شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل فترة مررت بطريق الصدفة الى محافظة المثنى وصادف مروري فيها ليلا للعبور الى محافظة اخرى ورأيت حينها امرا غريبا غير مألوف على طبائع هذه المحافظة الصغيرة الامنة التي تعد أمن محافظة في العراق نوعا ما قياسا الى بقية محافظات العراق والتي اختيرت سابقا من قبل قوات الاحتلال اول ايام الاحتلال الغاشم على بلدنا لتتمركز فيها القوات اليابانية التي قدمت مع قوات الاحتلال للاعمار لا للقتال وحينها وكما هو معروف اختيرت محافظة المثنى (السماوة)لانتشار القوات اليابانية فيها لكونها محافظة امنة وبعد انسحاب القوات اليابانية لاتزال محافظة المثنى امنة باهلها الطيبين الكرماء والمتمسكين بالعادات والطبائع والتقاليد الاسلامية والعشائرية فيندر جدا ان تسمع فيها صوت اطلاقات من اي سلاح كان عكس ماهو شائع جدا في اغلب محافظات العراق ومنها بغداد فمن النادر جدا ان يمر يوم في العاصمة ولاتسمع فيه صوت انفجار او رمي باسلحة مختلفة ومن مختلف الاتجاهات والاماكن..

 

الامر الغريب والذي استهجنه ايضا اغلب سكان هذه المحافظة في ذلك المساء هو الانتشار الغير طبيعي لقوات الشرطة والداخلية والمصحوب بعشرات السيارات الحكومية المسلحة ويصحبها العشرات من المقاتلين المدججين بالسلاح وكان هذا الانتشار المكثف في محيط جامعة المثنى تحديدا والسبب يعود الى حضور ابراهيم الميالى مايسمى بمحافظ المثنى لاحدى نهائيات لعبات كرة القدم لفرق المثنى والمقامة على ملاعب جامعة المثنى, لم تجري اللعبة على ساحة ملعب محافظة المثنى لكونه خربا ومهجورا واصبح مرتعا للنفايات والكلاب السائبة ولكن عند مدخله تقرأ لافتة كبيرة بانه احيل الى احدى الشركات الاهلية لتاهيله ولكن لايوجد اي اثرر للتاهيا فقط تجد اللافته..اذا كان لمحافظة المثنى الامنة ويرافق هذا العدد الهائل من الحماية لمحافظها اثناء تجوله فيها فكم ياترى سيحتاج الى حماية اذا كان يتجول في بغداد او في الموصل او الرمادي او غيرها من المحافظات الساخنة.هل فكر احد ما كم من الاموال يستنزفون هؤلاء من ميزانية المحافظة البائسة والتي يظهر ان ميزانيتها تصرف على ملذات المحافظ ومجلسه ويبدو انهم جلسوا على مناصبهم استحقاقا وليس تكليفا.وليس هنا الامر فحسب بل لو ان هذا المحافظ اهتم بمحافظته مثل مايهتم بامنه وسلامته الشخصية لما عاب عليه احد ما.

 

فعلى الشارع الرئيسي في ذلك المساء تجد عدة سيارات للشرطة وعلى كلا الجانبين وفي الشارع الجانبي المؤدي الى مدخل الخلفي لجامعة المثنى للطريق الذاهب الى ملعبها الخاص تنتشر ايضا عدة سيارات مع كافة طواقمها وناهيك عن الرتل المرافق للمحافظ داخل وقرب الملعب فهناك عدد كبير من السيارات لاحصر لعدها منتشرة في كل اروقة الجامعة والامر الذي يدعو للتساؤل هو كم عدد السيارات المرافقة لرئيس الوزراء او رئيس الجمهورية اذا كان احدهم بدل المحافظ هل لهذه الدرجة هم جبناء ويخافون على حياتهم وهل ان الامان يوفره كثرة عدد المرافقين والياتهم..ولو نظرنا الى خدمات المحافظة واوضاعها العامة والتي هي من مسؤولية المحافظ سنرى العجائب.فطرق وشوارع المحافظة كلها عن بكرة ابيها تعاني من الاهمال الشديد ولو تجولت في مركز محافظة المثنى الصغيرة نسبيا فلا تجد شارعا معبدا ابدا وكانها مدينة شيدت من غير طرق وشوارع اللهم الا الطريق الواصل مابين مدخل المحافظة من جانب محافظة القادسية والذي يبدا بالاقواس ولغاية الجسر العابر على النهر الرئيسي والمؤدي الى مركز المحافظة وهذا الشارع نفسه يعاني ايضا من الاهمال وكثرة الحفر والمطبات ولكنه افضل من ان يكون غير موجود اما بقية مناطق المحافظة فيندر ان تجد شارعا معبدا ولو اردت ان تفحص متانة سيارة ما فاذهب وافحصها في شوارع وازقة محافظة المثنى واتحدى من يقول غير ذلك..اما الماء فهو الاخر مشكلة المشاكل فيستحيل ان يشرب شخصا ما اي كان من ماء الاسالة بل ان السكان هناك يعتمدون على محطات اهلية لتصفية المياه لذا تجد ان الدراجات النارية والملحقة بها عربة خدمات والتي تسمى في لغتنا العراقية الدارجة بالستوته منتشرة بكثرة ومحملة بالعبوات البلاستيكية(الجلكانات)الحاوية على الماء الصافي ليشتري منها المواطنين مايحتاجونه من ماء صالح للشرب واذا ما سألت عن سبب ذلك ياتيك الجواب فورا بان ماء الاسالة غير صالح للشرب ابدا وبه رائحة نتنة غريبة!!!

 

عجبا مركز محافظة صغيرة كهذه ولها تخصيصات بملايين الدولارات فاين تذهب اموالها ياترى فاذا ما ناقشنا ملف الزراعة فيها فهو منهار هو الاخر وقد سرني احد شيوخ العشائر الذين يسكنون في اطراف المحافظة وضمن رقعتها الزراعية قائلا والمرارة تعصر قلبه بان حالهم كان افضل بعشرات المرات ايام النظام الوطني السابق اما الان فهم في اسوء حال وناهيك عن ملف الكهرباء وهي مشكلة عامة وليس خاصة بمحافظة المثنى ولكن الالطف من ذلك ان عمال الصيانة العاملين في دائرة كهرباء المثنى اغلبهم لايقرأ ولايكتب وتم توظيفهم لجبر الخواطر ولايفقهون شيئا في امور صيانة خطوط النقل الكهربائي وملف الصحة فيها هو الاخر يعاني من مشاكل جمة فلا يتعدى عدد الاطباء المنسوبين الى صحة محافظة المثنى اكثر من 30 طبيبا ( حسب قول مدير صحة المحافظة الشاب طبيب الاسنان احمد الزيادي) وكان من الممكن لهذا المحافظ ان يجلب الشركات الاستثمارية السياحية لمحافظته ولتعود بالنفع على ابناء محافظته من خلال استثمار بحيرة ساوة والتي هي حاليا مرتعا للمهربين وللسراق واللصوص وغيرها من المناطق الاثرية كالوركاء مثلا.ويبهر الداخل الى المحافظة من جانبها الايمن في بداية المحافظة للقادم من الرميثة حركة العمران في محيط جامعة المثنى فقط لاغير وهذا الجهد محسوب على عميدها الدكتور غازي الخطيب فلقد استحدث بنايات وكليات ومعاهد لخدمة ابناء المحافظة ومايجاورها في وقت قياسي وكان الاجدر برأيي الشخصي لو ان عميد الجامعة جلس على كرسي المحافظة فهو افضل بعشرات المرات من محافظها الحالي ابراهيم الميالي الايراني الهوى والميول ونستدل على ذلك كثرة الاستثمارات الايرانية في المحافظة ومنها شركات لاعدد لها ولاحصر ولكي تلجم الافواه تجد بنايات ومدارس ليس لها من فائدة وزائدة عن الحاجة وفارغة بنيت هنا وهناك على نفقة الحكومة الايرانية وكأن العراق وخزائنه خاوية من ان تبني حكومته لابنائها مدارس فعند باب الدخول لاي منها تقرأ لافتة كبيرة نقشت على الواجهة مكتوب فيها بانها شيدت على نفقة الحكومة الايرانية ويدهشك نوع البناء والذي هو يحاكي الطراز المجوسي الصفوي في خطوة حثيثة لتفريس ابناء المحافظة ابتدأ من جيل الاطفال ...

 

وبالاضافة الى اننا الان في موسم عيد وتسوق وتجد كل الطرق المؤدية الى اسواق المحافظة الرئيسية مقطوعة ولايسمح بمرور السيارات فيها بتاتا افلا توجد طريقة اخرى للحفاظ على حياة المواطنين وتوفير الامان غير قطع الشوارع وانتشار قوات المغاوير وازعاجاتهم المستمرة لعموم المواطنين ومراقبتهم للمتبضعين فكان الاجدر بابراهيم الميالي الاهتمام بمحافظته وابنائها ولو بجزء بسيط افضل من اهتمامه بامنه وحياته الشخصية ولو اراد الايرانيين قلعه من مكانه لاستطاعوا وفي اغتيال المحافظ الذي سبقه عبرة وهذا مختصر لما تعانيه هذه المحافظة الامنة من اهمال شديد نتيجة تربع شذاذ الافاق على كراسي السلطة ..........

 

 





الاحد٠٣ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صقر الرافدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة