شبكة ذي قار
عـاجـل










ودعنا رمضان داعيا لنا ان ننال بفضله مرضاة الله وتقبله حسن اعمالنا ان نكون بحال افضل بعامنا القادم,ودعنا مستغربا ما راه كيف اصبحنا نستغل معنى فرحته لنشوهها,ونقضيه بضجر بانتظار ساعة الافطار بين ساعات نوم النهار والاستيقاظ على مزاج يدع كل من يقابلنا يتمنى ان لا نصوم,وكيف نبذل باسم الكرم نملئ موائدنا باشهى الماكولات وملايين اخوة لنا بالدين والانسانية يتضورون جوعا ويموتون وننسى امتحاننا بالقول,لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه,واقل حبنا قسمة رغيف الخبز,وبعد الافطار نقضيه بحلال المخدرات وسيل المسلسلات,شاهد مظاهر تقديسه عبر الشاشات وان كانت صادقة اقرب للشكلية,وبفضل الفضائيات دون منازع تشرف محافظة على بعض قدره لما تدر ظواهر قدره من منافع تركنا رمضان بحسرة زيارته عامنا هذا وجميع احوالنا والايمانية بالمقدمة اسوء بتوالي الاعوام,داعيا لنا عدم التسليم للهو وازاحة غشاوة العين التي تزداد سمكا سالبة قدره وقدر انفسنا بكيفية استقباله ووداعه,سلبنا الانتباه والفهم لنميزمهارة التمويه خلط الصالح بالطالح,حولت حياتنا كطاعاتنا بيد الاسياد الملاك والكوادرعبيده الاعلامية كي تاكل من بين يديه من الشهد للفتات احالتنا لمهام تتسيدنا بهئية القنوات الفضائية العربية العامة,متعة البصر هيمنت على البصيرة بعيدا عن الانبهار والتامل  بملكوت الله وخلقه,كما ان النفس الامارة بالسوء تهمس ما لنا وكلام الغيب لنعيش ونتمتع والله كريم ورمضان فضائياتنا اكرم,ليست المشكلة بالفضائيات ومن يدير دفتها لوحدها انما الامر يتعلق اكثر بسرعة تقلب احوالنا لتقلب مصداقية الخطاب عند المسؤولين ولدى معظم رجالات الدين جعلنا عرضة التخبط بين التحلل والتطرف     

 

انقضى الشهر والفضائيات باستقباله مهللة وباذلة الجهود حتى توديعه واستقبال ايام عيده عيد الفطرالمبارك,ليس حبا وكرامة بنوره وبهاء طلعته انما لمقدار حصاد ارصدته الوفيرة,سهل تطويع النفوس واخفى قدرالغيب وحياة الاخرة الخالدة المسطور في الكتب والرسالات السماوية الثلاث,ليفقد ضيفنا المقدس عزته ووجاهته وكرامة قدره بتشويه اطلالته لاحتراف فن المصادرة الفكرية

 

تعبد رمضان لم يعد كما كان ايام البث الارضي,وايام المذياع وزمن ما قبله وزمن اي واسطة اخترعها الانسان جمعت الناس حولها,ليتفرقوا فكريا ويجتمعوا وهما جسديا ,تبوات الفضائيات جدولة رمضاننا المعاصر,والتحضيربعلم الغيب مستقبلا ليموت رمضان,لاماتة باقي القران المقدس بعقولنا وافئدتنا معا,لكن ههيهات من احلام الكافرين ان ينالوا من يقين الايمان وثباته ووعد نصرته,لم تظهر الفضائيات اهتمامها بشهر الذروة الا لحاجة التسريع نيلا للغايات القريبة والبعيدة المدى المحددة لها

 

ولطبيعة رمضان الزمنية وطقوسه الدينية جعله ملاك الفضائيات مطمعا وسوقا لتصريف المواد  وجني الارباح باستغلاله,كزمن الذروة, وطبيعة الالتزام به وكيف يعيشه الصائمين باجواء الصومعة وملازمة البيت بعد العمل يسر النفع منه وزج الرسائل المغرضة لترد المشاهدين لارتفاع نسبة المشاهدة فيه,وجعله سببا لانحسار المشاهدة عن القنوات الاخبارية كالجزيرة والعربية الى القنوات المنوعة خاطفة اضوائه, بعد ان حققت تلك القنوات اعلى نسب مشاهدة في العقد الاول  للبث الفضائي زامنت بتغطيتها الاخبارية احداث الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان,

 

وتراكم خيبة الامل وفقدان المصداقية للقنوات الاخبارية,وتناقض الطرح مع الواقع قوض الثوابت واضعف القدرات لكم ونوع الماسي التي يشاهدها المشاهد,بدل ان يكون الاعلام  داعما للحس الوطني والمقاومة والنهوض للتغيرضمانا للمستقبل ,ووضوح دور الاعلام ومساراته عند ذوي الامر واصحاب ملكيته وعلى دراية واسعة لاي خلل يضر الامة وبيدهم  تجنبه واثاره السلبية,وان اختلف الاعلام العربي الفضائي يختلف على حصرالخلل وعرضه بمكان الخبر والحدث لالغاء الشعور القومي خدمة للاعداء اصحاب الشركات الاعلامية العملاقة لتحقيق الهدف الاكبر والاهم محو نور الاسلام مؤرقهم الحقيقي والمعيق لمخططاتهم الشياطنية,بدراسة مستفيضة لاحكام القضاء عليه بالقضاء على العرب والاسلام كخطان متوازيان ومتساويان في عينهم لا يتوقفوا عن الاستعداد له واحاطته بالمستطاع لذلك

 

وسارعت مجتمعاتنا وبفضل اعلامنا نحو التغير كالمتسابق مع الريح للتردي الفكري على مختلف الاصعدة,ولاثارالاحباط والانحطاط السياسي,الحال لا ينكر التفاوت الايجابي النسبي في بمضامين الطرح لبعض دولنا العربية وتجاذبها الانباء بين المحبط هنا والبناء هناك والسماح لها فجأة بنهضة شكلية وكل شئ محسوب وفي الغيب ثمنه معلوم!!!,واكبراشكال مهانة النفس العربية بتقبل تكريس,الاستيطان الصهيوني لفلسطين,واظهار احتلال العراق مكرمة امريكية وان دمرت نهضته العربية واعادته الى الوراء لقرون,افرز انعكاسات بتغير طباعنا وسلوكياتنا بالتدهور من سئ لاسوأ,جعل الانتاج للقنوات المنوعة كمتلقف لما تساقط من افرازات الاعلام الخبري المسيس كرطب ليظهر كمراة عاكسة لتعالج السوء لا لتعمقه!!!,ويبدوا ان الاعلام الاخباري زارع الغام الاحباط والحط قدم حال الفرد مادة دسمة يستقي منها الاعلام المنوع خاصة بمجال الدراما عارضا الحال العربي الكاشف لهواننا على انفسنا كاعلام صادق ومعالج,هذا التناسق الانتاجي الدرامي والخبري يفضي كاشفا التنسيق التناغم بين القطاعين والامة وليمة يتقاسمانها,والقطاع الديني ببرامجه وقنواته المتخصصة مع عدم نكران الكثير من الجهود العاملة المؤمنة والصادقة,حالة لها ابعادها تستحق عرضها وتناولها على حدة

 

والشعوب العربية مسؤولة ايضا ساعدت وساهمت لما اوصلونا اليه,الواقع لا يخلي مسؤولية كل فرد عربي لتحقيق التوازن وضمان الحماية والرد والبقاء كامة وشعوب حية,واعلامنا المعاصر بشقيه القطاع العام والخاص واشكاله خبري ومنوع وديني وثقافي واجتماعي عمل ليفضح نفسه بنفسه بفشله كسب ثقة الافراد وما وراء مهام الاخبار ومعالجاتها,من طرق عرض واساليب تناول المواد وطرحها ,وتوجه الاعلام للقنوات المنوعة جعل المشاهد كلاعق السم بالعسل,والاعلام المنوع بدأ منذ بدايات الفضائيات لاعبا دورا كبير,والمستثمرون الجدد بعد ان صالوا وجالوا واشبعوا المتفرج عري الهز والرقص بانتاج الكليبات كان رمضان اليهم اكبر مناسبة لاقتحامهم الانتاج الاعلامي المسلسلاتي,لوفرة راس المال المغري والمعروض من قبل الشركات العالمية الداعمة وخلق طبقة راسمالية صغيرة من المنتجين لاشان لها غير الربحية, انعكس على باقي الكوادر العاملة من النجوم وغيرهم,

 

لا نود ان نغبن تجارب الانتاج الاعلامي العربي النافع,لكن التخريب الفكري بضخ مواد وبرامج ودراما الاعب والرابح الاكبر بسلبية الطرح,اثر بشكل ملحوظ على المساحة الضيقة في الاعمال الايجابية عملا بقاعدة ذر الرماد في العيون,ومع صعوبة الامر على العاملين من عدم التحسس لمطاليب الاعلام باللجوء للصمت بحثا للقمة العيش,والمعلن من الاعلام سائرا لالغاء الجذور وتجاهلها ومهدما ونافيا للتاريخ ومكذبه,والتصبر بقليل الاعلام النظيف ياتي عن طريق الاعلاميين الوطنيين ليشد رمق الامة,فرب العمل وسيد النعمة يخضع ليخضعه لاجندة محسوبة,ولازالت عدد من التجارب يشهد لها ويلمس ايجابية قرائة المضامين فيها معظمها تنشررسائل ما بين السطور والاقناع بحسن النوايا ان كان العمل سلبيا او العكس ان يطرح العمل بشكل ايجابي ويحمل احيانا رسائل عدة ولكنها لا تخلوا عن بث رسائل سلبية على نمط لغة ما بين السطوى التي تغوص لقاع المجتمع,

 

نجاح دور الاعلام بمجمله متفق بتسطيح وتعميق الانقسام القومي والوطني ليصل للانقسام العائلي والاسري واضعاف دورالتكاتف الذي ميز الامة باسلامها وتقاليدها العريقة الراسخة,الاعلام الاخباري الاعلام الاكثر ترويجا لاجندة المستعمر المتاجر بدمائنا,متكفلا زيفه باسم الديمقراطية باظهار منح حق الافراد باعلامهم بما يدور من حولهم وجعلهم بالصورة لفهم دورهم ازاء المجريات,باسم الديمقراطية,كبدلة خاطها وصدرها المحتل بزي عربي على المقاس,وباج يحمل ويعلقه على الصدر كل من اراد طموعا الدخول لمؤسستهم الدموية

 

تعدد سلبية الاعلام الخبري,وملئ الفراغ الفكري وتخفيف شعور الياس والتغلب على حالة الاحباط النفسي,والهروب من المشاكل المعاشية والصحية والاقتصادية التي اخذت تستنزفه بتسيد منهج الغولمة,واسهام ضخ وزخم الواجهات الدينية ببرامجها وافراد مؤسساتها من غير الائمة التقاة والعدول,ولاختلاف الفتاوى بينهم عرض الامة واغرقوا فكرها للتخبط والضياع دون تميز لما يصح الاخذ به وما لا يصح,عوامل خلقت وكرست حالة الفرقة والتطرف والتحلل,الاسباب ذاتها وجهت الافراد للقنوات المنوعة,وتجنبا للخلل الفكري الذي يخشوه جراء التشويه والدس وزرع الفتن باثر قوة عامل الدين من جهة وتزيف الديمقراطية من جهة ثانية,وتقوت لحظات طاعة وتعبد عند المسلم هي افضل لديه من امضائها مع هديرالتطرف بكل اشكاله وانتمائاته,لتتشكل النسبة الاعلى للمشاهدين مفضلين قضاء ساعات الاسترخاء والاستراحة بعد العمل بالمتعة والراحة اخفت قدرته على الانتباه لاهداف وراء تلك الخدمات المتوفرة والرخيصة وشبه مجان 

 

 





السبت٠٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب منتهى الرواف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة