شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يمر يوما إلا وكان في العراق تفجير إجرامي، وعقب التفجير بدقائق يظهر على أحدي شاشات الفضائيات أو أكثر من شاشة أحد الكذابين الرسمين، قاسم عطا الكاذب الرسمي بإسم قيادة قوات بغداد، محمد العسكري الكاذب الرسمي بإسم وزارة الدفاع، علي الدباغ الكاذب الرسمي بإسم المالكي، ليعلن أياّ منهم أن العمل من فعل القاعدة وبقايا البعث، وهم يعلموا ومن يكذبون بإسمهم واسيادهم أن الكذب مكشوف والبعث بريء من هذه الجرائم، بل هو يدنها ويعتبرها عملا عدوانيا على شعب العراق ومقاومته وخدمة لصالح الاحتلال.


دخل العراق بعد الاحتلال الكثير من الناس بعد إستباحة البلد من قبل قوات الغزو، منهم المليشيا الإيرانية كفيلق بدر والمجلس الأعلى وفيلق القدس ومليشيا حزب الله وثأر الله وعصائب الحق والمرتزقة المجندين من العراقيين مع قوات الغزو الارهابي بقيادة أمريكا والذين تم إعدادهم وتجنيدهم لها الغرض في معسكرات سابقة في بعض البلدان العربية والأوربية كالنرويج والدنمارك وأمريكا وبريطانيا وغيرها، كما دخلت مليشيا أجنبية أطلق عليها الشركات الأمنية والأكثرها شهرة في الجريمة القرة بلاك ووتر، كما أدخلت مافيا محترفة للجريمة والسرقة والنهب منها ماهو رسمياّ ضمن عداد قوات الغزو ومنها ما هو محمي منها وتحت أمرتها ولكن يعمل بشكل مستقل ومرتبط بجهات عديده أكثرها فاعلية تلك المرتبطة بالموساد الصهيوني، وأتخذت أغطية عديدة ومسميات متعددة، فتارة تعمل على أنها منظمات انسانية أطباء بلا حدود ودعاة حقوق الإنسان وحماية التراث العالمي ومراسلون بلا حدود، وحتى أساءوا للدين والمسيحية بعمل البعض منهم تحت مسميات منظمات وجمعيات دينية مسيحية، وأشكال وأساليب عديدة ما أن أفاق العراقيون من هول الكارثة حتى وجدوا أنها قد نهبت وهربت وسرقت كل شيء، فقد كانت موجودات البلد من المعدات الثقيلة إختصاصية في قطاعات التشييد والحفر والبناء والاعمار (ما بين شفلات وبلدوزرات وترنبولات وكريدرات وحفارات مدولبة ومسرفة وبرمائية وحادلات وقلابات وناقلات معدات وحاصدات وتراكتورات حراثة ورافعات مختلفة وخلاطات كونكريت ومعامل إسفلت وفارشات إسفلت وتناكر ماء وتناكر رش اسفلت وناقلات خلطة خرسانية وبمبات كونكريت ومخندقات حفر مبازل مغطات ومعدات ثقيلة لكري وتطهير الانهار الكبرى ومعدات إختصاصية لمعالجة القنوات المبطنة بالكونكريت وأجهزة معالجة الانسدادات في المبازل والقنوات المغطات والمجاري (( Flash machines ومضخات ماء ذات تصاريف كبيرة منها حوالي 2000مضخة قدرة 1م3/ثانية وغيرها ومعدات مختبرية لفحوصات المواد والعمل بأعداد كبيرة حيث أن لكل وزارة مختبر مركزي لفحص المواد في كل محافظة على الأقل أي أن هناك ما لايقل عن 80مختبر متكامل لكل فحوصات العمل الانشائي والزراعي في العراق، هذا إضافة الى ما لا يقل عن 40معمل تصليح مدني وما لا يقل عن 10معامل عسكرية لإعادة بناء وتصليح تلك المعدات ومئات الورش الكبيرة المجهزة بكافة مستلزمات الصيانة وإعادة بناء المكائن والمعدات وأعلاها الشركة العمة لتصليح وإعادة البناء للمكائن الثقيلة المسماة شركة التصليح)، تابعة لوزارات وشركات ومؤسسات القطاع الحكومي والمختلط تصل أعداد تلك المعدات الثقيلة الى مليونين ونصف المليون وعدة وعجلة، وإذا أضيف لها سيارات النقل العام والشخصي الحكومي والتي يصل أعدادها الى حوالي نصف مليون عجلة لم يبقى من تلك المعدات الى نماذج للذكرى، أضف لذلك معدات وموجودات الجيش، ولم تحرك قوات الإحتلال ساكنا ولم تمنع أو على الأقل تسأل أين تهرب تلك المعدات ومن يقف ورائها وأين أموالها، هرب 95% من تلك المعدات الى إيران وملايين من قطع الغيار ومعدات وأدوات الصيانة حتى بلغ الأمر أن أقتلعت معامل بكاملها حتى سكك ورافعات جسرية ثابتة ونزلقة داخل معامل الصيانة والتصليح وهربت كل ذلك جرى أمام أنظار قوات الإحتلال وبدرايتها وبتسهيل وتواطيء منها، هرب كل ذلك جهات معروفة المجلس الأعلى وحزب الدعوة وجزبي العمالة برئاسة بارزاني وطلباني.


من بين الذين دخلوا مجاهدين عرب مسلمين شرفاء عندما شاهدوا ما يفعل باهلهم وبلدهم العراق غيرة على دينهم وقومهم، شرفاء دفعهم الصمت العربي والظلم الغربي لأن ينفروا خفافا ويجيبوا أمر الله إنتروا خفافا في سبيل الله، فجزاهم الله شهداء وأحياء على نياتهم، مع كل هؤلاء دخل مقاتلوا القاعدة وشكلوا ما سمي بتنظيم قاعدة ما بين النهرين، الذي تحول بعد فترة الى دولة العراق الإسلامية لاحقا؟ فمن هم هؤلاء ومن يقف ورائهم وأبعاد سماح قوات الإحتلال له بالتشكيل وكيف تم تشكيل مليشيات أخرى على غراره وبنفس منهجه وإن كان مختلفا عنه في المرجعية المذهبية؟ ولماذا يقف وراء الجهتين أطراف الإحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر؟


دخل مقلتلوا القاعدة لأمرين الأول هو توسيع نطاق صراعهم مع أمريكا التي لهم معها ثارات منذ ما بعد حربهم في أفغانستان ضد الإتحاد السوفيتي السابق والذي جندوا به ضلالاّ وطمعا كمرتزقة لخوض حرب نيابة عنها، وتأكد لهم ذلك في حرب يوغسلافيا السابقة، وكيف تحولوا في عرف مشكلي تنظيمهم ومنظريه ودعاته وداعميه ومموليه أنظمة ومرجعيات ومؤسسات دينية إلى تنظيم إرهابي متطرف، زاده تصعيداّ وتطرفاّ ما تلقاه المسلمون عموما بسببهم بعد فلم الكاوبوي الصهيوني في نيويورك (تفجير برجي التجارة العالمية) الذي إدعوا أنهم ورائه كذبا لأغراض دعائية كتعبير عن قدرتهم، أو هم فعلا المنفذين وبهذا يكونوا مندسين على الإسلام وأنهم قد قدموا خدمة للصهيونية والإمبريالية العالمية لا مثيل لها؟؟؟ وخلال دخولهم إستطاعت المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني أن يخترقوهم بإدخال مرتزقة في أوساطهم بعدد كبير وبقدرات قوات الإحتلال وتسهيلها لهؤلاء إستطاعوا أن يصلوا لمواقع قيادية في التنظيم، فحول وبإرادة الإحتلال وتخطيطه من تنظيم يستهدف قوات اإحتلال الى مليشيات تستهدف طائفة من المسلمين (الشيعة) وصار القتل على الهوية المذهبية لعموم العراقيين أو على الإسم أحيانا أمرا واقعا فعلاوي وعمار وعبد الحسين وعبد الحسن مباح قتله لأنه شيعي كافر، في المقابل ولد تنظيم بنفس الفكر ولكن بمرجعية طائفية تبدوا مخالفة وهي استهداف العراقيين (السنة) على نفس الأسس وصار قتل عمر وعامر ومروان وسفيان مشروعا وفق نفس الاستراتيجية والمنهج الفكري السابق ولكون المليشيا الوافدة من إيران مكشوفة عند عموم شعب العراق ومعروفة المنهج، إضافة لإعمالها اإجرامية التي رافقت دخولها مع قوات اإحتلال مثل فيلق بدر وقوات المجلس الإعلى وحزب الله والمؤتمر الوطني برآسة الحكيمين والجلبي، وأعمالهم الإجرامية ضد أعضاء الحزب ومنتسبي الجيش والمؤسسات الأمنية الوطنية أسقط إمكانية عملها بهذا المجال فكان خير إطار ليعمل فيه مرتزقة من كل هؤلاء وآخرين يتم تجنيدهم من المنحرفين في الداخل أو من الخارج هو تشكيلات جيش المهدي التي تعمل بدون ضابط تنظيمي ولا تحديد لهوية المنتمين له تماما كما هو تنظيم القاعدة (أي لملوم لا أساس له) فبالإمكان أختراقه بعدد كبير أيضا من المجندين، وصار هدف الطرفين قتل العراقيين وبهذا خدموا الإحتلال خدمة يستحقوا منه عليها كل التسامح والتمويل من حيث غض النظر عن حركتهم العلنية والسماح لهم باستخدام آليات حكومية وأسلحة عائدة للجيش والشرطة سابقا ولاحقا في عملهم، حتى بات النزاع عراقيا عراقيا، إضافة الى أن الطرفين يستهدفوا البعثيين وضباط الجيش والأجهزة الأمنية وهذا يعني العمود الفقري للمقاومة، فإعتبرها الإحتلال مكسبا عظيماّ لخدمته، إضافة لتحريك الإعلام الدولي ليوظف أعمل الطرفين على أنه عمل المقاومة والوضع الحقيقي للإسلام وبهذا كسبت الإمبريالية والصهيونية دليلا على نظريتها المخطط لها وهي تشويه صورة الإسلام والمسلمين والمقاومة.


وفي حقيقة الأمر لا وجود للقاعدة ولا هناك عنف طائفي في العراق ولكن دهاقنة الارهاب العالمي ومفكرية إستغلوا غباء زعامات جاهلة طالبة للمجد الشخصي ووظفتهم لخدمة منهجها ومخططها الشرير، بل هم مرتزقة وعملاء الاحتلال اخترقوا أبناء الشعب المغفلين وحققوا للإحتلال ما يريده، وأحد أهم الأدلة على ذلك إرتباط جناح تنظيم القاعدة الأساسي بحكومة ومخابرات إيران الإسلامية! وبتسهيل ورعاية وتمويل منها ينفذ جرائم بالعراق، فالحقيقة التي لا يمكن تغطيتها هي أن أطراف العملية السياسية الحالية وسلطة الإحتلال هي جزء من العمليات الإجرامية القائمة في العراق والتي تستهدف قتل العراقيين وتدمير وحدتهم وبلدهم، والموقع الذي ينشر بيانات عن عمليات القتل الجماعي للعراقيين قد يكون له مقر متميز في المنطقة الخضراء، وقد قال العرب (البعر يدل على البعير)، فالمستفيد من كل ذلك هو الذي يفعله؟.

 

 





السبت١٦ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة