تدمير العراق وانسانه واحتلاله حدث بقرار واصرار امريكي كشفت عنه وثائق رسمية نشرها مركز محفوظات الامن القومي الامريكي المستقل الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، الوثائق نشرت في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، وسأمر بسرعة وباختصار على بعض ما جاء في تلك الوثائق لضيق المساحة، المخصصة لمقالتي وسأقتبس منها ما يلي: اجماع مستشاري جورج بوش الصغير التركيز على الاطاحة بنظام صدام حسين فور تولي بوش مهامه، والبحث عن كيفية تبرير حرب على العراق وتحت ذرائع مختلفة.

فقد طلب وزير دفاع الامريكي «دونالد رامسفيلد» من محام في وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» الحصول من نائبه على حجج تظهر علاقة مفترضة بين النظام العراقي وزعيم شبكة القاعدة اسامة بن لادن. تصوير انابيب المنيوم تظهرها كدليل على ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل. واظهر صدام حسين كدكتاتور والتركيز الاعلامي بكثافة على ذلك.

ارسال مذكرة في تموز 2001 من رامسفيلد الى مستشارة الامن القومي الامريكي آنذاك كوندوليزا رايس حول السياسة الواجب اتخاذها للاطاحة بصدام وبنظامه، ولقاء رامسفيد مع رئيس القيادة الامريكية الوسطى انذاك، الجنرال تومي فرانكس واعلامه بأن يحضر القوات لقطع رأس النظام العراقي واحتلال بغداد بكل الوسائل ، وانتهى الاقتباس..

واقول هناك بند في الوثائق هو الاخطر والاحقر لما جاء فيه تركته وحده لألفت نظر القارئ اليه والبند هو رامسفيد يعبر عن قلقه لان العقوبات لا تأتي بنتائج لذلك علينا احتلال العراق لنكون في وضع اقوى نحن وحليفتنا اسرائيل وتحقيق النجاح في احتلال العراق ما سيعزز سيطرتنا على المنطقة واماكن اخرى اذن حصار العراق منذ 1990 ومنذ رئاسة بوش الاب كان الهدف منه انهيار النظام العراقي واحتلاله دون حرب نظاما وشعبا ما جعل رامسفيد وزمرته يكشرون عن انيابهم، ويفترسون العراق ارضا وشعبا وثروات وحضارة دون حق او شرعية او ذنب يذكر ولأنها جرائم حرب يعاقب القانون الدولي مرتكبيها .