شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

( ان هذا القرأن يهدي للتي هي أقوم )

 

صيحة تنبيه وتحذير للقوى الوطنية العراقية في مسيرتها الحزينة  

 

تقرير منظمة العفو الدولية ذكر اقل من نصف الحقيقة واكتفى ان يعلن عن وجود 30 الف معتقل في السجون العراقية من دون محاكمة . واوضحت المنظمة التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان ومقرها لندن ، ان "التقديرات تؤكد وجود ثلاثين الف معتقل في العراق دون محاكمة ، ولم تقدم السلطات ارقاما دقيقة حول اعدادهم". وافاد التقرير ان "حوالى عشرة الاف من هؤلاء سلمتهم الولايات المتحدة الى العراقيين في الاونة الاخيرة مع انتهاء المهمة القتالية" لجنودها مشيرة الى احتمال "تعرضهم للاساءة وانتهاك حقوقهم". وندد ب "التوقيف غير القانوني والتعذيب والاعتقالات التعسفية التي قد تمتد لسنوات في بعض الحالات دون توجيه اتهام او المثول امام القضاء". واشار التقرير الى احتجاز اشخاص في "معتقلات سرية للحصول على اعترافات يتم انتزاعها بالقوة فضلا عن الاختفاء القسري". وقال مالكولم سمارت مدير المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان "الاجهزة الامنية العراقية مسؤولة عن انتهاك حقوق المعتقلين بشكل منهجي وتم السماح لها بذلك مع الافلات من العقاب".

 

يتساقط كل منطق يعتمد على العقل ، أمام المأساة الدامية والمروعة في ارض العراق ، ويبقى منطق القتل والقسوة والارهاب والمذابح والتشريد والاعتقال هو صاحب السيادة على ادمغة الصفويين الفرس وحلفائهم الشعوبيين الحاقدين وتجار الدين السياسي من اهل  السنة والشيعة ) العراقيين ، فلا أثرت نداءات العروبة ، ولا أثرت روابط الدين ، ولا تقدمت وشائج الاخوة والمشاركة خطوة واحدة نحو ايقاف حمامات الدم التي يصنعها التعصب الصليبي الاميركي والصلافة الغبية الصفوية الفارسية العميلة  ويبقى ما يحدث هناك ، في العراق ، وصمة عار في جبين الامة العربية والاسلامية حيث تقاعس المسلمون حكومات وشعوبا عن مناصرة الشعب  العربي  المسلم في العراق حتى اصبح ديارا خرابا ، واهله مشردين ضائعين ، والبقية الباقية من المقاتلين المجاهدين يحاصرها العلوج المحتلين والعدو الصفوي الفارسي من الداخل والخارج . والبعض من المحسوبين معارضة وطنية يقتصر فعلهم على النداءات والتصريحات والاماني التي تذاع عبر الاثير ، حتى ما عاد للكلمة صدى ، وما اصبح للنداء ترجيع ، فالقوة قد اصبحت منطق الاشياء في ايامنا وعصرنا .. وتحولنا – رغم اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين – الى وحوش ضارية نحيا في غابة يحكمها – للاسف – قانون الغاب ، وهو قانون البقاء للاقوى . واذا كان المسلمون في ايامنا يملكون كل اسباب القوة ، الا انهم لا يأخذون بهذه الاسباب ، ويكتفون بالهتاف او النواح ، ويقفون في عرض الطريق يستجدون الرحمة والعدل والانصاف .. ولو علموا – ولاشك ان الكثيرين منهم يعلمون ولا يعلمون – لأقاموا من واقعهم المستخزى واقعا أخر ، أكثر نضارة واشراقا واكبر قوة وارتقاء ، وبدلا من الاستجداء وطلب العطف ، سوف يجدون الدنيا تخضع لهم ، وتعمل لهم الف حساب ، قبل ان تفكر في الزراية بهم والسخرية منهم وتحطيم اعوادهم الضعيفة .

 

ذكريات :

ان 9 نيسان 2003 له في الذهن العربي المعاصر ، اكثر من ذكرى سيئة مؤلمة ، فقد احتل  الاحمق بوش وحلفاءه الصفويين الفرس والشعوبيين الحاقدين بغداد العروبة والشموخ ، وشنوا حربهم الشرسة والضارية على العراق وهدفهم  تحطيم القوة العسكرية العراقية المتصاعدة المهددة لاسرائيل وكيانها ، وتحرك  رعاع الصفويين الفرس الذين يعيشون على الساحة العراقية ،  مستغلين لبعض الاخطاء بقسوة متأصلة في اعماق نفوسهم ، فقاموا بعمليات شنيعة ، وصلت الى اسوأ مما يفعله قطعان اليهود الصهاينة في فلسطين .

 

لوثة جنون ام لعنة

ما ذا جرى للواقع العربي والاسلامي ؟ هل اصابته لوثة من الجنون ؟ ام ان اللعنة قد حلت بالعرب والمسلمين ، فأصبحوا هدفا لكل زراية وسخرية وقهر ؟ ام ان العقاب الالهي المعجل ينزل بهم لتقصيرهم في اداء الواجبات وطلب الحقوق ؟ ام انهم تغيروا وخرجوا عن دائرة الدين وعاشوا في وثنية معاصرة لا تلقي بالا الا للمتعة ، واشباع الغرور الفردي ؟

 

قد تكون الاجابة ب ( نعم ) عن كل هذه الاسئلة حين نرى البعض من المعارضة العراقية للغزو والاحتلال تنتفض وتقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب مقولة المعتز بالله قائد الجهاد والمجاهدين ( البعث حاضنة المقاومة والجهاد ) ، ويصمتون عن القتل والتدمير واكثر من 70 الف عراقي معتقل بلا سبب وبلا تهمة وبلا محاكمات ، ويصمتون عن ما يجري من هتك للاعراض ، هذا بالاضافة الى ما نرى من نتائج مؤسفة تحدث على الساحة الاسلامية ، ولكن ما يحدث في العراق قد اصبح فظيعا ومروعا ورهيبا . و الواقع الذي لايقبل الشك ان الامور اذا تركت ، كما هي عليه ، فالفاجعة ستصل الى حدود خرافية .

ويا ايها المسلسل الحزين الدامي .. متى يظهر الفجر !؟

 

 





الثلاثاء٠٥ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نصري حسين كساب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة