شبكة ذي قار
عـاجـل










1.  أكد على حفظ المال:  (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون) البقرة 188 ونهى الله ورسوله من الاعتداء على المال العام والخاص وحرمها، وقد جاء في خطبته عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في حجة الوداع (إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)، ثم أشهد الله على انه بلغ الناس، وكم من أموال نهبت وسرقت وهربت واتلفت وممتكلات دمِّرت، وبيوت فجرت ودماء سفكت في غزو واحتلال العراق أو بعيدها، وكم هو الفارق بين مبادئ الاسلام العظيم وما يدعون به اولئك الاوباش الكفرة المجرمين، وكم كان من بين الفاعلين يدعون أنهم مسلمون وهم مرتزقة في جيوش الاحتلال، فمن هو الارهابي ومن هو الذي يسبب نشر الارهاب والقتل والفاحشة والبغي؟ الاسلام ونبيه واتباعه أم امريكا والصهيونية وحلفائهم ومرتزقتهم؟

 

2.  تحريم الفواحش: فقد قال تعالى (ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوالهم عذاب أليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون)، النور الآية 19، (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب باياته انه لا يفلح الظالمون) الانعام21، (قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والعدوان بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون) الاعراف 33، (ولوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين*انكم لتاتون الرجال شهوة من دون النساء بل انتم قوم مسرفون)الاعراف 81 و82 .

 

3.  تحريم الربا واستغلال المضطر والمحتاج: (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) البقرة من الاية 275، (يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار اثيم) البقرة 276، (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنون) البقرة 278، (يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون) ال عمران 130.

 

4.  تحريم كتمان الحق وشهادة الزور : (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون) البقرة42،(يا ايها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم أو الوالدين أو الاقربين) النساء من الاية 135.

 

5.  تحريم الكبر والعجب: (ان الله لا يحب كل مختار فخورا) النساء من الاية 36 ، (ولا تمشي في الارض مرحا انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) الاسراء الأية37، (لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين)، النحل الآية 23، (فبئس مثوى المتكبرين) الاسراء من الآية ، 29وقول رسولنا الكريم (لا يدخل الجنة من في قلبه ذرة من كبر أو عجب). والاحاديث كثيرة في هذا الباب.

 

6.  أمر الاسلام بصلة الرحم: وهذا أمر أكبر في بناء المجتمع، والتأكيد على البناء الاجتماعي المبني على المحبة والتعاون والتوادد بين ابناء المجتمع، وايلاء العرقات بين الأقارب أوسع من الرابطة العائلية الصغيرة فعندما يجعل الاسلام ونبيه هذا حكما شرعيا متعلقا برضى الله وجزائه للفرد، فمعناه أن الاسلام قد أكد على العلاقة داخل العائلة الصغيرة التي اعتبرها مسؤولية كبرى للمؤمن،فقد شدد الاسلام على بر الوالدين وطاعتهما وقرن الخضوع لهما ورضاهما من رضا الرب سبحانه، واعتبر الرسول صلى الله عليه أن رعاية الوالدين تتقدم على الجهاد والقتال في سبيل الله، وآيات القرآن واحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة في هذا الجانب،فكيف مع الزوجة والاولاد؟ فقد جعل المرأة نفس الرجل ولباسه اي ستره، فقد جاء في القرآن: (يا آيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاّ كثيرا ونساءّ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله عليم رقيبا) سورة النساء الآية1، واعطى المرأة حق الارث واعتبر حرمانها شيئا محرما (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل أو كثر نصيبا مفروضا) النساء الآية 7 ، وفي قوانين الارث القرآني عدل وقسط لم تستطع البشرية لحد ان تبلغه. (ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا) الاسراء31.

 

7.  تحريم مال اليتيم) :وآتوا اليتامى اموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم انه كان حوبا كبيرا) النساء2، (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون السعير) النساء10، (فأما اليتيم فلا تقهر) الضحى8.

 

8.  تحريم البهتان والنفاق: (واذا جاءك المنافقون قالوا نشهد بأنك رسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون)، المنافقون الآية 1 ، (وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما) النساء 156، (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما) النساء 138، (واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلو لشياطينهم قالوا انا معكم وانما نحن مستهزءون) البقرة 14. (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعتهم الله ولهم عذاب مقيم) التوبة الآية 68 . (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) التحريم الآية 9.

 

9.  الاسلام حدد اسس السياسة الخارجية والتعامل مع الامم المسالمة: قلنا سابقا أن رسالة الخاتمة التي جاءت مصدقة لما قبلها ونبي الرحمة خاتم الرسل والانبياء جاء متمما مكارم الأخلاق، حتى في الحرب والقتال، فهذه آيات القرآن تبين للمؤمنين كيف يعاملوا من لا يحاربهم من الأمم والشعوب: (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم* لا ينهاكم الله عن الذين لم يخرجوكم من دياركم أن تبروا لهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) الممتحنة الآيتين 7و8، أنظروا فالقرآن يقول للمسلمين لا تقسوا مع أعدائكم، فقد يؤمن هؤلاء أو يصالحوكم وتكون لكم معهم مودة، ويبلغهم أن الله لم ينهاهم عن البر والعدل وحسن التعامل مع من لم يحاربوهم ولو يخرجوهم من ديارهم، أي الأمم التي لا تعتدي عليهم، ولا تشن الحروب عليهم، وهذا رسم لعلاقات دولة الاسلام مع الأمم المسالمة والتي تريد اقامة علاقات حسنة مع دولة الدول الاسلامية.

 

10. الاسلام والدولة: فالاسلام أول من وضع قوانين المواطنة وشروطها، وأسس لمدنية الدولة أو علمانية قوانينها، فدستور المدينة المنورة وهي أول حاضرة احتضنت دولة الاسلام الأولى بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم نبيا وهاديا وقائدا وحاكما ومشرعا من عند الله، فهو لا يشرع برأيه وقناعته بل هو وحي يوحى، فكان التآخى بين الانصار والمهاجرين سمواّ وارتقاءا لا يمكن وصفه في التكافل الاجتماعي، وقد لا يرتقي له الانسان مرة آخرى، حتى داخل العائلة الواحدة والاخوة الاشقاء، والدرس الأخر هو التعامل مع يهود المدينة كأصحاب كتاب على أنهم واحد مع المسلمين، (أن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، ومن تبعنا من يهود فان لهم النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصر عليهم، وأن بطانة يهود ومواليهم كأنفسهم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين، على اليهود نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حاب أهل الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر المحض من أهل هذه الصحيفة دون الاثم، لا يكسب كاسب الا على نفسه) ثم يؤكد في هذا الدستور فيقول ( وأنه من كان من أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار، يخاف فساده، فان مرده الى الله والى محمد رسول الله) سماحة الاسلام/ موقع د.محمد عمارة. هذه الوثيقة أملاها رسول الله للكتاب، فهي مصدر تشريعي وليست وثيقة تراثية، فالدين مصدرة الوحي سواءا جاء من عند الله أو من رسوله بقول الله:(وما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحى)، ياله من سمو في التشريع حتى في حالة الخلاف لا يحمل طرفا مسؤوليته بل يرده لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. والاخرى والاكثر تفصيلا وثيقة العهد لنصارى نجران عندما وفدوا على المدينة والتقوا رسول الله، كان أول بين المسلمين والنصارى بعد اتساع حدود الدولة الاسلامية واجتماع شبه جزيرة العرب كلها تقريبا فوصلوا نجران، في الحدود بين اليمن والمملكة السعودية الآن، وكان سكانها مسيحيون من عرب الجزيرة، فقدموا لرسول الله والتي ورد ذكرها في القرآن لأجل المباهلة، ومعترضين على فرض الجزية عليهم فعندما التقوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رفضوا المباهلة لأنهم اقتنعوا أنه رسول الله، وطلبوا أن يكتب لهم وثيقة أو صحيفة وعهدا تحدد وضعهم، وتعامل الدولة معهم فكتب لهم وثيقة عهد وذمة وأوصى بهم خيرا، الصحيفة وتعليق على اهمالنا لها والتوصيات في الجزء اللاحق.

 

ان من يطلع على الاسلام، وهدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، يتأكد له أن الاسلام قد سبق كل مدعي بالشرعية واحترام حقوق الانسان، وما تبجح به الغرب من ذلك، ويعلم ان تشريع السماء والذي ورد في القرأن وما سبقه من رسالات السماء، والذي صدقه القرآن والنبي الخاتم، قد مثل رقيا رفيعا ساميا لا يمكن ان يصله اجتهاد ودعوة وقانون البشر، وان الإسلام بكل رسالاته (الاسلام هو كل الدين الذي اوحى به الله للبشرية وبعث فيه  الانبياء والرسل) براء من هذه الأعمال والجرائم، بل اعتبرها من كبائر الذنوب، وأن هذه الأعمال تعدّ في الإسلام جرائم كبرى، ومن كبائر الذنوب التي يعاقب رب العالمين سبحانه مقترفها بالخلود في نار جهنم، وهي ما قصده القرآن بالفساد في الأرض، وأنها تعدّ بغيا وعدوانا وظلما كبيرا، هذا بعض ما جاء به الاسلام بصورته التي نفقهها، وجاءتنا متواترة عن رسولنا وشفيعنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نسأل الله عز وجل أن يُعزنا بدينه، وأن يعلي كلمة الحق، وأن يحفظ على المؤمنين أمنهم وبلادهم، وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويثبت قلوبنا على الإيمان، وأن يسدد رأينا ورمينا على أعداء الله واعداء الانسانية غزاة بلادنا وديارنا، وأن يحفظنا جميعا من الفتن ويقينا نزغات الشيطان وانفسنا الامارة بالسوء، وينصرنا على القوم الكافرين،إنه سميع مجيب.

 

 





السبت١٦ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة