شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
"وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْس بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ والأنف بالأنف وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "

صدق الله العظيم المائدة 45

 

لقد خسرت أمريكا كل حروبها العسكرية التي خاضتها في العراق وأفغانستان ولكنها نجحت في إغراق هذه البلدان في بحور من دم فلقد أسهم بوش الأب وبوش الأبن بأنه سيسجل التاريخ لهما قي أسود صفحاته بانهما العائلة التي وضعت الولايات المتحدة الأمريكية علي طريق النهاية كقوة عظمي وان زوال الإمبراطوريات يقترب دائما مع كثرة الحروب والصراعات التي تدخل فيها هذه القوي لقد أغرق بوش فرعون العصر ونمرود هذا الزمان ومن معه من عرابي الحروب أمثال غراب الحرب تشيني، إلي رامسفيلد، إلي جون بولتون، ليكمل ما بدأه أبوه بغزوه العراق وإعلانه الحرب علي الإسلام متذرعا بجملة من الأكاذيب والأساطير المهووس بها دينيا ، فقد أهدر هذا الغبي المجنون والذين معه في حربه علي كل من أفغانستان والعراق ما يربو علي سبعمائة مليار دولار دون طائل ، فقط نجح هذا الأفاق في إهدار دماء ملايين الأبرياء في كل من العراق وأفغانستان و مارس أبشع أنواع عمليات القمع والتعذيب ومازال هؤلاء الأفاقون التتار ومغول العصر يتحدثون عن الديمقراطية ولكن لم يقولوا لنا أي ديمقراطية يتحدثون عنها ، هل هي ديمقراطية الطائفية والاغتيالات والتصفيات الجسدية وقطع الرؤؤس علي الهوية ؟ أم ديمقراطية الخيانة وتفكيك وتفتيت البلاد وشراء الذمم وبيع التاريخ والحضارة إلي نخاسي وحفاري القبور ام ديمقراطية السجون والمعتقلات والزنازين المظلمة والمثاقب ؟ أم ديمقراطية سجون فرعون وهامان؟ أم ديمقراطية إشعال الصراعات بين الطوائف والشعوب ولكن هكذا هي الطبيعة الأمريكية الاستعمارية الإمبريالية ، فما يجري علي أيدي جنودهم المرتزقة في أفغانستان والعراق واستهدافهم للمدنيين وقتلهم والتمثيل بجثثهم وحرقها علي سبيل التسلية والمتعة وإدخال الرعب في نفوس من يقاوم الإحتلال أصبحت طريقتهم الممنهجة ، ففي أفغانستان يتعمد المرتزقة الأمريكيين ويتفننوا في قتل المدنيين والتمثيل بجثثهم وشي لحومهم علي طريقة الكباب والكفتة إلي الدرجة يستمتعون فيها هؤلاء الجنود بمشاهدة هذه الجثث ومنهم من لا يكتفي بالقتل فقط أو الحرق بل وصل بهم الأمر إلي التمثيل بجثث هؤلاء المدنيين وتصويرها بل ويقوموا بحرقها وقطع أعضاء منها والإحتفاظ بأجزاء منها علي سبيل التذكار،

 

وهذا الأمر أيضا حدث ومازال يحدث في العراق حتي اليوم وهو ما ذكره الرقيب في الجيش الأمريكي كالفين جيبس ونشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية والذي اعترف فيها لزملائه بأنه في أثناء خدمته في العراق عام 2004 كان يمارس أعمال القتل مع العراقيين والتمثيل بجثثهم ولم يجد صعوبة في ذلك لأنها كانت تمثل له متعة ومن منا لايتذكر حادثة الاعتداء الوحشي لجنود المارينز الوحوش علي الطفلة "عبير الجنابي "وأخويها ليقتلوا البراءة في عيونهم وحرق جثثهم والتمثيل بها لإخفاء جرائمهم الوقحة ومن منا لا يتذكر جرائم جنود الاحتلال بحق المعتقلين من رجال ونساء وشيوخ في سجن أبوغريب وغيره من السجون والمعتقلات المنتشرة في العراق، أنهم يمارسون معنا كل أنواع الأساليب القذرة وأبشعها والتي تتعارض مع كل العقائد و الأعراف والتقاليد العسكرية والإنسانية التي نعرفها علي مر التاريخ ، ومع بلوغ الورطة الأمريكية في العراق عامها الثامن تشير كل الدلائل إلي فشل هذا المشروع وخسارته بحيث لم يعد أمام الرئيس الأمريكي وإدارته في الحقبة الأوبامية من مخرج وعليه أن يحمل عصاه وشواذه ومرتزقته ويرحل عن العراق والعودة من حيث آتي فلم يعد أمام الرئيس الأوبامي إلا الإعتراف بالهزيمة وإعلان الفشل ولكن أمريكا لن تنسحب من العراق بهذه السهولة فهي جاءت لتبقي لان قرارالإنسحاب اليوم هو بيد إدارة الكيان الصهيوني سواء كان في تل أبيب او كان في واشنطن مع اللوبي اليهودي "ايباك"وجماعات الضغط التي تقدم مصلحة إسرائيل على مصالح واشنطن فلن يسحب الرئيس الاويامي قواته من العراق وسوف تبقي في قواعدها التي قامت ببنائها حتي لا تقوم للعراق قائمة نظرا لما كان يمثله هذا البلد من ثقل سياسي واقتصادي وعسكري فاعل في الجبهة العربية المناهضة للكيان الصهيوني ، ولكن الحل بيد المقاومة فعلي المقاومة في هذه الفترة أن تغير من أسلوبها في التعامل مع هذا الإحتلال وجنوده وأن تتعامل معهم بالمثل .

 

فكم رأينا مدي الرعب والهلع والخوف الذي أصاب الإدارة الأمريكية بداًً من الرئيس الأمريكي بوش وعصابته عندما ظهرت صور القتلى والأسري الأمريكيين وهم خائفين ومذعورين علي شاشات التلفاز نقلا عن الفضائية العراقية في مارس 2003 أثناء عملية الغزو والتي عرت تلك الصور حجم الأكاذيب التي كانت تروج عن القوة وسقط القناع الزائف الذي تم الترويج له والعنجهية والصلف وغطرسة القوة وكانت هذه الضربة التي بثت الرعب في نفوس أكثر من مائتين وخمسين إلف عائلة أمريكية لها مقاتلين يشاركون في الحرب وكادت هذه الصور تغير خطط الحرب والغزو وسير المعارك إلي الدرجة التي فكرت فيها أركان الإدارة الأمريكية علي التراجع والعودة من حيث أتوا لولا خروج بعض الأصوات من المارينز العرب التي تحُسب علينا زوراً وبهتانا تستنكر عرض صور الأسري والقتلى الأمريكيين وتعارضها مع القانون والدين واتفاقيات جنيف وحقوق الأسري بالرغم الحالة الجيدة والمعاملة الحسنة التي ظهر عليها أسري جنود المارينز مقارنة بما كانوا يفعلوه بالأسري في العراق وأفغانستان ووضعهم في حاويات من الحديد حتي الموت إختناقا ، وكم رأينا أيضا الرعب الأمريكي ممثلا في الرئيس المذعور بوش ووزير دفاعه رامسيفيلد ووزير خارجيته باول وكل الناطقين باسم البنتاجون في واشنطن والدوحة بعدما ظهرت صور المقاولين الأمنيين الأمريكيين الأربعة علي شاشات التلفاز وتصدرت معظم نشرات الأخبار والذي تم إستهدافهم من أبطال المقاومة في الفلوجة وقتلهم وتعليق جثثهم علي أعمدة الإنارة وكاد هذا الحادث أيضا يتسبب في انسحابهم من العراق لولا أيضا الداعين إلي احترام حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف التي يتذكرونها عندما يتعلق الأمر بجنودهم وقتلاهم وشواذهم أما قتلانا وآسرنا تقطع رؤوسهم وأرجلهم ويغتصبون ويحرقون تحت سمع وبصر العالم كله لا قانون ولا دين ولا يحزنون ،

 

الإحتلال الأمريكي لن يخرج من العراق إلا إذا ذاقوا طعم ومرارة الهزيمة وشاهدوا الموت والرعب بأعينهم ولن تنقذهم اتفاقيات أو معاهدات ، ففي فيتنام تجرع الأمريكيون المذلة حتي أنهم كانوا يرجون الفيتناميين في التفاوض معهم علي الخروج من سايجون ، وكذلك لم يفكر الأمريكيون في الخروج من لبنان في عام 1983 إلا بعد أن ُقتل وجرح المئات من جنود المارينز في تفجير قاعدتهم العسكرية وعلي الفور خرج الأمريكيون وتركوا لبنان وتغيرت سيناريوهات البقاء الأمريكي ، وفي عام 1992 عندما دخلوا الصومال وأرسلوا ثلاثون ألفا من جنود المارينز للهيمنة علي القرن الإفريقي تحت مسمي عملية إعادة الأمل ومع ذلك قاموا الصوماليون الحفاة والعراء والبسطاء بمقاومة هذا الاحتلال والتواجد الأمريكي واسقطوا له طائرتي بلاكهوك وعليها أثني عشر عسكريا أمريكيا وتم قتل أحد الطيارين وسحله في الشوارع وتركه أمام بوابة الفندق الذي تتواجد فيه البعثات الأجنبية وعندئذ أخذ الرئيس الأمريكي بوش الأب قراره قبيل أيام من تركه البيت الأبيض بمغادرة القوات الأمريكية للصومال في 25مارس 1994بعد إطفاء الأنوار في مقر القوات الأمريكية في مقدشيو ، أمريكا لا تعرف إلا لغة القوة والرعب والمعاملة بالمثل والضغط عليها عصبيا ونفسيا ، لقد أثبتت هذه العمليات أن المعارك الكبرى لم تعد تعتمد في العصر الحديث علي الآلة العسكرية وحدها وغطرسة القوة والدعاية الكاذبة وإنما في التأثير النفسي وتأليب الرأي العام علي قياداتهم ودفعهم إلي الخروج السريع وتغيير خططهم وإرباكهم ، ولهذا علي المقاومة الوطنية في العراق بكل أشكالها القومية والعربية والبعثية والإسلامية أن تغير من إستراتجيتها العسكرية والإعلامية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق وأن تتواجد بصور مختلفة ومتنوعة وأن تراجع مواقفها للضغط علي أعصاب الاحتلال وزرع الرعب في نفوس جنوده وعملائه مما يدفعهم إلي الهروب والخروج الكامل والسريع .

 

 





الخميس٢١ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الــــــوعـــي العــــربـــي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة