شبكة ذي قار
عـاجـل










عن النبي العربي الأكرم  عليه وآله الصلاة والسلام وعلى أصحابه الغر الكرام قال

(إنما هلك الذين من قبلكم كانوا إذا أخطئ فيهم الشريف تجاوزوا عنه؛وإن أخطئ فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد)؛ أو كما قال عليه الصلاة والسلام ؛ العدل صفة محمودة وهو أسم من أسماء الله الحسنى وضرورة تطبيقه على الجميع ما يجعل المجتمع يبدأ مساراته بصورة صحيحة وتتحقق من بعد التطبيق العدالة والتي هي مبتغى الجميع نحو مجتمع أمن مزدهر؛وبدون العدل لاتقام الأمم ولا تسود الحياة الطبيعية.

 

(حكمت فعدلت فأمنت فنمت)؛مقولة شهيرة لرسول القيصر حين بحث عن سيدنا عمر بن الخطاب وهو الفاروق نتيجة عدله الذي فرق به بين الحق والباطل ووجده نائما تحت شجرة في أطراف المدينة ؛وهكذا تتوالى القصص التي تسرد لنا أحكام العدل والعدالة التي أقيمت على ضوئها الدولة الإسلامية ؛والشواهد عديدة من الصحابة الكرام ومنهم الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وكرم الله وجهه حين قدمت اليه أمراءه تدعي أمومة طفل ليس لها والقصة معروفة ما ينم على أن العدل والحكمة صنوان لايفترقان بل لاعدل من غير الحكمة.

 

تلك المقدمة أسوقها من أجل توضيح العنوان وهو كما قرأتم يتعلق بمفصل مهم من مفاصل العملية الإدارية التي تمسك بزمام أمور العدل ولها علاقة بالقضاء العراقي ؛ وأعود لأكرر نحن لسنا من الذين يحابون المخطئ وعدم مقاضاته على ما اقترف حتى وإن كان خطأه صغيرا لابد من أن يأخذ جزاءه؛ولكن أن نغض الطرف عن من أقترف الجرائم وأرعب  الناس بل قتلهم وأراق دماء الشعب ؛ وأهدر ثرواته؛وعزز للمحتل دوره ووجوده وأخرج العراق من دائرة القوة إلى الضعف والهوان حتى أننا نقف على حدود الدنيا دون أن نرى احتراما لتسمية العراقي بعد ضياع هيبته وسط الأمم؛إننا لانطالب بالإعفاء عن من أخطأ بل نطالب أن يكون العدل صفة من صفات القضاء و هيئة النزاهة من بعده.

 

فهل يعقل أن هيئة النزاهة تقاضي أمراءه على تزويرها شهادة دراسية  لطمعها بزيادة على المرتب ويترك من يمثل العراق في مكان ما وهو قد أقترف نفس الفعل؛تسجن تلك المراءة بينما غيرها يمثل الحكومة ؛تقيد حرية تلك المراءة بينما الكثير من وزراء الحكومة كانوا قد اقترفوا الفعل نفسه ؛وربما نبرر لها فعلتها كونها لم تؤذي إلا نفسها ؛لكن هؤلاء أذو العالم وليس العراق وكانت من نتائج أفعالهم القذرة أعدادا مهولة من اليتامى والأرامل ؛وأعدادا لاتحصى من القتلى؛أن تبعد عن أطفالها لأنها زورت شهادة بينما من قدم شهادة الزور ضد العراق وكان سببا في تلك الحرب المدمرة يكرم ويوصي به أن يرشح لمنصب رفيع؛ أن يساء لها ولعائلتها بينما الآخرون يمنحون مناصب رفيعة عندكم ؛وتأكدوا أن لاقيمة لها عندنا؛ ويترتب على فعلتها تلك أن تطرد من الوظيفة بعد ذلك بيد أن من زور شهادة مثلها هو اليوم بمنصب حساس .

 

هيئة النزاهة نعما فعلتم وهذا واجبكم ولا يشكر من أدى واجب ؛بل يحمد أن أتم ما فوق الواجب وعده تكليفا وفق الحق والعدل ؛لاوفق الهوى ؛وتجبرا على الضعيف ؛والقضاء المرموق في العراق أين روح القانون وأنتم تعلمون أن من بينكم الكثير من أمثال ما فعلت تلك المرأة وليس ببعيد عنكم أمثالا عديدة لها لكنهم محميين وتلك التي أهلكت الأمم من قبلكم كما قال عليه الصلاة والسلام؛ كنتم تدعون أن أتباع صدام هم فوق القانون ؛واليوم أقدمتم على فعل ما لم يكن لاصدام حسين رحمه الله ولا من هو من أتباعه يجرؤا على فعله ؛ وأسوق حادثة  من التي أقترفها بعض من أتباعكم وممن تسمونه (سجين سياسي) ؛وهو مجرم رعديد كاذب  يجلس على مقربة منكم اليوم في البرلمان ويوصف بأنه قاضي ؛وقد زج في السجن أيام  الرئيس الراحل صدام ولكن ليس بظلم كما تدعون وإنما بما اقترفت يداه ومعه مجموعة من القضاة والعاملين في سلك الشرطة والقضاء وغيرها ؛وهي حادثة لصقتموها كما عهدكم بالكذب بالنظام الذي تقولون عنه البائد؛تلك الحادثة كانت عبارة عن تبديل أشخاص محكومون بالإعدام بآخرين مختلي العقل من  الشماعية ؛وقد تم الكشف عن الجريمة وزج بأولئك المجرمين في السجون وحوكموا على فعلتهم الشنيعة؛فأقيم العدل وقتها ؛ولكن وبعد الأحتلال وقدومكم الموقر إلى السلطة تبدل حال البعض من أولئك ممن لاضمير لهم ليكونوا من أصحاب النفوذ والسلطة لابل يتمنطقون باسم النزاهة والشرف.

 

هذه الحادثة تبين أن الشريف إذا اخطىء لايتم التجاوز عنه بل يناله العقاب ومع ذلك ذهب من كان يحكم وذهبت دولته ؛فما شأنكم أنتم الذين تتجاوزون عن صاحب السلطة (ألي عنده ظهر) كما يقال في العراق ؛وتمسكون بالضعيف لتقيموا عليه الحد؛ سأل الرسول عليه الصلاة والسلام (الحلال يذهب ؛فقال يذهب ؛فقالوا والحرام قال يذهب وأهله)؛واليوم نرى إن كل ماهو حاصل حرام في حرام ؛لذلك نحن مطمئنون أنكم ذاهبون إلى جهنم إن أجلا أم عاجلا؛وتلك طريق من هو كذاب اشر.

 

لقد سبقت الأمم في مسيرتها وتعدت إلى بر الأمان بتنفيذ حكم الله والعدل ؛وما الأخير هو أساس الملك؛فانظروا أي أساس تؤسسون ؛(أفمن أسس بنيانه على شفا جرف هار  فأنهار به في نار جهنم) 109 التوبة؛ وتريدونها دولة وحكومة ؛ويقول بها دولة الرئيس (مانطيها)؛على ماذا لاتريد أن تعطيها على ما أقمت من العدل؛أم بنيانكم الذي هو هار ولن يدوم ؛أم على اتخاذكم الكفر والخديعة واليهود والنصارى أولياء ؛والله الجبار القوي الذي يقول عز من قائل (ومن يتخذ اليهود والنصارى أولياء فهو منهم)؛أبشروا بجهنم التي تنتظركم وإن طالت بكم الأسفار ؛فوالله الذي لاإله إلا هو انتم باطل وهذا لايدوم.

 

امرأة مسكينة تعيل أيتام خرج زوجها صباحا من عندها ولم يرجع بسببكم أخطأت  غلبها الطمع أرادت أن تستزيد على مرتبها والنفس أمارة بالسوء ؛يزج بها بعقوبة رادعة ؛وفي نفس الوقت وبين ظهرانيكم ألاف من الذين فعلوا نفس فعلتها ولا أحد يقول لهم (على عينكم حاجب)؛ أي ظلم واضطهاد هذا؛ يامعالي مدحت المحمود ؛يأيها الإنسان الذي اتخذت من القضاء مهنة؛ ياوزير العدل يامن  من المفترض أن تضع فوق رأسك في بيتك وإدارتك مقولة (العدل أساس الملك ) وتطبقها ؛ ياهيئة النزاهة (عمي الرحمة سبقت غضب الرب) أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ؛أما كان لو اكتفيتم بتوجيه عقوبة إدارية قاسية لها حتى وإن كانت قطع راتب لمدة معينة بدلا عن تفريقها عن أيتامها؛قضاءنا المهيوب أين روح القانون ؛أم ترى بريمر أخذه صحبة المليارات التي هرب بها ليلا وأوصله وزير خارجيتنا ونائب دولة الرئيس إلى أبواب الطائرة عملا بالعرف الدبلوماسي (وشلع وكتوله ألف عافية)؛ لانطالب بإلغاء العقوبة عن تلك المسكينة التي أوصلتموها أنتم بأفعاكم إلى هذه الحالة بعد أن اقترفت أيديكم ما اقترفت وما فعلتموه من قتل وتهجير وفرقة وزرعتم العنف والغل والحقد في نفوس الناس ناهيك عن الجشع الذي أودى بحياة زوجها التي كانت معززة مكرمة في كنفه حتى جئتم؛ ولكن نطالب لها بوقف التنفيذ كي لايحرم صغار أيتام من أمهم وملاذهم الأخير في هذه الدنيا بعد رحيل أبيهم منها غدرا على أيدي مليشيات الحكومة الفاضلة؛ وأن لاتتركوا أما عراقية استدرجتها الأقدار والحاجة والعوز في زمن أنتم تسببتم في مصائبه وابتليتم الناس بها ؛ومن ثم تحكمونهم ؛ ألا تنظرون إلى الرتب التي تم منحها بالتزوير ؛ألا تنظرون إلى المناصب التي كانت نهبا لكل من هب ودب دون قيد أو شرط ؛حتى يقال والعهدة على القائل أن هناك احد الذين يحملون رتبة عميد قد وضع نائب ضابط ثقة بجانبه في حله وترحاله كي يقرأ له البرقيات والبريد الوارد لوحدته ومن ثم يبصم توقيعه بختم أعد خصيصا لهذا الغرض ؛أليس هذا بتزوير؟.

 

غوار الطوشي شخصية فكاهية جميلة ومحبوبة للجميع ؛بلع عن طريق الخطأ ليرة معدنية ؛ وفي يوم من أيامه ألمته بطنه فذهب للطبيب وعمل الأخير لغوار صورة أشعة ؛فظهرت الليرة بالأشعة ؛سأله الطبيب ؟ ما هذا أنت بالع ليرة ؛أجابه غوار ؛(وهي أجت على الليرة يادكتور ؛هما البلد بالعينو؛وكفت على ليرة غوار).

 

إشاراتنا في العدل رمز عيوننا    وكل لبيب بالإشارة يفهم

 

والمعذرة للرصافي الراحل فقد استبدلنا كلمة الحب بالشطر الأول من بيته بكلمة العدل تماشيا مع سياق المقال.

 

 





الثلاثاء٢٦ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الدغمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة