شبكة ذي قار
عـاجـل










1.   الاسلام حرم الابادة الجماعية: القضية الجوهرية التي قلبت مفاهيم البشرية كلها برسالة الاسلام الخاتمة هي تغيير مفهوم الحرب ووصفها، فرفض الاسلام لمبدأ الصراع وتبديل وصف الحرب الى التدافع، هذا بحد ذاته تغيرا كبيرا ونقلة نوعية عظيمة في المفاهيم وفي فلسفة الخلاف بين الناس، والنزاع المسلح، فالصراع يعني انهاء الآخر والقضاء عليه والغائه، وهذا يخالف سنة الله الذي اقر التعددية، وتحقيق التعايش والتسامح بين فرقائها واحترام خصوصياتهم والاعتراف بها وعدم معارضتها بالقوة والبغي، ففي سورة فصلت الآية34: (ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

 

2.   النهي عن مجرد الاشارة بالسلاح على الانسان: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ آله وَسَلَّمَ قال: (إذا مر أحدكم في مسجدنا أو سوقنا بنبل)؛ يعني ومعه نبل في يده (فليضع أو فليمسك بيده على أنصالها) يعني فليضع يده على مقدمة النَّبل، وهو يمشي في السوق يضع يده على أنصالها لئلاّ يؤذي بشرا مسالم مسلما كان او معاهد(مواطن) أين هذه التوجيهات المباركة والتوجيهات العظيمة من أولئك الذين يصفونا بالارهاب وهم يغزوا بلادنا ويروعوا ويقتلوا اطفالنا واين ادعائهم بحقوق الانسان والتبرم بمحاكمة مرتكبي جرائم القتل العمد والابادة؟. ونهى عن الإشارة بالسلاح لانسان ولو على سبيل المزاح، بل جاء عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى عليه الصلاة والسلام أن لا يناول احد السيف لصاحبه مسلولا، وفي حكمه ان السكين لا يصلح أن تمد عندما تعطيها للآخر بطريقة متجه نصلها إليه وإنّما تعطيه السكين من المقبض، كل هذا محافظة على الانسان ودفعا وتحذيرا من الخطأ او نزغ الشيطان؛ لكي لا يقع إضرار غير مقصود أو إخافة غير مقصودة، هكذا هي الاخلاق في القرآن، وهذه هي اخلاق واحكام المسلم الحقيقي، فكم كانت بوارج وطائرات وصواريخ وقنابل الامريكان والانكليز وحشدهما الشرير وكم كميات اسلحة اليورانيوم لتظل جرائمهم بقتل البشر قرونا طويلة.

 

3.     الاسلام أول من طرح حقوق الانسان: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الاسراء ألآية 70، لقد شرع الاسلام تحرير العبيد والرقيق، فبعد تحديد حالات الحرب التي هي أحد الموارد الرئيسية للعبودية، أقر الفدية للأسري بأن يدفع ذويه وقومه مبلعا لتحريره، وشرع أحكاما في تحرير العبيد وتخليص البشرية من العبودية، فجعل كفارة كثير من الخطايا والذنوب تحرير رقبة، (من قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة)  النساء الآية 9، وزاد بأن جعل تحرير الرقاب له جزاء من الله موازي للعبادات، بل وأضاف أن خصص جزءا من موازنة الدولة –بيت مال المسلمين- يخصص لهذا الهدف السامي في تحرير الانسن، (انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله  وأبن السبيل فريضة من الله، والله عليم حكيم) التوبة الآية 60. أكد القرآن الحرية الدينية (لا اكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد لستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) البقرة الاية256، (ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناسحتى يكونوا مؤمنين) يونس الآية 15. (قال يا قوم أرأيتم ان كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم كارهون) هود الآية 28. والآيات وأحاديث الرسول في ذلك أكثرمن أن ندرجها. وأكد الاسلام على تحرير العقل البشري وأمر بالتفكر في الامور، (قل انظروا ما في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون) يونس الآية101. وقصص القرآن كلها لحث الانسان على التفكر والتفكير أي تحرير عقل الانسان (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) الاعراف من الآية 176،هذا كله لتحرير عقل الانسان وحثه على التفكير والتأمل وهي أولى اسس حرية الانسان وحقه في تحديد منهجه الديني والفكري. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان أمتي لا تجتمع على ضلالة) واضح لمن يتأمل ويستنبط منه الأحكام، أي أن الغالبية في خيار الأمة هو المرجح، لا كما يجعل كثير من الفلاسفة أن النخبة هي صاحبة القرار. ومبدأ الشورى واحد من اسس فسح المجال لكل صاحب رأي أن يطرحه (وأمرهم شورى بينهم) و (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم بالامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب التوكلين) فهذا أمر الله لرسوله الذي يوحي اليه بكل شيء، فكيف من هم دونه علما ودراية، فهذا صاحبه وخليفته ابي بكر عند اختياره لخلافة المسلمين وتولي سلطة الدولة، يقول: (أما والله ما أنا بخيركم، ولقد كنت لمقامي هذا كارها، ولوددت أن فيكم من يكفيني،  أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله؟ اذن لا أقوم بها، ان رسول الله كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وان لي شيطانا يعتريني، ألا فراعوني، فان استقمت فأعينوني وان زغت فقوموني)، كم من الحكام وخاصة المسلمين يقول هذا عن نفسه ويطلب تقويم مسيرته؟

 

4.  الاسلام حدد الجريمة بالمجرم ذاته وحمله مسؤوليتها: أكد التشريع الاسلامي على أن الفرد المرتكب الخطيئة أو الجريمة مسؤول عن ما أرتكبه، ولا تتعدى المسؤولية فاعلها، الا ان كان شريكا أو محرضا أو دافعا لها، وهذا تغيير كبير في ما كان سائدا في المجتمع العربي نتيجة العرف القبلي بأن كل القبيلة مسؤولة عن جريمة المجرم وما ترتب على ذلك من ثأر وقتل غير المجرم، وكذلك ألغي ما كان يدعيه اتباع الديانات الاخرى بادانة كل المغايرين لها بالرأي، وما بدلوه في كتب الانبياء كما هو في العهد القديم (التوراة) التي حرفها اليهود فاباحوا لأنفسهم قتل كل الشعوب المخالفة لهم ولو كانت مسالمة وليست في حالة حرب، (ومن يكسب اثما فانما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما* ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرم بها بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا) النساء الآيتين 111و112.

 

5.  الاسلام أول من رفض العنصرية والشوفينية: أتضحت الصورة كثيرا بعد هذا الاستعراض البسيط للاسلام كدين وشرعية حياة، ولا اتصور أني أحتاج لادالة أخرى على اثبات رفض الاسلام للعنصرية والتعصب والشوفينية، ولكن سأدلج لطرح موضوع العرب والاسلام ببساطة وايجاز، فرغم كون النبي عربي والقرآن عربي وكثير من احكام الدين مأخوذة من واقع العرب وارثهم وحياتهم وواقعهم، وكذلك معالجات الدين لمشكلات وتناقضات الواقع).  البشري من خلال معالجة المجتمع العربي ومشكلاته وتناقضاته، فهذا كان لاسباب عديدة، أن العرب لم يكونوا منقطعين عن العالم وكل ما عندهم يكاد يتطابق مع ما عند الأمم الأخرى، وأن العرب يمثلون الطليعة والفصيلة الأولى في جند الدين الجديد فلابد من تهيئه الادات والحاضن واحداث التغير النوعي فيها ليكون نقل الدين بكل جوانبه وآثاره المستقبلية على البشرية بشكل كامل وصحيح كان التركيز على العرب مأمة حاضنة ومبشرة برسالات السماء جميعا، والأخرة أن رسول الله أكد على المساواة بين بني آدم وركز على ذلك فاحاديثه عديدة في هذا الجانب (لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى) (لا فرق بين أبيض وأسود الا بالتقوى)، (العروبة ليست ابا واما بل لغة وايمانا).

 

6.  تحريم الخيانة والغدر: قال الله تعالى ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ﴾[الأنفال:58]، وقال تعالى ﴿ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾[النساء:107]. وجاء عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته). وكان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ يوصي الجيوش عند توجيههم للغزو والحرب، (أغزوا بسم الله ولا تغلُوا ولا تغدروا)، فنهى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عن الغدر ونهى عن الخيانة والله جل وعلا لا يحب الخائنين. وهذا العمل فيه خيانة، وفيه غدر، أليس كذلك يا أيها الولي الفقيه واتباعه.

 

7.  الوفاء بالعهد: اكد الاسلام ورسول الله الصادق الامين على العهد والوعد والوفاء بهما واستخدموا العهود للتضليل والغدر فكانت قرارات وقف اطلاق النار ونزع الاسلحة مقابل ان ينهى عدوانهم ويرفع الحصار الجائر واللاشرعي عن العراق دليلا على وعدنا ووعدهم فقد التزمنا ودمرنا جميع الاسلحة واستغلوا تدميرنا للاسلحة وغزونا واحتلوا ودمروا وقتلوا اهلنا ووطننا، والآيات والأحاديث في الوفاء بالعهد كثيرة منها قول الله تعالى (الذن ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون)  البقرة الأية27، و﴿وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً﴾[الإسراء:24]، قول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾[المائدة:1]، وجاءنا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أنه قال: (من قتل معاهَداّ لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين سنة) نهي صريح عن قتل المعاهَدين، ولكن كي لا يلتبس الامر على عباد الله ليس المعاهد من جاء لاجل قتال او بدعوة من خائن وعميل اجير فهذا ليس بمعاهد بل هو غاز ومن دعاه مرتد عن دين الله وخوان اثيم وهو منهم لانه اتخذهم ولاة له، وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (من أمّنَ رجلا على دمه فقتله، فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «يقول الله يوم القيامة: أنا الملك، أنا الديّان لا يحل لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عليه مظلَمة حتى أقتصها منه»، ولاشك أنّ في هذا ظلم وعدوان والله جل وعلا قال ﴿وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[المائدة :27]، أفلم يكن قرار مجلس الامن بفرض الحصار على العراق لحين تدمير اسلحته التي حددها المجلس المذكور عهدا وهذا دليلا على ان الامريكان ومن حالفهم لا عهد ولا ذمة لهم،وألم تكن زيارة السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة لايران والتقائه باقطاب حكومتهم ووعدهم باسناد ودعم العراق ضد العدوان الامريكي وعدا وعهدا فكيف تعاونت حكومة الولي الفقيه مع الغزاة لارض الاسلام؟(يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود ..) سورة المائدة من الاية1.

 

 





الخميس١٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة