شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما خُلع الملك فاروق (الألباني الأصل) عن العرش على يد الضباط الأحرار عام 1952،، غادر مصر بتوديع رسمي اطلق فيه أحدى وعشرون أطلاقة مدفع ،، بينما في العراق يقتل الملك (العربي الهاشمي) وعائلته دون أن يحاسب قاتله!!،، ثم يمارس (الشيوعيين) لعبتهم المفضلة بسحل الجثث ،، والبداية كانت مع جثة (الوصي) عبد الأله ،، الذي سحلوها مسافة طويلة بالحبال وسط الضرب والطعن بالسكاكين ،، ثم قطعوا الرجلين والكفين والذكر بشكل بربري ،، وفعلوا بالجثة فعل حيواني تقشعر له الأبدان !!،، ثم علقوها فترة طويلة أمام وزارة الدفاع قبل أن يحرقوا بقاياها ويرمونها في نهر دجلة !!،، وكذلك فعلوا بنوري السعيد ،، فبعد قتله ودفنه ،، نبشوا القبر واستخرجوا الجثة ،، ليمثلوا بها ،، سحل ،، شنق ،، تعليق ،، تقطيع وبالنهاية حرق !!،، فهل هناك أجرام ووحشية أكثر من ذلك؟!،، كانت هذه بداية لعهد مآساوي تجرع فيه العراقيون المر ،، من أجل السلطة والنفوذ التي كان ينشدها كل من عبد الكريم قاسم والشيوعيين ،، السؤال الذي يطرح نفسه ،، كيف ننظر لمن يدافع عن أصحاب جرائم السحل والتمثيل بالجثث ونبش القبور ،، ويصف أصحاب تلك الممارسات بالـ (الوطنيين)؟!،، فهل تجتمع الوطنية والبربرية في شخص واحد؟!،، فحتى الحيوان لم يسلم من حبل الشيوعيين !!،، ففي أحدى المظاهرت التي خرج فيها عمال شركة الموانئ العراقية في البصرة ،، وضع حبل في رقبة كلب وعلقت عليه ورقة تحمل اسم جمال عبد الناصر ،، وبدأت عمليات سحل (الحيوان) الأمر الذي أثارت المشاعر القومية والانسانية لدى الشاب أنس طه (رحمه الله) ،، فإعترض على ما فعلوه بالكلام فقط ،، فكانت النتيجة أن تلقفهة أثنان من المجرمين الشيوعيين (كريم) ،، و ،، (عبد الله) وأوسعوه ضرباً ،، ثم سكبوا ماء مغلي من قوري على وجهه ،، بعد ذلك وضعوا حبل في رقبته وسحلوه !!،، إلا أن الدم لايذهب مهما طال عليه الزمن ،، فبعد 8 شباط 1963 اعتقل المجرمين وحكم عليهم بالأعدام ،، ونفذ بهم القصاص العادل بنفس المكان الذي ارتكبا فيه جريمتهما البشعة ،، ولازال البعض يتذكر أهازيج والدة (أنس) اثناء شنق المجرمين ،، ليعجل الله بروحيهم الى جهنم وبئس المصير ،، ها هي أفعال المحيطين بـ (عبد الكريم قاسم) ،، ومن يرضى بتلك الأفعال لابد أن يكون مثل فاعلها ،، فكما يقول المثل الدارج!!،، (هالباب على هالخراب). 

 

من الأفعال السيئة التي أقدم عليها عبد الكريم قاسم هي تأسيس ميليشيا مسلحة تحمل أسم (المقاومة الشعبية) ،، كان ذلك بعد فترة قصيرة من تسلمه السلطة ،، وبالتحديد في الأول من آب عام 1958،، وربطها مباشرة بوزارة الدفاع التي كانت تابعة لسلطته ،، وتكونت هذه الميليشا من أحد عشر الف رجل وامرأة ،، هيمن عليها الحزب الشيوعي حتى باتت أقرب إلى تنظيماته منها إلى الحكومة !!،، وقد لعبت المقاومة الشعبية دوراً كبيراً في محاربة خصوم الشيوعيين ،، وتدخلت في شؤون الجيش والتجاوز على الضباط وتفتيشهم وأعتقالهم أمعاناً في فرض سطوتها ،، وقد مارست أبشع الجرائم التي لايمكن تخيلها من شده الوحشية ،، وأكثرها دموية هي مجازر الموصل وكركوك التي جاءت على خلفية أنتفاضة الموصل بقيادة عبد الوهاب الشواف عام 1959.

 

في التاسع من آذار عام 1959 ،، وصل عدد كبير من الشيوعيين المنتمين لميليشيا (المقاومة الشعبية) إلى الموصل ،، ومعهم مجموعات كردية مسلحة ،، وبدأوا بإقامة محاكم في شوارع الموصل التي تعتقل وتحكم بـ (الأعدام) وتنفذ فوراً ،، كما قامت (المقاومة الشعبية) بالاعتداء المساجد ورجال الدين ،، وبدأت عمليات السحل ،، التمثيل بالجثث ،، التعليق على أعمدة الكهرباء ،، قطع الأوصال والحرق ،، (العلامة التجارية للشيوعين) ،، تطال القريب والبعيد ،، وقد ذكرت صحيفة الحزب الشيوعي (أتحاد الشعب) في عددها الصادر بتاريخ 13/3/1959 ،، "علقت وسحبت جثث المجرمين القتلة في مدن الموصل وقراها وانجلت المعركة فإذا بالعشرات من المجرمين الشرسين العتاه مدنيين وعسكريين صرعى في دورهم أو على قارعة الطريق في الموصل وتلعفر وعقرة وزاخو وفي كل زاوية" ،، وفي عدد آخر صدر بتاريخ 16/3/1959،،  "لنا من الاعمال البطولية في الموصل خبرة وافرة في سحق الخونة ،، إنَّ مؤامرة الموصل وسحقها وسحل جثث الخونة في الشوارع ستكون درساً قاسياً للمتآمرين وضربة بوجه دعاة القومية" ،، وكذلك حدث نفس الشيء في كركوك بعد ان توجه لها الشيوعيين وبصحبتهم المجموعات الكردية المسلحة ،، لينفذوا أبشع الجرائم والانتهاكات.

 

وقد شهد الحزب الشيوعي على نفسه ،، فقد أعترف عضو اللجنة المحلية للحزب الشيوعي عدنان جليميران أثناء محاكمته عام 1963 قائلا ،، "في رأيي ان أبرز الجرائم التي نتحمل نحن الشيوعيين مسؤوليتها الكاملة مجزرة الموصل ومذبحة كركوك ، ففي الموصل كانت لدى الحزب أوامر قاطعة باتة من القيادة بإبادة القوميين حالما يتحركون ، وبعد ثورة الشواف اندفعنا لتصفية القوميين واقمنا المحاكم البروليتارية التي شكلت بالجملة حيث كان كل شيوعي على رأس محكمة تحاكم وتقتل وتعلق جثثهم ، وكنا نحن الشيوعيين أبطال مجزرة الدلماجة التي راح ضحيتها سبعة عشر شخصاً انتزعناهم من الموقف بعد ان انتهى كل شيء في الموصل ، وهناك في موقع الدلماجة فتحت النار عليهم" ،، وكذلك أتهم مهدي حميد (قائد المقاومة الشعبية في الموصل) أثناء محاكمته عبد الكريم قاسم بإصداره الأوامره بإبادة كل من أظهر مقاومة أو حمل السلاح ضد الحكومة"،، أما عبد الكريم قاسم فقد حاول التنصل من المسؤولية وتبرئة ساحته وألصاق التهمة بالشيوعيين ،، حيث ذكر بالحرف الواحد في خطابة الذي ألقاه في كنيسة مار يوسف بتاريخ التاسع والعشرون من تموز 1959 قائلا "إن ما حدث أخيراً في كركوك، فأني اشجبه تماماً، وباستطاعتنا أيها الاخوة، أن نسحق كل من يتصدى لأبناء الشعب بأعمال فوضوية، نتيجة للحزازات، والأحقاد، والتعصب الأعمى. أنني سأحاسب حساباً عسيراً أولئك الذين اعتدوا على حرية الشعب في كركوك" ،، ثم أضاف ،، "أولئك الذين يّدعون بالحرية، ويدّعون بالديمقراطية، إعتدوا على أبناء الشعب، اعتداءً وحشياً. إن أحداث كركوك، لطخة سوداء في تاريخنا، ولطخة سوداء في تاريخ ثورتنا. هل فعل ذلك جنكيز خان، أو هولاكو من قبل؟ هل هذه هي مدنية القرن العشرين؟ لقد ذهب ضحية هذه الحوادث 79 قتيلاً، يضاف إليهم 46 شخصاً دُفنوا أحياء، وقد تم إنقاذ البعض منهم"!!،، وقد جاء هذا التنصل بعد أن طالب الحزب الشيوعي عبد الكريم قاسم بثمن الجرائم التي أرتكبوها ،، وذلك عن طريق النداء الذي وجهته اللجنة المركزية في التاسع والعشرين من نيسان 1959،، ونشر في (إتحاد الشعب) والذي يدعو بالمشاركة في الحكم محددة حصتها باربعة حقائب وزارية بضمنها وزارة الداخلية ،، وهذا بطبيعة الحال ضد رغبة عبد الكريم قاسم لأسباب سنتكلم عنها في الجزء الخامس.

 

( يتبع ) ...

 

* برنامج شاهد على العصر - لقاء مع حامد الجبوري –  الجزء الثاني - قناة الجزيرة -  5/5/2008

* عبد الكريم قاسم ومجازر آذار / مارس في الموصل 1959م - نبيـل الكرخي

* - العراق: الشيوعيون والبعثيون والضباط الاحرار – حنا بطاطو –الجزء الثالث.

* كنت شيوعيا – بدر شاكر السياب -  دار الجمل للطباعة.

* عبد الكريم قاسم ومجازر آذار / مارس في الموصل 1959م - نبيـل الكرخي

* حتى لاننسى ثورة 14 رمضان (رمضان مبارك) – د.فاضل بدران

* مجازر الشيوعيين في الموصل وكركوك.. تاريخ دموي يأبى النسيان – د. أيمن الهاشمي – شبكة البصرة

 

 





الاحد١٧ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة