدهم إن كانوا مخطئيين ويتوبوا، أما إن كان لهم واجب آخر فليعلموا أن الشعب ومقاومته لم يعد ينطلي عليهم شيئا ولن يوقف السيل بضع حجرات، فالشعب ومقاومته انتقلوا الى مرحلة السيل الجارف على أعداء الله وأعدائهم.

 

 أليس هذا حق للبعثيين يجب أن يقدره إخوانهم ورفاقهم المقاوميين الآخرين، ولو عدنا لنتعرف على رأي الشعب فهو الحكم، فالشعب الذي يعرف البعثيين جيدا ويعرف من هم في جهدهم وفعلهم ونزاهتهم وتضحياتهم ونكرانهم لذاتهم، ويعرفهم بعدم تأثرهم بأي خصوصية غير المواطنة بالتعامل مع أبناء شعبهم وأمتهم، وهي المعيار الأساس في موقف أي مواطن بعثي كان أو مستقل أو له فكر آخر. وأليس هذا إضافة لما ذكرناه بأنهم أول من بدأ المقاومة أن يكونوا مرجعية لكل من يدافع عن العراق، وأعطينا الشواهد وأسماء بعض من الشهداء ليعلم من جهل، ويصمت من دجل، فقد قدم البعث كوادر اساسية من رفاقه في مواجهة العدوان وقتلوا جهادا في ساحات المواجهة أو صبرا بعد أن تم أسرهم وفي مقدمتهم الشهيد القائد صدام حسين الأمين العام للحزب.

 

 قتال المعتدي واجب شرعي فرضه الله سبحانه وحق مشروع أقره القانون الدولي، وواجب وطني تقتضيه شروط وشرف المواطنة، فلا تفاخر وجدال فيه، بل من تخلف عنه فهو متخلف عن الواجب ومتخلي عن الحق، ومن يريد غرضا غير وجه الله وتحرير العراق فليس مجاهدا، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الحكم الفصل: ( إنما الاعمال بالنيات، ولكل أمريء ما نوى، فمن هاجر لله ورسوله فهجرته لله ورسوله، ومن هاجر لدنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته لما هاجر اليه )، اللهم أنت عالم الجهر وما تخفي الصدور.

 

 





الاربعاء١٥ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة