شبكة ذي قار
عـاجـل










لا انكر انني كثيرا ماكنت اعاني من الحرج حين يسألني البعض : كيف لك ان توفق بين تعاطفك مع تيار مقتدى الصدر , وشهادة الدكتوراه التي تحملها , وانت تعلم علم اليقين بأن مقتدى الصدر هو فتى لا يفقه من الاسلام وشريعته وقيمه واحكامه شيئا..و متى كان لمقتدى الذي يكنيه البعض مقتدى( اتاري) او البلاي ستيشن اشارة الى صغره, متى كان له الفكر والفهم والعقلية العلمية اوحتى الدينية التي تقنع رجلا يمتلك شهادة علمية عليا ؟!وكيف لك ان تخضع لقيادة شاب كثيرا ما اثار سخرية الآخرين باحاديثه وامثلته الساذجة التي يتندر بها الشباب في العراق وخارجه.؟ ولقد كانت تلك الاسئلة المحرجة دائما تضعني موضع المدافع لاني ممن كان يتوهم بان المنهج الصدري هو منهج عقائدي ومبدئي, وكان البعض ممن لم يقرأ شيئا للصدر الجد , يشيد يهذا الفكر ونظرياته وعمقه حتى بات البعض يجعله موضع مقارنة بينه وبين اهم واشهر النظريات الفكرية والانسانية.. وحين توفر لي ان اقرأ وبالتفصيل نتاج هذا التيار من منابعه الاساسية , تأكد لي بانني واهم وان هذا الفكر لا يعدو ان يكون كلاما عاما يجيده روزخونية النجف اكثر من كونه فكرا علميا يعتد به , وهو كما اكد الكثير من الكتاب والمفكرين الذين تعرضوا , الى فكر الصدروكتبه بانها ليست سوى كتب اعتيادية وليست فكرا اعجازيا يمكن مقارنته بالنظريات الفكرية الانسانية .


ولان البعض كان يحسبني من المتعاطفين مع هذا التيار , فقد كنت اخدع نفسي وازعم بانهم من المقاومين للاحتلال , رغم ان الاحتلال هو الذي جاء بهم وبغيرهم من احزاب وازلام الغزو الهمجي للعراق .


من جهة اخرى تابع العراقيون من على شاشات التلفاز طيلة السنوات الاخيرة , الحملة الاعلامية التي شنها بعض ما يسمى بقادة هذا التيار, ضد المالكي بوصفه دكتاتورا وانه زج بالصدريين في السراديب وزنزانات الموت وا نهم تعرضوا الى ابشع انواع التعذيب على ايدي شرطة المالكي منذ صولة الفرسان وقبلها وبعدها ايضا. وكان ما اسمعه من تصريحات لمقتدى الصدر ضد المالكي وممارساته , يدفعني الى الاعتقاد بان القطيعة والعداء بينهما اصبح امرا لا يمكن تجاهله , وان مقتدى يلتزم الدفاع عن قواعده ,وان كنت اشك بقدرته على ذلك ,وكانت التصريحات النارية الاخيرة .لمقتدى وجوقة المطبلين له, والتي اكدوا فيها بان ترشيح المالكي هو خط احمر , وان التيار يرفض مطلقا ونهائيا اعادة ترشيح المالكي لولاية ثانية لسوء ادائه وايغاله بالاغتيالات والتعذيب .


واليوم وبعد سلسلة من التخبطات والسلوك المتناقض لهذا ( القائد العبقري المقيم في ايران )نراه يخضع لضغوط حكومة طهران بتأييد اعادة ترشيح المالكي ويتخلى عن قواعده ,وعن تلك التصريحات النارية . , فبعد ان رشحوا الجعفري , عادوا ورشحوا عبد المهدي , وبعدها استجابوا لضغوط ايران وامريكا التي يزعمون انهم يقاومونها بترشيح المالكي ليعود من جديد , بمشروعه الطائفي المدمر لوحدة العراق وشعبه.


وعلى ذلك , فان على كل العراقيين الشرفاء , ولاسيما الذين ينتمون الى هذا التيار , ان يعلنوا انسحابهم منه , لانه اصبح اداة طيعة بيد حكومة طهران , تأمره فلا يملك الا التنفيذ ..


اما العراق وشعبه , ومصلحته الوطنية فلا تعني مقتدى وجماعته بشيء

 

 





الاربعاء٢٧ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. غانم سمير نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة