شبكة ذي قار
عـاجـل










تعلمنا ضمن تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي مواصلة احترام وتقدير الرفاق الذين سبقونا بالعمل الحزبي حتى بعد مغادرتهم التنظيم لأي سبب كان ، ونبقى نتذكر مواقفهم ، بشرط أنهم لم يكونوا ضمن من خان الحزب وعقيدته، لذلك نجدنا نتألم عندما نسمع أو نقرأ أن أحدهم ينشر أو يتحدث بشكل يسئ للحزب وكأنما يسئ لنفسه ورفاقه ، ومن هذا المنطلق نشرت بتاريخ 12 أيار 2010 موضوعاً بهذا العنوان ( تغيير المواقف لا يعني تشويه الحقائق ) ، وكان بمثابة رسالة إلى الأخ صلاح عمر العلي ، وقد نشر الموضوع بمواقع عديدة ومنها على موقع شبكة البصرة، وعلى هذا الرابط:

 

http://www.albasrah.net/ar_articles_2010/0510/tamoz_120510.htm

 

وقد تضمن الموضوع دعوة للأخ صلاح تصحيح ما ورد على لسانه من معلومات ، ( ويعيد ذكر الحقائق بدون تشويه،  ولا يخشى لومة لائم من البشر. وليعلم أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو القائل :

 

{كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون}

 

 وضمن هذا المنهج كانت التفاتة قائد الجهاد والمجاهدين الرفيق عزة إبراهيم في خطابه بذكرى ثورة 17 – 30 تموز 1968 ، وهو الذي علمنا كيف نقدر مواقف الرفاق السابقين والذين أصبحوا خارج الحزب، وقد وردت فقرة واضحة في الخطاب موجهه بالاسم للأخ صلاح تدلل على مقدار الحرص عليه وعلى تاريخه ، وكان أسمه مع المناضلين قادة الثورة رحمهم الله ، ونصها:

 

( تحية خاصة من الأعماق إلى الأحبة والى أرواحهم الطاهرة قائد الثورة الأب القائد احمد حسن البكر والى مهندس مسيرتها وحادي ركبها القائد صدام حسين والى فارس الثورة الفارس صالح مهدي عماش والى قيادتها الأحياء والأموات والى كل رجالها عسكريين ومدنيين الذين واكبوا مسيرتها والذين تخلفوا عنها ولأي سبب كان عدا سبب الخيانة العظمى والعمالة واخص منهم الرفيق العزيز المناضل صلاح عمر العلي واشهد له في هذه المناسبة بالصدق والإخلاص والشجاعة والمبدئية على طول مسيرته التي رافقته وزاملته بها .. وادعوه اليوم أن ينتبه حيثما يتحدث عن البعث ومسيرته وثورته أن لا يخلط بين البعث والثورة كعقيدة ومبادئ وتاريخ وتراث وبين ما حصل بيننا وبينه كبشر وما قد وقع عليه من ظلم وجور لان أي نقد من قبله يخلط في هذا الموضوع فهو بذلك يسب فيه نفسه ويلعن تاريخه وتراثه وهو لا يدري . وليعلم الرفيق العزيز صلاح وجميع رفاقه خارج الحزب الذين لم يخونوا الحزب وعقيدته ومبادئه، ولم يخونوا الوطن أن البعث باقي وان ثورته باقية وهو اليوم كما كان وسيبقى إلى الأبد حزب الجميع لا مكان فيه للاستحواذ والهيمنة وغمط حقوق الآخرين تحكم عقيدته ومبادئه ودستوره ونظامه الداخلي وقيمه تقاليده وأعرافه لا فضل لأحد على احد إلا بما يقدم من عطاء في دروب النضال ) .

 

هذا هو التعامل البعثي مع الرفاق السابقين من أمين سر الحزب وقائد الجهاد والمجاهدين ، فكيف يجب أن يُستقبل ؟. وكيف يجب أن يكون التعامل اللاحق والحذر والدقة في التصرف والحديث من قبل الأخ صلاح الذي عرفناه منضبط وملتزم خلال سنوات وجوده في التنظيم قبل الثورة وبعدها؟.

 

كنا نتوقع منه الاستفادة من نصيحة الرفيق عزة ابراهيم التي هدفها الحرص عليه وعلى تاريخه. لكن ما جرى بعد ذلك يدلل على العكس ، ويتجسد ذلك بالتورط  من قبله باجابة شخص نكرة برسالة نشرها على شبكة الأنترنيت ، وهذا الشخص كان في بطن أمه عندما كان الأخ صلاح عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي!!!. هل يعرف الأخ صلاح من هو هذا الشخص الذي سمح لنفسه أن يكتب رسالة للقيادة القومية ونشرها على شبكة الانترنيت ويجعل بها نفسه منقذاً للحزب!!!. ومن هم هؤلاء الذين يسمي المذكور نفسه قائدهم كونهم سرايا البعث؟. وهل سمع صلاح بمثل هذا الاسم في تاريخ الحزب؟. وهل يعرف جهة ارتباط المذكور ومن دفعه لكتابة هذه الرسالة؟.   لا بل من كتبها له!!. وهل يجوز للأخ صلاح أن يبادر بدون سبب أو مسوغ ليناقش رسالة يذكر فيها كاتبها أسماء الرفاق أعضاء القيادة القومية ولم يذكر فيها اسم الرفيق عزة ابراهيم الذي هو كما يعرف صلاح أمين سر الحزب؟. وهل هذا التصرف هو رد جميل لما ذكره الرفيق عزة إبراهيم في الخطاب يخص صلاح وحرصه عليه؟.

 

أسئلة كثيرة تقفز أمام من يطلع على تورط صلاح بكتابة هذه الرسالة لشخص ( زعطوط) وتافه ومشبوه، يقول علنا لمن يجالسه في مقاهي دمشق انني اشتم  رموز البعث كي يردوا عليّ واكسب شهرة !، ومن الاسئلة : هل ان صلاح تورط في مخطط ( اجتثاث البعث)  أيضا مثلما تورط الآخرون؟. أم ماذا يفسر هذا التصرف بعد كل هذا النصح والتوضيح من قبل الرفيق امين سر الحزب ، والرفاق في مكتب ثوار تموز؟

 

ان ما يدهشنا هو ان صلاح يقدم نصائح لزعطوط تافه لا يعرفه أحد وكأنه يخاطب قائدا بعثيا معروفا ومشهودا له !!!. والأنكى من ذلك ان هذه النصائح تصب في خانة التحريض على التمرد على الحزب وقيادته مع انهما يخوضان الآن أشرس معركة في تاريخ الأمة مع أشد اعدائها حقدا وقسوة !!! .ألم يتذكر صلاح ان سلوكا كهذا ليس من سمات البعثي الملتزم ؟ . أم انه في فترة عمله مع ما يسمى ب (  المعارضة ) قبل الغزو قد نسى كل شيء عن اخلاقيات وضوابط العمل الحزبي ؟ .

 

كنا على وشك أن ننسى أو على الأقل نضع في الأرشيف ما قاله في الجزيرة في مقابلاته مع احمد منصور وما قاله في كتاب من هنا مر صدام من تشويهات وتلفيقات وأكاذيب بعضها فجة وفيها تحريض على الحزب والعراق ، لكنه نكأ الجراح بتورطه في لعبة مشبوهة ينفذها ( لقلة الخيل )  زعطوط مجهول حزبيا وسياسيا ، وأجبرنا صلاح على تذكر ما فعله وهو امر كبير جدا ، وابرز ما قاله امام الملايين من قناة الجزيرة ان العراق هو الذي ابتدأ الحرب مع ايران وانه كان يضمر شراً لها !

 

هل العراقي الحقيقي يقول هذا الكلام مع ان آلاف الوثائق تثبت ان خميني هو الذي فرض الحرب وهو الذي رفض ايقافها ؟ وعلينا ان نطرح سؤالا اجبرنا كلام صلاح على طرحه على انفسنا وقتها وهو ما هو هدف صلاح من اتهام العراق ببدء الحرب ؟ هل هناك مصلحة شخصية في الأمر أم ان الأمر  أبعد من ذلك ؟. لقد اجلنا طرح هذا السؤال حرصا على ابقاء الباب مفتوحا أمام صلاح للعودة الى طريق الصواب خصوصا وانه ابدى أسفه لما قاله في الجزيرة كما علمنا من رفاق لنا .

 

والآن يخوض صلاح   الساقية نفسها التي جعلته خارج الحزب قبل عقود وهي ساقية التسرع وحماقة اطلاق الاحكام العاطفية أو مرض الشعور بغبن وهمي . ولكنه لا يجهل هذه المرة ان معاداة البعث لم تعد قضية صراع بين وطنيين او بين بعثيين بل هي سياسة الاحتلال الرسمية والفعلية ، والبعث بسببها يتعرض لحملات دموية فاشية منذ الغزو وقدم البعث آلاف الشهداء، والمعركة الآن في ذروتها مما يجعل نطق صلاح بكلامه الأخير هو الكفر بحد ذاته، وهو دعم عملية الاجتثاث بذاتها، وبغض النظر عما يظنه صلاح ، فبالأمس ظن انه يعمل معارضا للنظام دون خيانة الوطن ولكن اين وجد نفسه ؟ ومع من عمل في المعارضة ؟ وكيف تعاون مع انظمة كانت تحارب العراق وماذا جرى خلال ذلك ؟

 

هذه مجرد كلمات اولية تخص تصرف صلاح الذي جعلني أميل الى الاعتقاد انه اصيب بامراض الشيخوخة ولم يعد يميز بين الأبيض والأسود ، وانا اتشاور مع رفاق لي يعرفون صلاح مثلما أعرفه قبل الثورة ، من أجل ان نقرر هل نكتفي بهذا الرد أم نعود الى مقابلات الجزيرة وننبش ما قاله في كتاب صدام مر من هنا، والأهم نبحث في دلالات زياراته لطهران وغيرها قبل الغزو وما جرى فيها،   ودوره في ما سمي ب ( المعارضة ) .

 

 





السبت١٦ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رفيق من ثوار تموز نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة